جنايــات قسنطينـــة تديـن متهمــا بـالمساعــدة في هجمــات بـاريــس بـ 10 سنـــوات سـجنـــــا
قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء قسنطينة، أمس، بحكم 10سنوات سجنا نافذا على متهم بجناية الانخراط بمنظمة إرهابية في الخارج، وتحديدا الضلوع في مساعدة الإرهابي المكنى «أبا عود» و المقضى عليه خلال هجمات باريس سنة 2015، حيث تم القبض عليه باستغلال فيديوهات وضحت الشبه الكبير بينه و بين سائق الشاحنة الذي كان برفقة هذا الإرهابي ذي الأصل المغربي.
وحسب بيان قرار الإحالة، فقد حرَّرت مصالح الشرطة القضائية للفرقة الإقليمية للدرك الوطني بقرية تمقرة ببجاية، محضرا ابتدائيا شهر نوفمبر 2015، في حق المتهم «م.ز» البالغ من العمر 31 سنة، بعدما تحصلت مصالح الدرك على معلومات أولية متداولة بين سكان البلدة مفادها عرض شريط فيديو عبر القناة الإخبارية «فرانس 24»، للإرهابي أبا عود عبدالحميد المخطط للاعتداءات الإرهابية التي مست مدينة باريس، بفرنسا، حيث ظهر في إحدى الفيديوهات شخص يقود السيارة برفقة أبا عود، مع وجود تشابه كبير جدا بينه وبين أحد السكان الأصليين بالقرية «م.ز» المقيم ببروكسل ببلجيكا، و الذي غادر التراب الوطني سنة 2012 باتجاه تركيا، ثم دخل بطريقة غير شرعية إلى بلجيكا وتزوج في 2014 مع بلجيكية وسوَّى وضعية إقامته.
وبعد تكثيف التحريات والاستعلامات، تبين أن المعني تتبع التيار السلفي، وعمل حدادا بمدينة تقصراين ببلدية بئر خادم بالعاصمة، ثم عاد إلى قريته في 2015، و قد تم استدعاء أحد إخوته وعرض الصور عليه، ليصرح بوجود تشابه كبير بين صور الفيديو وشقيقه، غير أنه ليس هو، كما قال، واستكمالا للتحقيق ولجت المصالح المختصة لموقع الفيديو وتحصلت على الصور، وعرضتها على المعهد الوطني للأدلة الجنائية وعلم الإجرام التابعة للدرك الوطني، ببوشاوي، لمقارنة الصور، وقدِّر التشابه بنسبة 72 بالمئة.  
المتهم أنكر الوقائع و قال إنه ليس المعني في الصورة، مصرحا أنه هاجر بطريقة غير شرعية إلى بلجيكا وسوى وضعيته هناك بعدما تزوج وأنجب طفلا، كما أضاف أنه أبلغ القنصلية والسفارة الجزائرية ببلجيكا بذلك، وبأن الوثائق والأدلة تبين، حسبه، بأنه لم يغادر مدينة بروكسل أو بلجيكا تماما، حيث و عندما دخل التراب الوطني لزيارة أمه بتمقرة، توجه إلى فرقة الدرك الوطني واستفسر عن قضيته ومنها إلى قاضي التحقيق، ليتم إيداعه الحبس، مؤكدا وجود تشابه بينه وبين المعني في الصور مع الإرهابي» أبا عود»، و بأن تنقله بالدول الأوروبية كان من أجل التجارة، وهو ما ذهبت إليه محاميته.
ولم ينف المتهم تعرفه إلى تونسي ومغربي ملتحيان بسان جيل، ببروكسل، وبأنه تعرف على المدعو زهير الكناني المنخرط ضمن جمعية الدعوى والتبليغ، وهو من منحه سكنا حتى يمكث فيه لمدة ستة أشهر دون دفع بدل الإيجار، ومعروف عن الكناني استقباله للشباب باليونان وتجنيدهم في صفوف الجماعات المسلحة الناشطة في أوروبا. ولدى إرسال نيابة قضائية دولية، وطلب مساعدة المكتب المركزي للانتربول بالجزائر العاصمة، جاء في الرد أن «ز.م» كان محل طلب معلومات من خلية البلجيكية لمعالجة الاستعلام المالي، لوجود مؤشرات بتورطه في مجال الدعم المالي للإرهاب، واستعماله لهويات مزدوجة. وقد طالب أن ممثل الحق بتسليط عقوبة 20 عاما سجنا نافذا لثبوت الوقائع بالأدلة.
فاتح/خ

الرجوع إلى الأعلى