أطلقت سلطات قالمة، أمس الثلاثاء، أكبر عملية هدم للمحال التجارية الفوضوية بسوق شارع التطوع الواقع وسط المدينة، بعد أن بلغت الفوضى حدا لا يطاق، و تمددت المحال التجارية الكبرى إلى الطريق العام، و احتلت مساحات هامة من الأرصفة و الفضاءات المخصصة للمتسوقين.  
و بدأت عملية الهدم في ساعة مبكرة من الصباح، باستعمال عتاد هدم و عدد كبير من قوات الشرطة التي انتشرت على طول شارع التطوع الشهير، لحماية فرق الهدم و تنظيم حركة السير، بأحد أكبر الأسواق الشعبية بولاية قالمة.    
و أعطيت الأوامر لآلات الهدم في حدود الثامنة صباحا، لتحطيم المحال القصديرية، و الواجهات المصنوعة من الصفائح المعدنية و القماش و الخشب، و أصيب أصحاب هذه المحال بالصدمة و هم يتابعون عمليات الهدم التي أتت على كميات هائلة من السلع المكدسة.  و حاول بعض التجار الاحتجاج على عملية الهدم، فتم القبض عليهم و وضعهم في سيارات شرطة توجهت بهم إلى مقر الأمن الولائي على ما يبدو، و فرضت قيودا كبيرة على الصحافيين عندما أرادوا التقاط صور لعملية الهدم. و وجدنا صعوبة كبيرة لتغطية عملية الهدم، حيث انتظرنا ساعات طويلة قبل أن يسمح لنا بأخذ صور من المرتفع المطل على شارع التطوع، و الذي تحول أمس إلى ما يشبه ساحة معركة حقيقة خاضتها الشرطة و فرق الهدم بإحدى أكبر البؤر التجارية الفوضوية بالمدنية.  
و قالت مصادر مطلعة للنصر، بأن التجار المسجلين على قائمة الهدم قد تلقوا منذ عدة أيام إعذارات و أوامر بنزع الواجهات الفوضوية و المحال التجارية، التي أضيفت إلى بنايات تجارية عملاقة ظهرت في السنوات الأخيرة على ضفتي وادي السخون المدفون تحت شارع التطوع، و كأنه بركان نائم قد يثور في أية لحظة عندما يحين موعد الفيضانات الكبيرة.  و رفض التجار الاستجابة للإعذارات، و واصلوا نشاطهم بالمحال الفوضوية التي تحولت إلى عائق كبير امام حركة المرور، و اضطرت سلطات المدينة إلى إصدار قرار هدم و تنفيذه بالقوة.  
و تكبد بعض التجار خسائر مادية كبيرة عندما دمرت الجرافات السلع الموجودة داخل المحلات الفوضوية.  و تم قطع التيار الكهربائي قبل بداية عملية الهدم لتفادي الحوادث و الحرائق، وشوهدت فرق شركة الكهرباء و الغاز و هي تسابق الزمن لقطع خطوط الكهرباء قبل وصول الجرافات.    و قال سكان المدينة بأن مشكلة شارع التطوع لا تقتصر فقط على المحلات الفوضوية التي تبيع الملابس و الأغطية و المأكولات السريعة، بل تتعداه أيضا إلى تجار الخضر و الفواكه على الجانب الآخر من الشارع، أين يحتل التجار الطريق العام و الأرصفة لبيع الخضر و الفواكه و اللحوم، و يعرقلون حركة السير، و يغرقون الشارع بالنفايات و بقايا الخضر و الفواكه، و صناديق الكارتون و البلاستيك.  
فريد.غ       

الرجوع إلى الأعلى