العثــور علـى الطفــل «إســـلام» مشنوقـــا بحــزام سروالـــه في ثـاني حادثــة بعنابــــة
اهتز قطاع التربية الوطنية بعنابة، على وقع انتحار تلميذ بحي سيدي عاشور، بعد نحو أسبوع من شنق الطفل «شكيب» نفسه بحي الشيخ الطاهر، دون أن تُعرف الدوافع الحقيقية وراء الانتحار، لتُسجل ضحية ثانية،   ويتعلق الأمر ب  (ع. إسلام) 15 سنة،  وهو تلميذ يدرس سنة أولى ثانوي، و   الذي وضع حدا لحياته شنقا، باستخدام حزام سرواله،
واستنادا لضابط المناوبة بالمديرية الولائية للحماية المدنية، تنقلت عناصر الإسعاف إلى حي سيدي عاشور بعمارات عدل، في حدود الساعة الواحدة و58 دقيقة زوالا، إثر  تلقي  بلاغ  عن وجود جثة داخل شقة، وعند الوصول عثر على الطفل فوق أريكة بغرفة الاستقبال، وهو متوفي بعين المكان، وأثار الشنق بادية حول رقبته، وبعد استكمال إجراءات التحقيق بحضور الشرطة العلمية، نقل الضحية إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى ابن رشد الجامعي، حيث شيعت جنازته أمس بمقبرة بوقنطاس.
ووفقا لمصادر من محيط العائلة،  فقد عثرت والدة إسلام، عليه معلقا ومشنوقا بحزام سرواله داخل الغرفة، فسقطت مغمينا عليها، ورغم مسارعة أفراد العائلة لإنقاذه، غير أنه فارق الحياة بعين المكان. وتتضارب المعلومات حول السبب الحقيقي حول إقدام الطفل إسلام على انتحار، كما عجزت العائلة حسب رواية أفراد منها،  عن إيجاد سبب  مباشر  لقيام الضحية بشنق نفسه، وتبقى الشكوك تحوم حول تطبيق لعبة الحوت الأزرق، وإمكانية وصول الطفل إلى مراحل متقدمة من اللعبة، التي تقوم على رفع تحدي الموت، رغم أن الجثة لم تظهر عليها أي أعراض أو رسوم، تبين وشم الحوت الأزرق، كما نفت العائلة حسب ذات المصدر، أن يكون سوء النتائج الدراسية وراء إقدام الطفل على الانتحار. في انتظار ما ستكشفه التحقيقات الأمنية.
و مع تسجيل ثاني حالة انتحار في ظرف وجيز، يطالب أولياء،  مديرية التربية بالتحرك ، للبحث في أسباب انتحار الطفل شكيب، وقياس مدى تأثير القضية على نفسية التلاميذ، حيث أصبح الموضوع يربك التلاميذ.
ولم تفصح بعد المصالح الأمنية عن نتائج التحقيق، في قضية انتحار الطفل شكيب الذي عثر عليه  قبل أسبوع معلقا داخل قبو  عمارة، وسرواله ملفوفا حول رقبته،  حيث كان والده قد وجه   الاتهام إلى إدارة المؤسسة،  وتحدث عن سوء  معاملة   كان يتعرض لها ابنه، بشهادة زملاء له  في الدراسة، وأولياء آخرون .   
ووفقا لمصادر طبية وأمنية، سجلت بعنابة في الفترة الأخيرة، منذ انتشار تهديد لعبة الحوت الأزرق على حياة الأطفال، أربع حالات مؤكدة، حالتين تم اكتشفهما بمؤسستين تربويتين، أثناء قيام مصالح الشرطة بحملة تحسيسية، تبين فيما بعد حسب مدير الأمن الولائي بأنها كاذبة، وحالتين نقلتا إلى استعجالات مستشفى الرازي للأمراض العقلية بعنابة.
 وفي هذا الشأن ذكرت الطبيبة المختصة في الخبرة العقلية لدى الأطفال، بأن الحالة البارزة، كانت تتعلق بطفل يبلغ من العمر 16 سنة يدرس سنة أولى ثانوي، رسم الحوت على يده متسببا  لنفسه  في جروح  ، وعند محاورته والحديث معه رفض الاعتراف بأنه كان يمارس لعبة الحوت، وأرجع الرسم إلى محاولته تخويف زملائه في الثانوية، وبعد أسبوع من الجلسات العلاج اعترف بأنه كان يلعبها.
في سياق متصل تقوم مصالح الشرطة والدرك الوطني، بتنفيذ برنامج خاص بحماية وتحسيس الأحداث والقصر من مخاطر لعبة «الحوت الأزرق»  المتاحة عبر شبكات الانترنت و التي تدفع بالأطفال إلى الانتحار، بعد تسجيل عدة حالات بولايات مختلفة.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى