خلاف حول ركن السيارة يقود عائلة إلى محكمة الجنايات
عاقبت أول أمس الخميس، محكمة الجنايات بمجلس قضاء قسنطينة، والدا وابنه وابن شقيقه بالحبس النافذ، بعد إدانة الأول بالتسبب في إفقاد جاره القدرة على الإبصار بشكل دائم والمتهمين الآخرين بجنحة الضرب والجرح باستعمال السلاح الأبيض، على إثر خلاف وقع على مستوى مدينة الخروب حول مكان ركن السيارة.  
وقضت محكمة الجنايات بثلاث سنوات حبسا نافذا في حق المتهم المدعو "ع.ع" البالغ من العمر 63 سنة، عن جناية الضرب والجرح المفضي إلى فقد إبصار إحدى العينين وجنحة الضرب والجرح العمدي بالسلاح الأبيض، فيما حكمت على ابنه "ع.ه" وابن شقيقه "ع.ع" بعام حبسا نافذا وغرامة مالية نافذة بقيمة 100 ألف دينار عن جنحة الضرب والجرح العمدي، حيث تعود وقائع القضية إلى مساء يوم الخامس من جويلية من سنة 2015 الموافق لشهر رمضان، عندما تلقت مصالح الأمن مكالمة هاتفية من طرف أحد المواطنين مفادها وقوع شجار على مستوى حي 1039 مسكنا، بين مجموعة من الشباب من عائلة المتهمين والضحيتين، لكن بوصولهم وجدوا بأن أطراف الشجار قد تفرقوا، لتتقدم الضحيتان بشكوى مفادها تعرضهما لجروح مختلفة.
وأجمع المتهمون والضحيتان على أن سبب الشجار يعود إلى خلاف حول مكان ركن السيارة، حيث صرح المتهم الأول في الجلسة بأنه يوم الحادثة لم يجد مكانا لركن مركبته بحظيرة العمارة التي يقطن بها فتركها بالطريق، لأن جاره الضحية الأول "ر.س" أحاط المكان الذي اعتاد على الركن فيه، بسلسلة وأعمدة حديدية، لكنه تفاجأ بعد أن توجه إلى منزله، بالمعني وشقيقه يصرخان ثم اتجها إلى بابه وطرقا عليه ليخرج لكنه رفض، قبل أن يعود ابنه من العمل فيعتديا عليه بالإضافة إلى ابن شقيقه الذي قدم بعده. وأضاف المتهم بأنه اضطر للخروج لإنقاذ ابنه من الاعتداء فحاول الضحية "ر.س" ضربه بعصا، لكنه أمسكها وقام برميها نحوه دون أن يعلم بالمكان الذي أصابته فيه، مصرحا أنه فعل ذلك دفاعا عن نفسه.
ونفى المتهمان الآخران قيامهما بأي اعتداء على الضحيتين، حيث ذكر ابن المتهم الأول بأنه تعرض للضرب المؤدي إلى عجز قدره الطبيب الشرعي بأربعة أيام، كما أنكر حمله لسكين أو قيامه برمي الحجارة عليهما، مشيرا إلى أنه حملها لجعل المعتدين يبتعدون عنه، في حين قال المتهم الثالث "ع.ع" بأن ذراعه تعرضت للكسر على أيدي الضحيتين مضيفا أنه وجد الضحيتين يعتديان على ابن عمه.
من جهة أخرى، اختلفت رواية الضحيتين للحادثة عن المتهمين، فقد صرح المدعو "ر.س" بأنه يوم الوقائع كان داخل مركبته راكنا في المكان الذي قام بتهيئته بنفسه، قبل أن يقوم المتهم الثاني "ع.ه" بغلق الطريق عليه فترجل ليباغته مع مجموعة من الشباب ويقوموا بالاعتداء عليه، حيث ضربوه وتسببوا في خلع كتفه وأسقطوه أرضا، قبل أن يلتحق والده بالمكان ويقوم بضربه على وجهه بحجر، ما أدى إلى حصوله على عجز قدره الطبيب الشرعي بـ 45 يوما، بالإضافة إلى تحطم عظام جمجمته وسقوط عينه التي فقد القدرة على الإبصار بها نهائيا، في حين صرح شقيقه بأن أخته اتصلت به ولما وصل حاول جر أخيه من الأرض، لكن المتهم الأول وجه له ضربة بالحجر على رأسه مسببا له جروحا.
وطالب النائب العام بتسليط عقوبة عشر سنوات سجنا نافذا على المتهم الأول وخمس سنوات حبسا على المتهمين الآخرين وغرامة مالية بقيمة مائة ألف دينار مع الإيداع في الجلسة.     
                  سامي.ح

الرجوع إلى الأعلى