استـراتيجيـــة لـجعــل سـونطـراك من الخمسـة الكبـار في العالـم
 أكد الرئيس المدير العام لشركة “سوناطراك”، عبد المومن ولد قدور، أن الجزائر ستتجه نحو استغلال الغاز الصخري «عاجلا أم أجلا» وقال إن الأخطاء التي وقعت في عين صالح لن تتكرر، ورد على التقارير التي تتحدث عن نفاد الاحتياطي النفطي، مشيرا إلى أن الرغبة التي أبدتها شركات طاقوية كبرى للاستثمار في الجزائر خير دليل على الإمكانات العامة التي تحوز عليها الجزائر. 
وأوضح الرئيس المدير العام لسوناطراك، في ندوة صحفية عقدها، الإثنين، بمقر الشركة لتقديم الحصيلة المالية لـ 2017 والرؤية المستقبلية 2030، أن الإمكانيات الهامة في قطاع المحروقات عامل استقطاب للشركات الأجنبية، وذلك عكس ما تردده دوائر اقتصادية أجنبية بشان نفور تلك الشركات من الاستثمار في الجزائر، وقال ولد قدور، بان «27 مؤسسة بترولية أجنبية أبدت رغبتها في العودة للاستثمار في الجزائر» وإستدل المدير العام بالشركة الأمريكية «إكسون موبيل» التي تريد العمل بالجزائر، مشيرا بان جلسات عمل عقدها مع مسؤولي الشركة الأمريكية، إضافة إلى الشركة النرويجية «ستات أويل» التي ترغب في العودة إلى الجزائر.
  الجزائر أضحت وجهة «أكثر جاذبية»
وأضاف ولد قدور، أن تزايد اهتمام الشركات الأجنبية  للاستثمار في مجال الطاقة، مؤشر على أن الجزائر أضحت وجهة « أكثر جاذبية « بعد المساعي التي بذلتها سوناطراك لتحسين العلاقات مع الشركاء الأجانب و حثهم على القيام باستثمارات جديدة  في إطار قانون جديد للمحروقات من المرتقب أن يرى النور في  الربع الثالث من السنة الجارية.
و طمأن ولد قدور إلى أن « الاحتياطات من البترول و الغاز  في الجزائر لازلت متوفرة و بكميات كبيرة. مضيفا أن الإمكانيات الوطنية في مجال المحروقات تعد «جد هامة» وتستقطب الشركاء الأجانب أكثر فأكثر. واستطرد قائلا «لا تقلقوا، فثمة هناك احتياطات هائلة (من غاز ونفط) في الجزائر، و التي تتطلب بذل المزيد من الجهد من استكشافها».
 ما وقع في عين صالح لن يتكرر
وبخصوص احتياطي الجزائر من الغاز الصخري والمكانة التي يحتلها هذا المورد في إستراتيجية سوناطراك للفترة المتراوحة بين 2020 و 2030، أكد ولد قدور أن الجزائر تحتل المرتبة الثالثة في التصنيف العالمي لاحتياطات هذا النوع من الغاز. واعتبر أن استغلال الغاز الصخري حتمية «عاجلا أم أجلا»، موضحا بان الأخطاء التي وقعت في عين صالح (في إشارة إلى الاحتجاجات الكبيرة للسكان على العمليات التجريبية) لن تتكرر، وأوضح قائلا «التجارب التي شهدتها عين صالح يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار من أجل أن لا نقترف نفس الأخطاء مستقبلا».
وأضاف الرئيس المدير العام لشركة «سوناطراك» أن استغلال الغاز الصخري الذي سيتم اللجوء إليه بشكل حتمي، سيكون في أحسن الظروف من خلال الأخذ بعين الاعتبار كل الإجراءات الضرورية لحماية البيئة، معتبرا أن التكنولوجيا قد تطورت بشكل هائل منذ التجارب الأولى التي أجريت في عين صالح منذ عشر سنوات خلت. وأوضح قائلا «لو تزورون حاليا حقول الغاز الصخري ستلاحظون مدى نظافة هذه الحقول واحترامها للبيئة».
 تراجع استهلاك الوقود بعد رفع الأسعار
وأشار الرئيس المدير العام لسوناطراك، الى تراجع استهلاك الجزائريين للوقود بنسبة 2 بالمائة بعد الزيادات الأخيرة في أسعاره. مشيرا بان قرار شركة سوناطراك بشان تكرير البترول في الخارج ستساهم في خفض تكلفة إستيراد المواد المكررة و منها الوقود و التي تكلف 2 مليار دولار سنويا، موضحا أن تكرير النفط الخام الجزائري بالخارج أكثر ربحا للجزائر من استيراد منتوجات مصنعة.
وأوضح ولد قدور، بان الإستراتيجية المعتمدة من طرف سوناطراك لتخفيض تكلفة استيراد المنتوجات المكررة تتمثل في تكرير النفط الخام في الخارج و من ثم جلب المنتوجات المكررة حتى يمكن تلبية  الاحتياجات الوطنية في هذا المجال. بحيث تستورد الجزائر سنويا ما يفوق 3 ملايين طن من الوقود وبغرض تلبية الاحتياجات الوطنية بخصوص المنتوجات المكررة منها زيت الوقود، أطلق مجمع سوناطراك برنامج واسع لتطوير الصناعة البتروكيمياوية.
