الأفالان يعتبر أن مبادرة الأفافاس أخفقت في استقطاب المعارضة
أعلن السكريتير الأول لجهة القوى الاشتراكية، محمد نبو، أمس الأحد، عن استعداد حزبه لإطلاق جولة جديدة من المشاورات، عقب تقييم المرحلة الأولى من اللقاءات التي جمعت قيادة الأفافاس بمجموعة  من التشكيلات السياسية والشخصيات الوطنية، معترفا بأن مبادرة الإجماع تحتاج إلى متسع من الوقت لإنجاحها.
نفى محمد نبو في تصريح أمس للنصر، بأنه وجه انتقادات للأحزاب السياسية الممثلة في الحكومة، على خلفية وضعها لمجموعة من الخطوط الحمراء أصرت على استحالة تجاوزها، من بينها شرعية مؤسسات الدولة، مقابل التحاقها بمبادرة الإجماع، و قال بأن ما نسب إليه في الكلمة التي ألقاها أثناء ترؤسه للتجمع الشعبي الذي احتضنته قاعة الأطلس بالعاصمة مؤخرا، هو مجرد تحليلات إعلامية لا غير، وأن قيادة جبهة القوى الاشتراكية ما تزال تتحلى بالصبر، وهي لا  تشعر أبدا بالقلق جراء مواقف مختلف الأطراف التي توجهت إليها مبادرة الإجماع الوطني، مضيفا بأنهم ما زالوا متمسكين بتحقيق هدفهم، وأن حزبه شرع  في تقييم اللقاءات والمشاورات التي جمعتهم لحد الآن بأزيد من 60 حزبا سياسيا وشخصية وطنية، تحسبا لدخول مرحلة جديدة تتضمن إطلاق جولة أخرى من المشاورات مع الأحزاب الفاعلة في الساحة السياسية، إذ تقوم حاليا لجان التفكير على مستوى الحزب بدراسة الخطوات السابقة، وإعداد حصيلة أولية سيتم عرضها على هيئات الأفافاس في مقدمتها المجلس الوطني الذي سيجتمع قريبا.
واعترف السكريتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية بصعوبة تحقيق الإجماع في ظرف قياسي، مقتنعا بضرورة منح المبادرة الوقت الكافي لإنجاحها، على غرار ما طالب به رئيس حزب تاج عمار غول، وأفاد نبو بأن مبادرة الإجماع الوطني لا تتحقق بين ليلة وضحاها، كما أن حزبه لم يقل أبدا عند إطلاقه للمشاورات، بأن مبادرة الإجماع الوطني ستتم في ظرف ستة أشهر، بل ستأخذ الوقت المناسب لتحقيقها، على أساس أن قيادة الأفافاس ما تزال متمسكة بتجسيد ما تمخض عن المؤتمر الخامس من قرارات، من بينها إنجاح مبادرة الإجماع.
وأبدت من جهتها الأحزاب التي توجهت إليها قيادة الأفافاس تمسكها بالمبادرة، فقد دعا الناطق باسم حزب تجمع أمل الجزائر «تاج» نبيل يحياوي قيادة الأفافاس للتحلي بالصبر، معلنا عن تمسك حزبه بالمبادرة، لأنها تدعو إلى التقارب، واصفا الشروط التي قدمها عمار غول مقابل القبول بالمبادرة، من بينها عدم المساس بشرعية المؤسسات وعدم اعتبار البلاد في أزمة، بأنها «مواقف مبدئية، « لأنه يستحيل الحديث عن مبادرة تتجاوز الخطوط الحمراء»، على رأسها المساس بمؤسسات الدولة، كما أنه لا يعقل وفق تقديره الطعن في نزاهة الانتخابات الرئاسية بعد مرور سنة كاملة على تنظيمها، فهي أصبحت من الماضي و تجاوزها الزمن، مطمئنا الأفافاس بأن أبواب الحوار ما تزال دائمة مفتوحة، بغرض التوصل إلى دستور توافقي، وأن مشروع تعديل الدستور هو أهم مبادرة يمكن الالتفاف حولها.
من جانبه تحفظ الناطق باسم جبهة التحرير الوطني سعيد بوحجة، بشأن مبادرة الأفافاس، بدعوى أنها أخفقت لحد الآن في تحقيق الإجماع، معتبرا بأن الأفافاس رغم أنه تشكيلة معارضة، إلا أنه لم يتمكن من استقطاب المعارضة، نافيا تخلي الحزب العتيد عن مبادرة الإجماع، و قال بأن الأفلان فضل حاليا التريث وانتظار ما ستسفر عنه المشاورات التي أطلقتها جبهة القوى الاشتراكية قبل أن يقول كلمته الأخيرة بشأنها، و أضاف» نحن ننتظر وإذا وجهت إلينا دعوة أخرى للجلوس إلى طاولة الحوار يمكن أن نقبلها»، ونفى سعيد بوحجة في سياق متصل، بأن تكون الشروط التي فرضها الأمين العام للحزب عمار سعداني على قيادة جبهة القوى الاشتراكية مقابل الالتحاق بمبادرة الإجماع الوطني هي من بين أسباب تعثرها، بحجة أن قيادة الأفافاس قبلتها، بعد أن تبناها المجلس الوطني، لكن بقي شرط جوهري، وهو من يترأس ندوة الإجماع الوطني، حيث رفضت قيادة جبهة القوى الاشتراكية ترأسها، في حين تمسك الأفلان بأن يقودها حزب كبير.
لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى