الجزائر تدعو إلى تبني رؤية مشتركة ومنسجمة لمواجهة تحديات الإرهاب والجريمة
. برلمانيون جزائريون يرافعون من أجل توحيد المفاهيم و حل النزاعات سلميا ورفض التدخلات
دعت الجزائر شركائها في غرب حوض البحر الأبيض المتوسط شمالا وجنوبا إلى تبني رؤية مشتركة ومنسجمة ومتعددة الأبعاد من أجل التصدي لمخاطر الإرهاب والعنف، و الجريمة المنظمة العابرة للحدود و الهجرة غير الشرعية، و رافعت أيضا من أجل تسوية النزاعات بالطرق السلمية والحوار وتجنب التدخلات العسكرية الهدامة واحترام سيادة الدول، وتوحيد المفاهيم.
 افتتحت أمس بالمركز الدولي للمؤتمرات بالعاصمة أشغال الاجتماع السابع رفيع المستوى للبرلمانات الوطنية لمجموعة الحوار 5+5 غرب المتوسط المنظم من طرف البرلمان الجزائري بغرفتيه، وفي كلمة له نيابة عن رئيسي غرفتي البرلمان عبد القادر بن صالح، و السعيد بوحجة، دعا الطاهر كليل نائب رئيس الجمعية البرلمانية للمتوسط الشركاء في ضفتي غرب المتوسط إلى تبني «رؤية مشتركة ومنسجمة ومتعددة الأبعاد»  من أجل التصدي لمخاطر الإرهاب، والجريمة المنظمة العابرة للحدود، والتطرف والهجرة غير الشرعية.
وقال كليل أن الواقع المشترك يفرض على دول ضفتي غرب المتوسط العمل وفق رؤية مشتركة ومنسجمة لمواجهة الآفات سالفة الذكر، مضيفا أن رفع تحديات التنمية ونقل التكنولوجيا وحسن استيعاب تطلعات الشباب يفرض تبني رؤية موحدة ومنسجمة بين الدول الخمس في الضفة الجنوبية الغربية للمتوسط و نظيراتها في الضفة الشمالية الغربية.
في سياق متصل شدد نائب رئيس الجمعية البرلمانية للمتوسط باسم البرلمان الجزائري على ضرورة حل كل الأزمات والنزاعات سلميا، وتجنب التدخلات العسكرية الهدامة واحترام السيادة الوطنية للدول.
وبعد أن أكد على الأهمية التي يكتسيها حوار مجموعة 5+5 للضفة الغربية للمتوسط من تواصل حضاري وثقافي أكد أن تحقيق تنمية شاملة الأبعاد ومستديمة  من حيث المدى، ومتقاسمة من حيث الأعباء يتطلب من جميع الدول المعنية المزيد من التعاون والتنسيق.
 و في هذا الموضوع أوضح أن التنمية المستديمة تشكل أولوية وطنية بالنسبة للجزائر التي تستمر في الاستثمار في مجال التنمية على الرغم من تراجع أسعار النفط ومداخيله تنفيذا للإصلاحات التي أقرها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة.
 و أضاف أن الجزائر مقتنعة بالدور المحوري الذي تلعبه التنمية المستديمة في خلق الاستمرار وبقائه، وضمان السلم و الأمن إقليميا ودوليا، مثمنا في السياق الفرص التي تتيحها الدبلوماسية البرلمانية في خلق التفاعل مساعدة الحكومات و خدمة المصالح الوطنية لكل دولة.
وشدد برلمانيون جزائريون من الغرفتين خلال المناقشات على ضرورة توحيد المفاهيم للوصول إلى إستراتيجية مشتركة تمكن من مواجهة التحديات المطروحة وعلى رأسها آفة الإرهاب، وتعزيز التنمية المستديمة، كما شددوا أيضا على رفض التدخلات العسكرية، وتفضيل الحوار والحلول السلمية لحل كل الأزمات المطروحة على غرار ليبيا ومالي وغيرها، وكذا رفض كل القرارات التي من شأنها تقويض فرص السلام، كما هي الحال بالنسبة لقرار ترامب حول القدس.
وأشار نواب من الغرفتين إلى أن الفقر يمكن أن يؤدي إلى الانحراف والعنف ومن ثمة الإرهاب، وبالتالي فمن الضروري التعاون من أجل ضمان التنمية بما يؤدي إلى محاربة الإرهاب والتطرف بعد ذلك.
أما رئيس الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط، أنطونيو بيدرو روك فقد شدد على أهمية الحوار الإقليمي لمواجهة التحديات التي تواجهها دول غرب المتوسط، مشيرا إلى دور منتدى الحوار المتوسطي في تسهيل الحوار بين ضفتي المتوسط بهدف تعزيز الأمن والاستقرار والازدهار.
 وقال بيدرو في كمله له أمس خلال افتتاح أشغال الاجتماع السابع رفيع المستوى للبرلمانات الوطنية لمجموعة الحوار 5+5 غرب المتوسط بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال أن الحوار الإقليمي بين البلدان المتقاربة يكتسي أهمية بالغة على كل المستويات، وأضاف أن التحديات المتشابهة لدى دول غرب المتوسط تفرض وجود تعاون وثيق لإيجاد الحلول بهدف تعزيز الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة.
 وقال رئيس الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط، أنه  كبرلمانيين من واجبهمالالتزام بالحوار مع دول الجوار، والعمل الجماعي لاعتماد تشريعات فعالة ،ودعا كافة الشركاء إلى إقامة علاقات مباشرة ونقاشات مثمرة لإيجاد الحلول للمشاكل المطروحة.
وأكد المتحدث على أهمية البعد البرلماني غرب المتوسط لمواجهة التحديات و المسائل المشتركة مثل الإرهاب وعودة المقاتلين و الهجرة غير الشرعية و تحديات المناخ و البطالة.
وللإشارة فقد تقاطعت تدخلات المشاركين في الاجتماع من برلمانيي الدول العشرة لضفتي غرب المتوسط في أن وحدة المصير المشترك لهذه البلدان تفرض تنسيقا تعاونا كبيرا بينها في مواجهة ظواهر الإرهاب والتطرف والعنف والهجرة، ولكن أيضا في ضمان التنمية المستديمة والاستقرار والأمن، و إزالة كمل العراقيل التي تحول دون تحقيق تعاون منسجم لمواجهة هذه الآفات.
و قد جرت أشغال هذا اللقاء أمش تحت عنوان «البحر المتوسط الغربي: تعزيز تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة متقاسمة ومستدامة لمواجهة التحديات المشتركة في المنطقة»، وهذا بمشاركة برلمانيين من الدول الخمس للضفة الجنوبية للمتوسط وهي الجزائر، المغرب، موريتانيا، تونس وليبيا، ونظرائهم من الدول الخمس للضفة الشمالية، إيطاليا، فرنسا، اسبانيا، مالطا والبرتغال.
ويأتي الاجتماع رفيع المستوى للبرلمانات الوطنية لمجموعة الحوار 5+5 غرب المتوسط عشية الاجتماع الـ 14 لوزراء خارجية هذه الدول الذي سيعقد اليوم بالمركز الدولي للمؤتمرات، والذي سيرأسه مناصفة كلا من وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل ونظيره الفرنسي جون إيف لودريان، بمشاركة مسؤولين من هيئات إقليمية من جنوب و شمال المتوسط.
إلياس -ب

الرجوع إلى الأعلى