46 من المئة من أطفال الأحياء القصديرية بسكيكدة لا يدرسون
كشف مشاركون في ملتقى عقد بسكيكدة أن 46 بالمئة من الأطفال في الأحياء القصديرية لا يذهبون للمدرسة، و أن الفشل الدراسي يترصد 64 بالمئة من الذين أصروا على مواصلة تعليمهم، زيادة على بروز مظاهر التخلف و العنف في تلك الأحياء بشكل واسع.
واعتبر المشاركون في الملتقى الوطني حول التنمية والعشوائيات الحضرية الذي احتضنته سكيكدة يومي الأربعاء والخميس بأن مدينة سكيكدة  تنفرد بخصوصيات تميزها عن غيرها من مدن الجزائر بتواجد 16 حيا قصديريا على ترابها أبرزها 3 أحياء كبرى هي «الماتش» أو صالح بوالكروة الذي يعود تاريخه إلى ما قبل الاستعمار، بوعباز، و بحيرة الطيور، و هي الأحياء  التي تشكل حسبهم بؤرة لمظاهر التخلف والآفات الاجتماعية المختلفة التي يعاني منها سكان هذه الأحياء.
 وخاصة في مجال التعليم حيث أن 46 في المئة من الأطفال لا يدرسون بالمرة، كما ذكر خلال الملتقى أن 64 بالمئة من أطفال تلك الأحياء الذين أصروا على مواصلة تعليمهم فشلوا في دراستهم في الطور المتوسط، فضلا عن التنشئة الأسرية الخاطئة وانخراط الأطفال في تلك البؤر وما ينعكس ذلك على المجتمع من انحلال في أبشع صوره.
وما يميز أحياء سكيكدة القصديرية أيضا عن باقي الأحياء القصديرية بالوطن حسب المشاركين أن موقعها يتواجد بقلب المدينة، وأكدوا في تدخلاتهم بأن الأحياء الثلاثة هي نموذج للتناقض الحاصل بالمدينة ووجهوا أصابع الاتهام في تأخر القضاء على هذه الأحياء إلى السلطات المحلية بسبب سوء التسيير وانتشار الرشوة والمحسوبية، وقلة البرامج السكنية حيث تذهب معظم السكنات حسبهم إلى غير مستحقيها.
وأرجع بعض الأساتذة الأسباب إلى نقص العقار. و في تدخله خلال هذا الملتقى أعتبر رئيس جمعية حي «الماتش» بأن الدراسات التي جاء بها الأكاديميون سطحية و اعتبر أن الإحصائيات كانت بعيدة تماما عن الواقع داعيا إياهم إلى زيارة الحي وإعادة اكتشاف خباياه، واصفا هذا الحي بالعار على السلطات المحلية بسكيكدة التي تستخدمه فقط في الحملات الانتخابية وتعتبره الوعاء الانتخابي الذي يصنع الفارق دائما، بل اتهم  بوجود منتخبين يعملون ضد مصلحة المدينة.
للإشارة أن الملتقى حضره أساتذة من مختلف جامعات الوطن قدموا محاضرات قيمة حول محاور الملتقى وكان النقاش فيها ساخنا. الملتقى من تنظيم قصر الثقافة والفنون بالتعاون مع مخبر البحوث والدراسات الاجتماعية وكلية العلوم الاجتماعية والإنسانية بجامعة سكيكدة.
كمال واسطة

الرجوع إلى الأعلى