أدباء و باحثون يدعون إلى جمع تراث الأغنية الثورية و تدريسه للأجيال الجديدة     
دعا أدباء و باحثون من مختلف مناطق الوطن أول أمس إلى إحياء الأنشودة الشعبية الثورية و جمعها في مركز وطني يعنى بتاريخ الأمة و تراثها الشعبي المخلد للثورة التحريرية و أبطالها و معاركها التاريخية الكبرى، مؤكدين في ملتقى وطني حول “الأغنية الشعبية في مواكبة ثورة التحرير” المنعقد بجامعة 8 ماي 45 بقالمة بأن التراث الشعبي يعد مصدرا مهما للمؤرخين و الباحثين في تاريخ و مسار الثورة الجزائرية، و أن هذا التراث جدير بالاهتمام و الدراسة و البحث و الحفظ لحمايته من ضياع أصبح يهددها تحت تأثير عوامل عديدة ، بينها تراجع الاهتمام بالتاريخ و التراث لدى الأجيال الجديدة و التحولات الاجتماعية و الثقافية التي يشهدها المجتمع الجزائري في السنوات الأخيرة.  
  و قال الدكتور العربي دحو من جامعة الحاج لخضر بباتنة بأن هناك هجمة شرسة تستهدف تاريخ و تراث الشعب الجزائري و انه حان الوقت للتحرك و حماية هوية و مقومات الأمة قبل أن تضيع و تختفي تماما و لا يمكن بعد ذالك استرجاعها من جديد، داعيا إلى إنشاء مركز وطني خاص بالأنشودة الشعبية الثورية في الجزائر و تثمينها بالبحث و الدراسة في الجامعات و المؤسسات التربوية حتى تطلع الأجيال الجديدة على تراث أجدادها و تحافظ عليه على غرار ما قامت به دول عديدة بينها أيرلندة التي بنت مدرسة خاصة بالأغنية الثورية الأيرلندية.  
و أضاف العربي دحو الباحث في شؤون التراث الشعبي الجزائري بأن الأغنية الشعبية الثورية في الجزائر تعد مصدرا تاريخيا لا يمكن الاستغناء عنه في كتابة تاريخ الثورة و نضال الشعب الجزائري على مر العصور، و قال بأن بطولات مصطفى بن بولعيد و عباس لغرور و الحاج لخضر و زيغود يوسف و غيرهم من القادة التاريخيين مجسدة بعبقرية في أغاني ثورية ملحمية تصف معاركهم و مواقفهم بدقة كما تصف وحشية قادة جيش الاستعمار و ترسانته الحربية الفتاكة.  
و من جهته تطرق الأستاذ صالح جديد من جامعة الشاذلي بن جديد بالطارف إلى الجمالية الفنية و الرسالة التوثيقية للأغنية الشعبية الثورية و قال بأنها جديرة بالبحث و تتداخل فيها علوم و معارف غير أدبية مثل علوم الاتصال و التاريخ و علمي الاجتماع و النفس و هي مفاتيح لولوج الأغنية الشعبية بعيون علوم أخرى لتحقيق الجدية و المساهمة في تحويل نظرة الكثير من الباحثين و الدارسين للأدب و بخاصة الشعبي و إخراجهم  من الدائرة الضيقة إلى الانفتاح على التراث الشعبي الثري.   
و تحدث متدخلون آخرون على دور الأغنية الشعبية خلال الثورة الكبرى و تمجيدها لقيم البطولة و الجهاد و الاستشهاد و كيف رسمت صورا حية للسلم و الحرية و كشفت سياسة البطش و التنكيل الاستعماري و وثقت مختلف الأحداث التي عرفتها الثورة عبر مختلف مناطق الوطن.  
فريد.غ 

الرجوع إلى الأعلى