مدير الوقاية بوزارة الصحة يعلن السيطرة على انتشار البوحمرون
 أطلق الهلال الأحمر الجزائري حملة تحسيسية واسعة عبر المناطق الحدودية والنائية وعلى مستوى البدو الرحل سيما بالجنوب، لإنجاح عملية التلقيح ضد البوحمرون، بهدف الحد من انتشار العدوى، في وقت أكد مدير الوقاية بوزارة الصحة جمال فورار التحكم في الوضع، من خلال توسيع عملية التلقيح إلى المحيط الأسري للمصابين، ليشمل كافة الأفراد إلى غاية سن الأربعين.
أفادت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس للنصر بأن الهلال الأحمر الجزائري وضع برنامجا محكما لمرافقة وزارة الصحة في مكافحة داء البوحمرون الذي أودى لحد الآن بحياة ستة أشخاص، من خلال استغلال تواجده وتوزع افراده عبر المناطق الحدودية والنائية لتحسيس السكان بأهمية إجراء التلقيح ضد الأمراض التي تهدد صحة الأطفال، وكذا احترام الرزنامة التي تضعها الوزارة، موضحة بأن الهلال الأحمر تنقل مؤخرا إلى ولاية الوادي لمرافقة تلقيح البدو الرحل على مستوى هذه المنطقة الحدودية التي بها تم تسجيل أولى حالات الحصبة، كما تعمل ذات المؤسسة على تقديم الدعم للفرق الطبية المتنقلة، بحكم خبرتها في العمل الميداني.
وأفادت بن حبيلس بأن الهيئة التي ترأسها أرسلت قبل شهرين فرقة تضم مختصين في إطار حملة التلقيح التي خصت البدو الرحل بأقصى ولاية إليزي، بهدف إنجاح العملية التي توفر لها وزارة الصحة كافة الإمكانات اللازمة، مؤكدة بأن حملة التحسيس التي يقوم بها الهلال الأحمر لقيت  تجاوبا قبل قاطني المناطق الحدودية والبدو الرحل، وهي مستمرة إلى غاية القضاء على كافة بؤر المرض.
وكشف من جهته مدير الوقاية بوزارة الصحة  جمال فورار في تصريح «للنصر»، عن التحكم في انتشار البوحمرون بتوسيع عملية التلقيح إلى المحيط الأسري للمصابين، إذ شملت العملية الاشخاص الذين تتراوح البالغين أقل من سنة  إلى غاية الأربعين عاما بهدف منع انتقال العدوى، والحد من مضاعفات المرض، على اعتبار أن اللقاح لا يمنع ظهور البوحمرون أو الحصبة، بل يخفف أعراضها، كالحمى الشديدة وضيق التنفس، قائلا إن وزارة الصحة تستغل الجرعات الفائضة عن حملة التلقيح التي انقضت نهاية شهر جانفي الماضي، دون أن تلقى استجابة واسعة من قبل الأولياء، بسبب حملة التشويش التي صاحبت العملية، لتلقيح الحالات الجديدة.
وبحسب الدكتور فورار فإن الوسيلة الوحيدة لمواجهة البوحمرون هو الالتزام برزنامة التلقيحات التي تضعها وزارة الصحة، والهادفة إلى الحفاظ على الصحة العمومية والقضاء تماما على الأمراض التي تضر بصحة الأفراد، على غرار الحصبة وشلل الأطفال والكساح وغيرها، داعيا الأولياء للتوجه إلى الوحدات الصحية لتلقيح أبنائهم وفق ما هو محدد في الدفتر الصحي، مضيفا بأن البوحمرون انتشر لحد الآن على مستوى 13 ولاية، من بينها ولايتين بناحية الغرب وهي تيارت وتيسمسيلت، وأن فرقا طبية تتنقل يوميا إلى التجمعات السكانية التي تسجل إصابات جديدة، كما تعمل العيادات الصحية على استقبال المصابين والتكفل بهم، موضحا بأن الأولوية في التلقيح على مستوى الوحدات الصحية العمومية وهو للمصابين.
كما تسهر وزارة الصحة على ضمان التغطية الصحية الشاملة للبدو الرحل والمناطق الحدودية خاصة الجنوبية منها، من خلال فرق طبية متكاملة تضم ممرضين وقابلات وأطباء عامين مختصين في إجراء التلقيح، وذلك وفق برنامج مضبوط، وجدد المصدر التذكير بأن العزوف عن حملة التلقيح الأولى التي تم إطلاقها السنة الماضية، وكذا الحملة الثانية التي انطلقت مع بداية الموسم الدراسي الحالي واستمرت إلى غاية نهاية شهر جانفي الماضي، هو من ما أدى إلى عودة البوحمرون الذي قضت عليه الجزائر بصفة شبه نهائية خلال السنوات الأخيرة، موضحا بأنه في إطار حملة التطعيم لسنة 2003 ، تم تلقيح 10 ملايين طفل إلى غاية سن 14 عاما، مما مكن من القضاء كليا على شلل الأطفال، دون تسجيل أي مضاعفات جراءالعملية.   

  لطيفة/ب

الرجوع إلى الأعلى