تمنراست تحـضر لاحتضـان أكبـر تظـاهرة للترويـج للثقافة والسيــاحة الصحــراوية
تستعد ولاية تمنراست اعتبارا من الثامن عشر من شهر أفريل الجاري لاحتضان أكبر تظاهرة للترويج للثقافة والسياحة الصحراوية، سعيا لإعطاء دفع جديد للسياحة بهذه للمنطقة، وترقية وجهتها، التي تضررت خلال السنوات الأخيرة بسبب الأزمات الأمنية المتعاقبة وكانت آخرها الأزمة التي شهدتها بلدان منطقة الساحل.
ففي ندوة صحفية عقدها في فندق الأوراسي بالجزائر العاصمة، أعلن رئيس الجمعية الولائية للمنتدى الأول أتاكور للترويج للثقافة والسياحة الصحراوية بتمنراست، محمد زونقة، عن تنظيم أكبر تظاهرة دولية تحتضنها المنطقة خلال المنتصف الثاني من شهر أفريل الجاري، سعيا لإعادة بعث النشاط السياحي في منطقة الأهقار والطاسيلي والترويج لما تزخر به هذه الولاية من حرف وصناعة تقليدية صحراوية ذات شهرة كبيرة بغرض المساهمة في ترقية نشاط الحرفيين المحليين والبحث عن فتح فرص التسويق واستقطاب مزيد من السياح الوطنيين والأجانب .
وتحت شعار ‹› آهقار امتداد حضاري و تنوع ثقافي و سياحي›› ستحتضن مدينة تمنراست  في الفترة الممتدة من 18 إلى 21 أفريل المنتدى الدولي الأول للترويج للثقافة و السياحة الصحراوية، الذي سيشهد إقامة أكبر قرية تراثية في حضن الطبيعة الخلابة لآهقار، يتم خلالها عرض نمط الحياة التقليدية، بمشاركة كل قبائل التوارق لمنطقة الهقار الذين سيبرزون التنوع الكبير الذي يتميز به تراثهم وتقاليدهم المتوارثة عبر الأجيال، فضلا عن الاستعراضات والنشاطات الفلكلورية ومعارض الصناعة  التقليدية.
كما ستتميز هذه التظاهرة بتنظيم أيام دراسية وجولات سياحية في المنطقة التي تفتخر بعراقة تاريخها وتشهد على ذلك الرسومات والنقوش الحجرية التي تحتفظ بتاريخ المنطقة والتي اكتشفت بطاسيلي الهقار وتيديكلت وهي تمثل اليوم أغنى متحف في الهواء الطلق لفنون ما قبل التاريخ، ما جعل منظمة اليونيسكو تصنف الحظيرة الوطنية للهقار ضمن التراث العالمي.
وسيشارك حسب السيد زونقة في إحياء فعاليات هذه التظاهرة ‹› الكبرى›› جمعيات قرى بلدية تمنراست و تازروك وأدلس وأبلسة وعين قزام ووكالات سياحية محلية.
كما وجهت الدعوة – حسب المتحدث لكتاب وطنيين و أجانب ورجال إعلام وصحفين متخصصين في الحقل السياحي، ومصورين فوتوغرافيين وفنانين، لتبادل الآراء والمعارف في فضاءات متخصصة، يتوخى منها المشاركة في بلورة مشاريع وتصورات من أجل إحداث نهضة سياحية – ثقافية وتنموية شاملة تعود بالفائدة على المنطقة و الوطن.  
وقال محمد زونقة ردا على أسئلة للنصر « إن الهدف الأساسي من تنظيم هذا المنتدى هو المساهمة في انعاش الوسط الثقافي السياحي والاستفادة منه في إثراء المنتوج المحلي وإعادة بعثه، علاوة على تسليط الضوء على التراث والتقاليد وتعريف السياح و الطلبة و كل فئات المجتمع بهذا الموروث»، معتبرا أن المشكل الذي تعاني منه السياحة الصحراوية هو نقص الترويج لها، ودعا السلطات العمومية بالمناسبة  لتقديم تسهيلات من أجل حصول أكبر عدد من السياح الأجانب الراغبين في زيارة المناطق الصحراوية على التأشيرة  في وقت قصير.
وذكر المتحدث أن السياحة الصحراوية التي عرفت انتعاشا كبيرا في السبعينيات و ثمانينيات القرن الماضي قد تضررت بشكل رهيب في العشرية السوداء، إلى درجة أن بعض مواسم السياحة الصحراوية مرت بصفر (0) سائح، مضيفا بأن الأزمة الأمنية التي عرفتها دول الساحل خلال السنوات الماضية أيضا قد أثرت سلبا على السياحة الصحراوية الجزائرية، ما أحال الكثير من أصحاب وكالات السياحة على البطالة.
وذكر المتحدث بانه من أصل 136 وكالة سياحة في تمنراست فإن خمسة منها فقط تشتغل حاليا بعد أن بدأ السياح يتوافدون على المنطقة، مؤكدا أن الصحراء الجزائرية مؤمنة 100 بالمائة حاليا، فيما أشار إلى أن كل المسارات التي سبق وأن تم غلقها لاسباب ودواعي أمنية قد تم فتحها أمام السياح الوطنيين والاجانب.
وعن مدى جاهزية المنطقة لاستقبال وفود السياح الأجانب سيما من حيث مدى توفر الهياكل السياحية ، أوضح رئيس جمعية منتدى أتاكور، أن السياحة الصحراوية لا تحتاج إلى الفنادق الفخمة و الكبيرة،  لأن السياح الأجانب يفضلون الجولات السياحية و المبيت في فضاء طبيعي سياحي و التعرف على المعالم الأثرية.  
              ع.أسابع

الرجوع إلى الأعلى