تمكن الرئيس المنتهية ولايته عمر البشير من الظفر بكرسي الرئاسة لعهدة ثالثة بعد 26 سنة من الحكم في ثاني انتخابات تعددية بعد انتخابات 2010 ، حيث حقق مرشح حزب المؤتمر الوطني عمر البشير فوزا ساحقا في هذه الاستحقاقات التي أجريت في 13 من أفريل الجاري و استمرت لمدة أربعة أيام و ذلك بنسبة 94.5 بالمائة، و هي النسبة التي حالت دون الانتقال إلى إجراء دور ثاني، كما فاز حزبه بالانتخابات البرلمانية حيث حاز على 323 مقعدا من أصل 426، و تعتبر هذه النتائج غير نهائية في انتظار إعلان نتائج الطعون التي يحق تقديمها في أجل أقصاه أسبوع، حسب ما صرحت به اليوم الاثنين المفوضية القومية للانتخابات السودانية .  

 

و أعلن رئيس المفوضية مختار الأصم خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة الخرطوم بأن نسبة التصويت في الانتخابات السودانية بلغت 46.4 بالمائة، حيث فاز مرشح حزب المؤتمر الوطني الحاكم عمر حسن أحمد البشير بمنصب رئيس الجمهورية بعد أن حاز على أغلبية الأصوات ، فيما حل في المرتبة الثانية مرشح حزب الحقيقة الفيدرالي  فضل السيد عيسى شعيب بنسبة 1.43 بالمائة، يليه في المرتبة الثالثة مرشح الإتحاد الاشتراكي السوداني فاطمة أحمد عبد المحمود .

كما أعلن ذات المتحدث عن نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت بالموازاة مع الانتخابات الرئاسية، و التي فاز بها  حزب المؤتمر الوطني الحاكم بنسبة 75.8 بالمائة و حاز بذلك على 323 مقعدا في البرلمان، يليه  "الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل" ب 25 مقعدا ، فيما أحتل المستقلون المركز الثالث و حصدوا 19 مقعدا، و جاء الحزب الاتحادي الديمقراطي في المركز الرابع ب 15 مقعدا، فيما توزعت المقاعد 44 المتبقية على الأحزاب الصغيرة .

و من المرتقب أن يلقي عمر البشير في وقت لاحق كلمة بمقره الرئيسي ، حيث وجه حزبه عقب إعلان النتائج عبر وسائل الإعلام دعوة لأنصاره للمشاركة في "مسيرة تأييدية" تتجه لمقره الكائن بوسط الخرطوم .

و تعد هذه أول انتخابات عامة رئاسية ، برلمانية و مجالس تشريعية للولايات في السودان بعد انفصال الجنوب منتصف سنة 2011 ، حيث صوت الناخبون على 7 بطاقات الأولى خاصة بمنصب الرئاسة الذي تنافس فيه 15 مرشحا إلى جانب عمر البشير، و 3 بطاقات خاصة بالبرلمان ، و  كذا عدد مماثل من البطاقات خصصت لانتخاب مجالس تشريعية للولايات البالغ عددها 18 ولاية .

و تعتبر نتائج الانتخابات التي أعلن عنها رئيس المفوضية القومية للانتخابات السودانية مختار الأصم و بشكل رسمي غير نهائية، و ذلك في انتظار إعلان نتيجة الطعون التي يحق تقديمها في مدة أقصاها أسبوع ابتداء من اليوم .

للتذكير فقد عرفت الانتخابات الرئاسية و التشريعية السودانية مقاطعة لأحزاب المعارضة كالمؤتمر الشعبي بزعامة حسن الترابي ، و الأحزاب الساعية لإسقاط النظام كالأمة و الشيوعي ، حيث لم تكتف بمقاطعتها فقط و إنما تجاوزتها إلى حد تنظيم انتخابات موازية بمقراتهم تحت شعار " إرحل " في إشارة لعمر البشير ، معتبرين أن الأوضاع في البلاد لا تسمح بإجراء انتخابات حرة و نزيهة، كما شهدت عدة انتقادات كان أبرزها انتقاد وزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني التي قالت بأن هذه الإنتخابات لا يمكنها أن تعطي نتائج ذات مصداقية ما دامت هناك مجموعات مستبعدة من المشاركة في الحياة السياسة، و حقوق مدنية و سياسية مهضومة، كما اتهمت منظمات حقوق الإنسان عمر البشير الذي تمكن من اعتلاء كرسي الرئاسة بفضل دعم الإسلاميين عبر انقلاب عسكري عام 1989 بقمع المعارضة من خلال الحملة التي شنها  الإعلام و المجتمع المدني المؤيد له قبيل الانتخابات .

أسماء بوقرن

الرجوع إلى الأعلى