قـرب افتتاح المستشـفى الجهــوي المُتخـصص في أمراض القلـب و الشرايـين
سجل والي عنابة في الزيارة الأخيرة للقطب الصحي ببلدية البوني، تقدما ملحوظا في أشغال انجاز مستشفى طب القلب، بعد أن عرف وتيرة متسارعة في الأشهر الأخيرة متجاوزا العراقيل التي حالت دون تسليمه في الآجال المحددة، حيث رُفعت طاقة استيعابه من 80 إلى 120 سريرا، ما يسمح باستقبال المرضى من مختلف الفئات العمرية، سواء أطفال، أو كبار السن بالولايات الشرقية، إلى جانب مركز حقن الدم.
و استنادا لمديرية الصحة لولاية عنابة، فقد فاقت نسبة تقدم الأشغال في هذا المرفق نسبة 85 بالمائة، و ينتظر أن يسلم خلال السداسي الثاني من العام الجاري، حيث ستتبعه مباشرة عملية تجهيز نوعية بأجهزة طبية متطورة، و هو ما من شأنه تخفيف الضغط على المستشفى الجامعي الذي يستقبل المرضى المصابين بأمراض القلب و الشرايين من عدة ولايات شرقية، حيث تعرف مصلحة طب القلب بمستشفى ابن سينا اكتظاظا رهيبا، حتم على إدارة المستشفى فتح جناح بالاستعجالات الطبية الجديدة، لإجراء المعاينة الأولية قبل تحويل المريض إلى المصلحة لمتابعة العلاج.
 علما و أن قسم الجراحة بمستشفى عنابة، يعد الوحيد على مستوى الشرق الجزائري الذي يتكفل بعمليات إزالة الانسداد على مستوى الأوعية الدموية « لاكورو»، بعد توقف إجراء مثل هذه العمليات بمستشفى قسنطينة، بسبب تعطل أجهزة طبية مخصصة لهذا الغرض، استنادا لتصريح مرضى تنقلوا لولاية عنابة لإجرائها، بعد أن تعذر عليهم ذلك بالمصحات الخاصة.   
كما تجدر الإشارة، إلى نجاح أطباء بمصلحة طب القلب، و الشرايين بمستشفى ابن سينا الجامعي بعنابة، نهاية العام الماضي، في إجراء 21 عملية غير جراحية، تمت لأول مرة بتقنيات حديثة دون اللجوء إلى عمليات القلب المفتوح، شملت جميع المرضى الذين يعانون من انسداد، و تصلب في الأوعية الدموية، و إصلاح الصمام التاجى، و كذا التشوهات الخلقية لدى الأطفال على مستوى القلب.
و قد أشرف حينها البروفسور فرحات عبد الجليل من تونس على العمليات، بإدخال قسطرة من خلال شريان أساسي في الفخذ، تم عبره تمرير جهاز دقيق يوفر خيارا غير جراحي لإصلاح الصمام التاجى، و إزالة الانسداد على مستوى الشرايين و الأوعية الدموية المرتبطة وظيفيا بالقلب، بالنسبة للمرضى الذين يعانون من آثار الارتجاع الوظيفي و الانتكاسي لحركة الدم في القلب، و جرت العمليات بمساعدة 3 أطباء أخصائيين بقسم القسطرة بمستشفى ابن سينا الجامعي، بمتابعة من رئيس المصلحة البروفسور بن عثمان مولود.
و تضيف مصادرنا، بأن القطب الصحي الجاري انجازه بالبوني، يحتضن إلى جانب مستشفى طب القلب، الاستعجالات الطبية، و الجراحية الجهوية التي تقدر طاقة استيعابها بـ 150 سريرا.
و يرافق عملية انجاز مستشفى طب القلب، مركز حقن الدم، استكمالا لمشروع القطب الصحي الواقع بسهل البوني، و الذي يتربع على مساحة 3 هكتارات، تشرف عليه مديرية التعمير و البناء، بعد وضع العقار ذو الطابع الفلاحي تحت تصرفها، لتوجيه جميع المشاريع الصحية المسجلة و المبرمجة لانجازها بالولاية بذات الموقع، منها المعهد المتخصص في التكوين شبه الطبي، تنفيذا لتوصيات وزير الصحة، بهدف تخفيف الضغط على المستشفيات الجامعية، و لإنهاء معاناة المرضى من الاكتظاظ، و سوء التكفل على مستوى جميع المصالح الاستشفائية.
و جاء اختيار أرضية إنجاز المشروع بضاحية بلدية البوني، حسب ما ذكرته مصادرنا، تفاديا للازدحام الذي تشهده وسط المدينة، و ضواحيها، كما يتوسط موقع المشروع الطرق الوطنية التي تربط عاصمة الولاية بالولايات الأخرى على غرار الطارف، قالمة، سوق أهراس، و سكيكدة، ما يسمح للحالات المستعجلة المحولة إلى القطب الصحي بالوصول في ظرف وجيز، دون المرور على وسط المدينة. 

    حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى