مشروع مركب الحامض الفوسفوري سيوفر 3 آلاف منصب شغل بتبسة
لازال المئات من البطالين بولاية تبسة، يتطلعون لانطلاق نشاط مركب الفوسفات الجديد بمنطقة «بلاد الحدبة» ببلدية بئر العاتر في ولاية تبسة، و كذا مركب الحامض الفوسفوري بالعوينات، و اللذين سيخلقان آلاف مناصب شغل مباشرة بعد انطلاقهما في النشاط.
البطالون بمختلف مستوياتهم العلمية بالولاية و خاصة شباب بئر العاتر، أبدوا أسفهم لتأخر انطلاق نشاط مركب الفوسفات الجديد بمنطقة «بلاد الحدبة» شرق مدينة بئر العاتر، و الذي يعوّل عليه الشباب البطال لخلق مناصب شغل مباشرة، متسائلين عن مصير العقد المبرم قبل سنتين لتأسيس شركة مختلطة بين «أمنال» و شريك أجنبي، من أجل تطوير و استغلال حقل الفوسفات الجديد في منطقة بلاد الحدبة ببئر العاتر جنوب الولاية.
و أكد مصدر من مؤسسة سوميفوس لـ»النصر»، على أن الاتفاق المبرم سنة 2016 بين «أمنال» و الشريك الاندونيسي، قد ألغي دون ذكر الأسباب، و قد علمت «النصر» في هذا الإطار، بأن النائب البرلماني عن ولاية تبسة الدكتور الصديق بخوش، وجه سؤالا لوزير الصناعة و المناجم بخصوص مصير منجم الحدبة، فأكد له على أن مفاوضات تجري مع شريك صيني لإمضاء عقد شراكة معه لاستغلال الفوسفات في هذه المنطقة.
و قد ذكر مصدر «النصر» أن هناك برامج كبيرة لتطوير القطاع في الولاية لاسيما بإقليم بلدية بئر العاتر، و قال بأنه سيتم الكشف عن طاقة استيعاب منجم بلاد الحدبة للعمال في وقت لاحق، مشيرا إلى أن العدد سيكون كبيرا، و سيفتح آفاقا واسعة للشباب.
كما تطرق محدثنا إلى الدور الكبير للاستثمارات في قطاع المناجم، حيث أن مشروع مركب الحامض الفوسفوري على سد واد ملاق بين الونزة و العوينات، سيسمح بتوظيف 3 آلاف عامل مباشر، علما أن منصب عمل في الصناعة الفوسفاتية يخلق من 5 إلى 7 مناصب عمل غير مباشرة، وهو ما يزيد من طاقة استيعاب العمال.
وأردف ذات المتحدث أن الإحصاءات الخاصة بالفوسفات تشير إلى وجود كميات هامة من احتياطي هذه المادة، لاسيما على مستوى منجم جبل العنق ببئر العاتر، و الذي يحتوي على أكثر من ملياري طن، و سيتم تثمين و تطوير الإنتاج في حقل منطقة الحدبة شرق بلدية بئر العاتر، حتى تصبح الجزائر ضمن أكبر ثلاثة منتجين للفوسفات في إفريقيا في آفاق 2019، بإنتاج حوالي 10 ملايين طن سنويا، يتم تحويل 80 بالمائة منها إلى السوق الوطنية.
و أوضح ذات المصدر، أن الشركة حققت نتائج هامة بفضل الاستثمارات الهامة التي أنجزت، و التي برمجت لإنجازها مستقبلا، و يتجسد ذلك في الطاقة الإنتاجية للشركة، و ظروف العمل المواتية، و أشار المتحدث إلى وجود مشاريع تطوير ضخمة، منها فتح منجم جديد بوادي الكباريت بولاية سوق أهراس، و إنجاز مركب جديد لمعالجة الأسمدة الفوسفاتية بمنطقة بلاد الحدبة في انتظار مستثمر أجنبي سيمون في مرحلة لاحقة مركب إنتاج الحامض الفوسفوري و الأسمدة الفوسفاتية بالشراكة مع مستثمرين أجانب، و بشراكة أيضا بين مؤسستي «فارفوس» و «سوناطراك» بطاقة إنتاجية تصل إلى 5 مليون طن، سترتفع تدريجيا إلى 10 مليون طن بحلول سنة 2020.
و ذكر المصدر أن قيمة الاستثمارات في هذا المشروع تقدر بنحو 5 مليار دولار، فيما لم يخف التحديات التي تراهن عليها الشركة، حيث أكد على أن هناك تحديات جديدة و دائمة تتعلق بمجال التكوين و الرسكلة، و البحث و التنمية، و كذا المسؤولية الاجتماعية و المحافظة على البيئة، و في هذا الإطار سطرت الشركة برامج طموحة، و خصصت ميزانية هامة للتكفل بالتكوين في شتى مجالات عمل الشركة، و تطوير الموارد البشرية من حيث النوعية والتجديد، إضافة إلى الدور الاجتماعي الذي تلعبه الشركة في حماية البيئة و المحافظة عليها من الأخطار.
و للإشارة، فإن المركب المنجمي للفوسفات ببئر العاتر استطاع أن يحقق في السنة الماضية إنتاجا بلغ 1 مليون طن موجهة للتصدير نحو زبائن المؤسسة في القارات الخمس، رغم المنافسة الشرسة من المنتجين في عدد من الدول المعروفة بإنتاجها الضخم من مادة الفوسفات، و تطمح الإدارة لتجاوز كمية التصدير السابقة لتحقيق 1 مليون و 400 ألف طن من الفوسفات للتصدير، و بالموازاة مع ذلك، فقد تمت برمجة 7 مشاريع على مستوى المركب قصد تأهيل قطاعات الإنتاج للوصول إلى إمكانية إنتاج 3 مليون طن من الفوسفات سنويا.        
                                    ع. نصيب

الرجوع إلى الأعلى