صيادون يشتكون من نفاد مخزون الأسماك بسد عين زادة بالبرج
تداول خلال الساعات الفارطة، رواد موقع التواصل الاجتماعي صورا لأسماك نافقة، على أساس أنها ملتقطة من سد عين زادة بولاية برج بوعريريج، مبدين تخوفهم من وقوع كارثة بيئية و ايكولوجية، لكن سرعان ما تبين أن هذه المعلومات المتداولة مجرد إشاعات، في وقت لم تسجل أية حادثة من هذا النوع بالسد، حسب مجموعة من الصيادين، الذين أكدوا على أن الأمر يتعلق بتسجيل تراجع في الثروة السمكية و عدم وجود أي أثار لنفوق الأسماك.
وأثارت هذه الإشاعات المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مخاوف بين المواطنين، من تلوث مياه السد، خاصة و أن أصحاب الفكرة، قاموا بإرفاق محتوى الإشاعة بصور قديمة لمئات الأسماك النافقة على حواف أحد السدود، و استعملوها للتمويه، ما جعل الكثير من المواطنين يعبرون عن تخوفهم من تلوث مياه السد و مدى تأثيرها على صحتهم، فيما أشار آخرون إلى أن الإشكال يعود إلى تراجع منسوب مياه السد، ليتبين أن ما يتم تداوله مجرد إشاعة.
و أكد بعض الصياديين بالسد على أن الإشكال الحقيقي المطروح بحدة خلال الفترة الأخيرة، هو تراجع مخزون الثروة السمكية بالسد، إلى جانب افتقار هذه الفئة من الصيادين المختصين في الصيد القاري للتأمين بالضمان الاجتماعي، مطالبين باتخاذ إجراءات ملموسة تسمح بتطوير القطاع و الحفاظ على نشاطهم  لتعزيز قدرات القطاع و تنمية المنتوج و تطويره بهدف بلوغ الأهداف المرجوة  و تنويع الثروة السمكية .و تتواجد بسد عين زادة حوالي 6 مؤسسات تنشط في الصيد القاري، توفر حوالي 20 منصب عمل دائم، و 100 منصب عمل غير مباشر، فيما يتوفر السد على مجموعة من أصناف الأسماك أهمها الشبوط بأنواعه، كبير الفم و الشبوط الفضي إلى جانب أسماك البوري، و الأنقليس، و الصندر، و تعرف هذه الثروة حسب الصيادين تراجعا و نقصا كبيرا، مشيرين إلى انخفاض نصيبهم من عمليات الصيد إلى أدنى مستوياتها مقارنة بالسنوات الفارطة، التي كان فيها المنتوج وفيرا، مطالبين بإرسال لجنة معاينة قصد الإطلاع على حقيقة الوضع، و من ذلك إعداد مخطط عمل يتم بموجبه استزراع الأسماك بصفة دورية للحفاظ على الثروة و التحكم في الإنتاج و عدم التأثير على نوعية المياه بالسد .
كما طالبوا من المديرية الوصية بتدعيم عمليات استزراع الأسماك و عدم الاكتفاء بالمبادرات السنوية التي أثبتت عدم نجاعتها، مشيرين إلى أن إمكانية نجاح عمليات استزراع الأسماك تقدر بحوالي 3 بالمائة، ما يستدعي وضع برنامج دوري لعمليات الاستزراع، و عدم الاكتفاء بالبرامج الحالية السنوية التي يتم فيها استزراع حوالي 300 ألف، إلى 600 ألف يرقة سنويا.
و قد تم تدعيم سد عين زادة خلال السنوات القليلة الفارطة، بمركز للصيد القاري الذي كلف انجازه 15 مليار سنتيم، لكنه لم يصل إلى الأهداف المرجوة منه، لنقص التنسيق بين الصيادين و المديرية الوصية، ناهيك عن عدم احترام بعض الصيادين للحصص المسموح باصطيادها في اليوم، ما يؤدي مع مرور الوقت إلى استنزاف الموارد الصيدية، و مخزون الثروة السمكية الناتجة عن عمليات التفريخ، في ظرف قصير بسبب التلهف في عمليات الصيد للحصول على كميات كبيرة و عدم التقيد باصطياد الحصة المسموح بها، في وقت يتطلب الحفاظ على الثروة السمكية بالسدود و المجمعات المائية مساعدة من طرف الصيادين بتقديمهم لإحصائيات دقيقة حول الكمية التي يتم اصطيادها فضلا عن الحفاظ على الثروة، حتى يتسنى للجهات المعنية إعداد برنامج دوري لاستزراع الأسماك انطلاقا من هذه الإحصائيات، وذلك لتداخل عديد العوامل في عملية التفريخ و الاستزراع منها الحفاظ على نوعية المياه.              ع.بوعبدالله

الرجوع إلى الأعلى