مياه منبع يوكوس تضخ الحياة في جبال تبسة و تستقطب العائلات
يشهد منبع يوكوس المعدني ببلدية الحمامات بولاية تبسة، حركة سياحية محلية كبيرة هذه الأيام تزامنا مع عطلة الصيف، حيث يعرف إقبالا كبيرا من قبل العائلات التي تجد متعة خاصة في تسلق الجبل وصولا إلى المنبع الرئيسي لمياه الشلال المتدفقة و التي عادت مجددا لتبث الحياة في المنطقة بعد سنوات من الجفاف.
الزائر للمنطقة سيفاجأ بروعة منظر الجبل الذي تتدفق من صلبه مياه صافية و عذبة حجبت عن الناظرين لسنوات عديدة بسبب شح الأمطار، لكن المكان عاد لينبض بالحياة مجددا بعدما  انفجر منبع طبيعي جديد في قلب جبل “دوار يوكوس”، تنهمر منه مياه نقية أعادت بفضل غزارتها تشكيل الوادي القديم  الذي يطرب هديره مسامع سكان الدوار و زواره، ممن لا يتوانون في تسلق أعلى القمة التي تنحدر منها المياه للاستمتاع بالمنظر و ارتشاف شربة ماء منعشة و طبيعية. و رغم صعوبة الوصول إلى المكان إلا أن العائلات التبسية أصبحت تعتبره متنفسا رئيسيا لها، حيث يستمتع الكثيرون بالتواجد قرب المنبع الذي بات محطة للتنزه والتقاط صور تذكارية في أحضان جنة يوكوس الغناء، خصوصا وأن المنطقة باردة نوعا ما و تتميز بمناح معتدل جعل العائلات تلجأ إليه هربا من حر أيام الصيف الطويلة و الساخنة.
 مياه المنبع تنساب فوق أرضية إسمنتية مستطيلة الشكل تسمح للزائر بأن يقف أو يجلس بقربها ليتأمل المنظر الذي زاده جمالا و سحرا تدفق منابع صغيرة أخرى على مستوى الجبل، الذي عرف الجفاف لسنوات قبل أن يعود مستوى المياه الباطنية للارتفاع مجددا بفضل كثافة التساقط المطري الذي شهدته المدينة خلال الشتاء الماضي، لتعود بذلك المنابع مجددا لتسقي الأرض، و تضخ الحياة في المنطقة، التي تتوفر على حنفية قديمة موصولة بالمنبع الرئيسي كان السكان قد مدوا توصيلاتها قبل سنوات ليتمكنوا من الاستفادة من مياه المنبع الصافية و الصحية.
منبع يوكوس يعد أيضا شريانا اقتصاديا في المنطقة و أحد أبرز عوامل التنمية المحلية لأنه يزود مصنعين لتسويق المياه المعدنية، كما أنه قبلة أساسية لباعة مياه الصهاريج المتنقلين ممن تلقى مياههم إقبالا ورواجا كبيرا بين سكان الولايات القريبة على اعتبار أن مياه منبع يوكوس معروفة بصفائها و قدرتها على شفاء الكثير من الأمراض  كأمراض الكلى  والأمراض الجلدية.
 فضلا عن ذلك فإن بلدية الحمامات مقر المنبع، تعتبر السد الأساسي الذي تتزود منه عاصمة الولاية تبسة بالمياه الشروب، ولذلك فقد بذلت السلطات المحلية جهودا معتبرة لتحسين محيط المنبع، إذ تم تعبيد الطريق المؤدي إليه على مسافة 3.5 كلم وإنجاز موقف للسيارات وتهيئة الأرصفة والجدران المحيطة به، ما ضاعف الإقبال على المكان بالرغم من أن  عملية تهيئة المسلك الجبلي المؤدي إلى الشلال لم تنته بعد ولم تتم وفق مخطط مدروس، فالجهة المعنية بانجاز السلالم المؤدية إلى الشلال أتمت النصف الأول من الأشغال بطريقة فوضوية ودون مراعاة لأية شروط تذكر فارتفاع الدرج الذي يتكون منه السلم محل الانجاز يصعب كثيرا صعود المسنين والنساء ،هذا إضافة إلى أن النشاطات التجارية الموجودة قرب المنبع تمارس بشكل عشوائي، دون تأطير من البلدية التي يطالبها الزوار والسكان بانجاز محلات و أكشاك بمقاييس سياحية توفر راحة أكثر وخدمات أفضل للسياح الباحثين عن المتعة والراحة، والذين تتراوح أعدادهم أيام العطل بين 1000إلى 1500زائر.
مع ذلك يبقى انعدام الأمن المشكل لأكبر في المنطقة، لأنه يفتح المجال أمام بعض المنحرفين الذين لا يتوانون في إزعاج السكان و تعكير صفو الزوار من العائلات خاصة خلال المساء.
للإشارة فقد قام فريق علمي متكون من عدة مكتشفين من ولايات بجاية و سكيكدة و أم البواقي  و تبسة، قبل سنوات برحلة استكشافية كبيرة لغار يوكوس ببلدية الحمامات، العملية سمحت لهذا الفريق بالتوغل لأزيد 150 مترا داخل المغارة التي لا تزال أجزاء كبيرة منها مجهولة إلي اليوم و غير مكتشفة بسبب صعوبة التضاريس الداخلية و نقص الأكسجين.
 ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى