أكد مدرب اتحاد عنابة التوهامي صحراوي بأن تأخير موعد إنطلاق بطولة الهواة بأسبوع عن موعدها الذي كان محددا آنفا أخلط كل حساباته، و لم يخدم مصلحة الفرق التي انطلقت ـ حسبه ـ في التحضير مبكرا، كما أوضح بأن استعدادات «الطلبة» للموسم الجديد كانت في المستوى، بتجسيد نسبة كبيرة جدا من البرنامج المسطر.
حاوره: ص / فرطــاس
صحراوي، و في حوار خص به النصر أشار إلى أن حديث أنصار الفريق العنابي عن الصعود سابق لأوانه، و طالب بضرورة تفادي الغرور، و الوقوف إلى جانب التشكيلة في جميع المقابلات، مع تجنب فرض ضغوطات نفسية كبيرة على اللاعبين، لأن تجربة الموسمين الفارطين أثبتت ـ على حد قوله ـ بأن مجموعة الشرق في بطولة الهواة تحتفظ بخصوصية استثنائية، لا يمكن من خلالها التكهن بالفرق المرشحة للتنافس على ورقة الصعود، و لو أن مدرب «الطلبة» تحدث عن أمور أخرى نقف عليها بالتفصيل في هذه الدردشة:
-في البداية ما تعلقيكم على رزنامة البطولة، و البرنامج الذي ينتظر فريقكم في مرحلة الذهاب؟
الحقيقة أنني لا أخذ في الحسبان قضية الرزنامة كواحد من المعايير الأساسية في التحضير للبطولة، لأن الموسم طويل و شاق، و مواجهة أي منافس تكون دوما ذهابا و إيابا، و لو أنني شخصيا كنت أتمنى تدشين المشوار بمباراة خارج الديار، على أمل النجاح في تحقيق نتيجة إيجابية من شأنها أن تكون شحنة معنوية إضافية للاعبين، لكن ما يدفعني إلى القول بأن الرزنامة لم تخدمنا نسبيا، هو أن لقاء الإفتتاح سيكون ضد مولودية المخادمة، و التي تبقى ضيفا جديدا على مجموعة الشرق، و لا نمتلك أية معلومات عنها، لأنها منافس مجهول بالنسبة لنا، فضلا عن اسقبالنا الجارة «الحمراء» ذهابا، و كذا لعب لقائين متتاليين داخل القواعد، قبيل اسدال الستار على مرحلة الذهاب ضد كل من اتحاد خنشلة و وفاق القل، و هي معطيات لها تأثير طفيف على الحسابات الأولية.
-لكن اتحاد عنابة يبقى من الفرق المرشحة للتنافس على تأشيرة الصعود؟
هذه مجرد تخمينات أولية، لأن الحديث عن الصعود لا يمكن أن يكون إلا بعد مضي 10 جولات، حيث تتضح المعالم الأساسية لسباق الصعود، و التنافس يأخذ منعرجا آخر في النصف الثاني من الموسم، و ترشيح اتحاد عنابة مستمد من عملية الإستقدامات، التحضير و كذا تعود الفريق على لعب أدوار طلائعية، لكن المجموعة الشرقية في بطولة الهواة تحتفظ بخصوصيتها، و انطلاقة السباق تضع كل الفرق على خط الإنطلاق بحظوظ متساوية، لأن طابع «الديربي» يجعل كل اللقاءات في غاية الصعوبة، و من غير المعقول التكهن المسبق بنتيجة أية مباراة، كما أن أغلب النوادي لها خبرة طويلة في الأقسام العليا، أمثال الشاوية، الخروب، «الموك»، عين البيضاء، خنشلة، من دون التقليل من حظوظ البقية.
-إلا أنكم قمتم بتحضير جيد، و الفريق تدعم بترسانة من اللاعبين؟
الحديث عن التحضير الجيد سقط في الماء عند اتخاذ قرار تأخير موعد انطلاق البطولة بأسبوع، لأن هذا القرار أعطى الفرصة لكل الفرق بتدارك التأخر النسبي الذي كان مسجلا، إلى درجة أن آخر فريق لا تقل فترة تدريباته الآن عن الشهر، و هو في نظري كاف لدخول أجواء المنافسة الرسمية دون أي تخوف من قلة الجاهزية البدنية، و لو أننا نبقى الفريق الوحيد الذي أجرى تربصين، واحد بتيكجدة و الآخر بعين الدراهم، من دون أن يكون ذلك بمثابة العامل الكفيل بصنع الفارق في بداية البطولة، بل أننا حضرنا لموسم كامل، فضلا عن الإستقدامات التي كانت بحسب حاجيات التشكيلة.
-نلمس في كلامكم الكثير من التخوف و إلتزام الحيطة و الحذر مسبقا، فما سر ذلك؟
اتحاد عنابة فريق متعود على اللعب في الرابطة المحترفة، و محيطه لم يتأقلم بعد مع معطيات بطولة الهواة، رغم التواجد للموسم الرابع في هذه الحظيرة، سيما و أن الاتحاد يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة، و لقاءاته تجرى في الغالب بحضور ما لا يقل عن 40 ألف متفرج، و هو أمر لا يحدث حتى في الرابطة المحترفة الأولى، لذا فإنني أخشى من تأثير هذا الجانب على التشكيلة، لأن ضغط المحيط كفيل بالإنعكاس بالسلب على اللاعبين، و التفكير منذ الإنطلاقة في الصعود قد يجعلنا مستهدفين من باقي المنافسين، كما أن الإعتقاد الراسخ لدى الغالبية من الأنصار في عنابة، بأن تواجد صحراوي كمدرب للفريق سيمكنهم من تجسيد حلم الصعود، بعد نجاحي في تحقيق ذلك مع كل من إتحاد بسكرة و جمعية عين مليلة، و لو أنني أوضح بأنني لا أملك خاتم سليمان، بل أن العمل الميداني الجاد يبقى السبيل الوحيد المؤدي إلى الصعود.
-برأيكم، هل اتحاد عنابة جاهز لدخول الموسم الجديد بقوة؟
الجميع يعلم أننا قمنا بتحضير جيد، و ذلك بالعمل على مدار 45 يوما، و إقامة تربصين، أحدهما بتيكجدة خصص لشحن البطاريات من الناحية البدنية، و الثاني بتونس، تم التركيز فيه على الجانبين التقني و التكتيكي، لتكون الحصيلة الإجمالية خوض 8 مباريات ودية، مكنتنا من أخذ نظرة شاملة و واضحة عن التعداد، مع رسم معالم التشكيلة الأساسية، و حتى ضمان البدائل في تجريب بعض الخيارات، كما أن نجاح التحضير كان من خلال عدم تعرض أي لاعب لإصابة خطيرة، و عليه فإننا بلغنا إلى حد الآن نسبة 80 بالمئة من الجاهزية، و لم تبق سوى بعض الورتوشات الأخيرة، و أملنا كبير في دخول الموسم بقوة للتحرر معنويا، من دون أن يكون ذلك دافعا للحديث عن الصعود مبكرا، لأن اتحاد عنابة تعود في الموسمين الماضيين على أخذ الأسبقية في ختام مرحلة الذهاب، و نتائجه تتراجع مع انطلاق النصف الثاني من البطولة، و هو جانب سنسعى لتداركه هذا الموسم.
ص.ف

الرجوع إلى الأعلى