الملك السعودي يقرب ابنه من العرش و يعفي  أقدم وزير خارجية
بدأ العاهل السعودي الجديد سلمان بن عبد العزيز يصنع صورة جديدة للدولة السعودية، و حدد بتعيينه أمس  ابن شقيقه محمد بن نايف وزير الداخلية وليا للعهد و ابنه محمد وليا لولي العهد مسار ولاية العرش السعودي لعقود قادمة، بينما تعرف المنطقة اضطرابات غير مسبوقة.
ابن الملك السعودي الذي صار وليا لولي العهد بقي وزيرا للدفاع ضمن تعديل واسع النطاق في النخبة الحاكمة في المملكة، شمل أيضا تغيير أقدم وزير خارجية حيث تولى السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير حقيبة الدبلوماسية خلفا للأمير سعود الفيصل الذي شغل المنصب طيلة 40 عاما دون انقطاع.
وقال التلفزيون السعودي فجر أمس أن الملك سلمان أعفى أخاه غير الشقيق الأمير مقرن بن عبد العزيز من ولاية العهد ومن منصب نائب رئيس الوزراء..
ويعزز التغيير العلاقات مع الولايات المتحدة. ويقول دبلوماسيون إن الأمير محمد بن نايف الذي يخلف الأمير مقرن في منصب ولي العهد يتمتع بعلاقات شخصية خاصة مع المسؤولين الأمريكيين قد تفوق أي فرد آخر في الأسرة الحاكمة. وكان العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله قد اختار الأمير مقرن وليا للعهد قبل وفاته في جانفي الماضي. وفي تغيير كبير آخر أعفى العاهل السعودي وزير الخارجية المخضرم الأمير سعود الفيصل من منصبه الذي يشغله منذ أكتوبر عام 1975 وعين عادل الجبير سفير السعودية لدى الولايات المتحدة وزيرا للخارجية وهو أول شخص من خارج الأسرة الحاكمة يشغل هذا المنصب.
وقال الملك سلمان في المرسوم الذي نقلته وكالات الإعلام الرسمية أن قرار إعفاء أخيه غير الشقيق وتعيين الأمير محمد بن نايف خلفه وليا للعهد وتعيين ابنه وليا لولي العهد جاء بموافقة غالبية أعضاء هيئة البيعة.
وعين الملك سلمان -الذي تولى عرش السعودية عقب وفاة الملك عبد الله في 23 جانفي الماضي- وزير العمل السابق عادل الفقيه في منصب وزير الاقتصاد ومفرج الحقباني وزيرا جديدا للعمل.وعين أيضا حمد السويلم رئيسا للديوان الملكي ليحل محل الأمير محمد بن سلمان بينما عين خالد الفالح وزيرا للصحة ورئيسا لمجلس إدارة شركة «أرامكو» السعودية.
وولي العهد الجديد يشغل منصب وزير الداخلية منذ عام 2012 وقاد قوات الأمن في المملكة لعشر سنوات قبل ذلك، وهي فترة عزز الروابط فيها مع الولايات المتحدة.و محمد بن نايف شخصية معروفة في الداخل وفي الغرب لدوره في  قيادة السياسة السعودية في سوريا لكن محمد بن سلمان(ابن الملك) ولي ولي العهد الجديد فهو نسبيا أقل شهرة وقد صعد نجمه بسرعة بين نخبة الأسرة الحاكمة.  وقبل أربعة أشهر وستة أيام فقط كان يتولى رئاسة ديوان والده ولم يكن معروفا على نطاق واسع في الداخل وعلاقاته محدودة نسبيا مع شركاء المملكة في الخارج.
ومنذ ذلك الحين أصبح بعد تعيينه وزيرا للدفاع أبرز وجه في حملة الرياض هذا الشهر في اليمن وتكاد صورته لا تختفي من شاشات التلفزيون أو لافتات الشوارع ورسخ وضعه كشخصية محورية بعد أن أصبح الثالث في ولاية العرش في المملكة.
والتحرك الجديد في اليمن الذي يربط كثيرون بينه وبين الأميرين محمد بن نايف ومحمد بن سلمان يراه كثير من المحللين انعكاسا لنهج أكثر قوة للسياسة الخارجية السعودية تحت قيادة الملك سلمان وفريقه.
وجاء ذلك بعد عشر سنوات يرى كثير من السعوديين أنها شهدت تصاعدا لنفوذ إيران في الشرق الأوسط وميلا مطردا من جانب واشنطن شريكة الرياض الرئيسية لعدم التدخل.
وامتدح مسؤولون أمريكيون في أحاديثهم الخاصة التي سربها موقع «ويكيليكس» محمد بن نايف لدوره في القضاء على جناح القاعدة في المملكة قبل عشر سنوات والعمل معهم ضد المتشددين في اليمن وأماكن أخرى.
ويعني إعفاء مقرن -الأخ الأصغر غير الشقيق للملك سلمان- من ولاية العهد أن العاهل الحالي سيكون آخر ملك من أبناء العاهل الراحل الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة. وجاء الملك سلمان بعد خمسة ملوك من إخوته.
وتعزز هذه الخطوة فرع سلمان في الأسرة الحاكمة. فالابن الوحيد للملك الراحل عبد الله الذي لا يزال يشغل منصبا رفيعا هو الأمير متعب وزير الحرس الوطني الذي احتفظ بمنصبه.
ع.ش/وكالات

الرجوع إلى الأعلى