استثمار 56 مليار دولار  في مخطط 2018 - 2022
أكد الرئيس المدير العام لسوناطراك، عبد المومن ولد قدور، أول أمس،  أن « سوناطراك كانت و ستبقى دوما شركة وطنية ملكا للدولة الجزائرية « ، ونفى في هذا الصدد، أن تكون الشركة تخطط لأي تنازل عن حصصها ، مبرزا أنه تم تحديد مخطط التنمية 2018 - 2022 لسوناطراك، يتعلق باستثمارات تقدر بحوالي 56 مليار دولار.
وأوضح ولد قدور ، على هامش زيارة عمل قادته إلى حاسي الرمل (الأغواط)، أول أمس،  أن « سوناطراك هي ملك للدولة الجزائرية بنسبة 100 بالمائة و ستبقى كذلك و لا مجال للحديث في هذا الأمر».
و كان تصريح ولد قدور رد مباشر و صريح على المعلومة التي تم تداولها مؤخرا و مفادها أن سوناطراك بصدد إجراء محادثات مع شركاء أجانب للتنازل عن حصصها و تغيير الرقابة في عدد من فروعها .
وكذب مجمع سوناطراك الثلاثاء الماضي في بيان له ، الخبر الذي تداولته بعض وسائل الإعلام يوم الاثنين ومفاده أن الشركة بصدد إجراء محادثات مع شركاء أجانب للتنازل عن حصصها و تغيير الرقابة في عدد من فروعها و أوضحت شركة سوناطراك في هذا الإطار أنه و «تبعا للحوار الذي خص به نائب مدير قسم نشاطات الاستكشاف والانتاج صالح مكموش، برنامجا في الإذاعة الوطنية، فإن الشركة تكذب قطعيا ما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام بكون الشركة هي بصدد إجراء محادثات للتنازل عن حصص في المؤسسة لشركاء أجانب وكذا تغيير الرقابة في بعض فروعها».
و أكد ولد قدور في هذا الإطار، للصحافة أن سوناطراك تعمل مع شركاء و تتقاسم معهم المخاطر المتعلقة بالاستثمارات  ،  مضيفا بالقول « أنها استراتيجية اقتصادية (...) نحن نعمل من أجل استقدام شركاء وبالتالي سنتقاسم معهم مخاطر الاستثمار لكن الحديث عن التنازل عن حقول طاقوية أو أي شيء آخر من هذا القبيل لم نتحدث فيه إطلاقا «وأفاد ولد قدور في السياق ذاته، أن تصريحات نائب مدير قسم نشاطات الاستكشاف والانتاج صالح مكموش ، « تم تحويرها و إخراجها من سياقها الصحيح « ،  موضحا بأن إشراك متعامل أجنبي في نشاطات الاستكشاف و تطوير الحقول الطاقوية تضمن لسوناطراك مزايا الاستفادة من التكنولوجيا و كذا الدخول في الرساميل.
 من جهة أخرى،  أكد  ولد قدور أن تطوير البتروكيمياء من طرف المجمع النفطي-الغازي العمومي سوناطراك سيشكل،  “أحد أهم محركات التنمية الاقتصادية للبلاد”، موضحا في هذا الصدد أن المجمع حقق “تقدما جيدا” في هذا الاتجاه فيما يخص مشروعين أو ثلاثة مشاريع وأضاف قائلا “قبل نهاية السنة الجارية سنوقع على الأقل على عقد كبير في البتروكيمياء، و في حال ما إذا توصلنا إلى ذلك على الجزائريين أن يشعروا بالافتخار لأنه بهذه الطريقة سنتمكن من الحصول على قيمة مضافة لمواردنا الطبيعية « ، مبرزا أن سوناطراك ستعلن قريبا عن تاريخ لتقديم المشاريع المرتقب إنجازها و التغييرات التي ستطرأ على نشاط المجمع في إطار مخطط التنمية.
و أوضح في رد على سؤال حول حصة المؤسسات العمومية في تطبيق مخطط التنمية ، أن الحصة “معتبرة" ،مشيرا إلى مشروع ربط 50 بئرا منتجا من أصل 154 بئرا موجودا بالحقل الغازي لتنهرت (إليزي) من خلال شبكة تجميع بطول 330 كلم،  أوكل إنجازها إلى مؤسسات عمومية وطنية.
وكانت سوناطراك  قد وقعت في ديسمبر الفارط على خمسة عقود مع المؤسسة الوطنية للأشغال البترولية الكبرى (او ان جي تي بي) و المؤسسة الوطنية للهندسة المدنية (جي سي بي) و المؤسسة الوطنية للقنوات (إيناك) و المؤسسة الوطنية لأشغال المنشآت القاعدية للاتصالات (انفراتال) و كوسيدار للقنوات لإنجاز هذا المشروع ،مشيرا في هذا الصدد إلى أنه لو أطلق المجمع عوض ذلك إعلان عن مناقصة لتحصلت مؤسسات أجنبية على الصفقة باقتراح عرض أقل ولكانت قد تلقت المقابل بالعملة الصعبة لإنجاز شبكة التجميع ، و أضاف أن المشروع مثلما تقرر إنجازه سيمول أساسا بالعملة الوطنية (الدينار) مع الحرص على “توظيف العملة الصعبة المتوفرة لتحقيق إنجازات أخرى».
و عن زيارته لمختف المنشآت بحاسي رمل ، أشاد ولد قدور “بالتطور الهائل” الذي يسجله المجمع و المؤسسات الجزائرية التابعة للقطاع بالنسبة لبلد فتي كالجزائر، داعيا مجموع العمال إلى مواصلة العمل سويا و بنفس التفاني من أجل مصلحة المجمع و البلاد. وبخصوص أنبوب الغاز “جي ار 5” الذي أشرف على تدشينه في بداية زيارته أكد ولد قدور، أنه تم إنجازه كليا من طرف مؤسسات جزائرية،  بما في ذلك أنبوب النفط، مضيفا أنه سيسمح للمجمع ببلوغ إنتاج غازي يقدر ب135 مليار متر3/السنة على المستوى الوطني ، كما سيسمح بالاستجابة إلى الاحتياجات المحلية المقدرة ب 45 مليار متر3/السنة و احتياجات الشركاء الأجانب الذين يستوردون الباقي و قال في هذا الإطار،  “لحد الآن استطعنا الاستجابة لحاجيات الشركاء الأجانب».
وينقل أنبوب جي.أر.5 (GR5) الغاز من رقان نحو محطة الضغط جي.أر.5 حاسي الرمل مرورا بخرشبة على مسافة 765 كلم بسعة 8.8 مليار متر مكعب/سنويا،  كما ينقل الغاز من حقول الجنوب الغربي للبلاد على غرار رقان شمال و كذا تيميمون و توات التي ستدخل الإنتاج في الأيام المقبلة.
من جهة أخرى، قام ذات المسؤول بزيارة محطة الضغط جي.أر.5 قيد الإنجاز التي يرتقب تسليمها في جوان 2018 والتي تبلغ نسبة تقدم الأشغال فيها حاليا 97 بالمائة، كما زار موقع محطة الدعم المرحلة 3 بحاسي الرمل المتمثلة في تنصيب أجهزة ضغط قصد إبقاء ضغط الحقل في مستوى معين و مرافقة الاستنفاذ الطبيعي للحقل ، و أوضح ولد قدور في هذا الصدد،  “يتعلق الأمر بمشروع ضخم بمبلغ يصل إلى 2 مليار دولار و هو استثمار كبير تقوم به البلاد و ما علينا إلا إنجازه في الآجال المحددة «.
م -ح

الرجوع إلى الأعلى