وينقسم هذا البرنامج إلى محورين، يتمثل المحور الأول في إصلاح مصانع التكرير القديمة بهدف الرفع من القدرات المنتجة من 22 إلى 27 مليون طن سنويا بالإضافة الى إنشاء مصانع  تكرير جديدة بغرض الرفع من قدرة الإنتاج و من ثم التعامل مع المنتجات المشتقة بهدف تلبية الاحتياجات الوطنية و من ثم تصدير فائض الإنتاج. وسيكلف مخطط الإصلاح 4،5 مليار دولار لخزينة سوناطراك حيث يخص مصانع التكرير المتواجدة بالجزائر و ارزيو و سكيكدة.
وبخصوص مضمون الاتفاق المبرم بين سوناطراك و شركتين تركيتين عقب الزيارة الأخيرة للرئيس التركي طيب رجب اردوغان للجزائر، أشار ولد  قدور إلى أن «الأمر يتعلق بمشروع يتم الإعداد له من كلا الطرفين وهذا من اجل إنشاء مصنع إنتاج البروبيلين في تركيا». وسيسمح هذا المشروع للجزائر بتطوير نشاطات سوناطراك على الساحة الدولية كما سيسمح لتركيا من تخفيض وارداتها من هذه المادة التي تأتيها من الصين.
   رقم أعمال بـ 33 مليار دولار واستثمار 8 ملايير في 2017
وبحسب الأرقام التي قدمها المدير التنفيذي للاستراتيجية والتخطيط والاقتصاد، فريد غزالي، فان رقم الأعمال الذي حققته سوناطراك سنة 2017 بلغ 33,2 مليار دولار مقابل 27,9 مليار دولار سنة 2016. مشيرا أن سنة 2017 شهدت «تحسنا» مقارنة بسنة 2016 كون الإنتاج الأولي، زاد بنسبة 2 بالمائة منتقلا إلى 197 مليون طن مقابل بترول و هذا  بالرغم من تراجع إنتاج البترول الخام الذي يعود أساسا إلى تطبيق اتفاق منظمة  البلدان المنتجة للبترول بتاريخ 30 نوفمبر 2016 و الذي التزم بموجبه الأعضاء  بتقليص إنتاجهم من أجل استقرار سعر الخام.
وتشير الأرقام بان سوناطراك رفعت إنتاج الغاز بنسبة 5 بالمائة إلى 135 مليار متر مكعب في 2017، وارتفع إجمالي إنتاج الشركة من النفط والغاز بنسبة 2 بالمائة في 2017 إلى 196.5 مليون طن من المكافئ النفطي، فيما انخفض إنتاج النفط 3 بالمائة بسبب الحصص المنصوص عليها في اتفاق منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك). واستثمرت سوناطراك 8.1 مليار دولار في 2017 بانخفاض نسبته 8.8 بالمائة عن العام السابق.  
ع سمير

الشركة تعتزم استثمار 50 مليار دولار في 5 سنوات
 إستراتيجية لجعل «سوناطراك» ضمن الشركات الخمس الكبرى في العالم
 كشف الرئيس المدير العام لسوناطرك، عبد المومن ولد قدور، أن الشركة ستستثمر 50 مليار دولار خلال الخمس سنوات القادمة في إطار إستراتيجية تطويرها، حيث تطمح سوناطراك لتحقيق مداخيل بقيمة 60 مليار دولار في السنوات المقبلة. وأكد ولد قدور أن الإستراتيجية المسطرة تطمح لتحويل سوناطراك إلى واحدة من أكبر خمس شركات نفطية في العالم، وذلك عبر»بيروقراطية أقل وحرفية أكبر».
عرض الرئيس المدير العام لسوناطراك عبد المومن ولد قدور، خلال الندوة الصحفية التي نشطها الاثنين، بمقر الشركة، الحصيلة المالية لسنة 2017، والإستراتيجية التي تمتد إلى غاية 2030، والتي يراد من خلالها جعل الشركة ضمن كبرى الشركات النفطية في العالم، وهو الهدف الذي اعتبره الرئيس المدير العام «مشروعا وقابلا للتنفيذ»، موضحا بان تحقيق هذا الهدف يتطلب إحداث ثورة إدارية في الشركة. وأوضح ولد قدور، «إن قطاع المحروقات، بسبب تعقيداته التقنية والتكنولوجية وحساسيته، يتطلب تحسين كفاءة على كل المستويات لمواكبة المعايير الدولية وتحسن الأداء من حيث الإنتاج والمداخيل والتكلفة والمدة وكذا جودة الخدمة»، واعتبر أن هدف تحويل سوناطراك إلى شركة رائدة في مجال النفط طموحًا حقيقيًا وهدفًا لجميع العاملين في المجمع.
ولتحقيق الأهداف المسطرة تعتزم «سوناطراك» استثمار 50 مليار دولار خلال الخمس سنوات المقبل، بمعدل 10 ملايير دولار سنويا، كما ستقوم بتخفيف بعض إجراءاتها «البيروقراطية» والتي جاءت بسبب الظروف التي عاشتها الشركة بداية والأوضاع الأمنية الصعبة التي عرفتها البلاد، وقضايا الفساد التي ضربت الشركة في 2010، وبسببها تم «تجميد كل شيء» داخل الشركة، وشدد على ضرورة مراجعة تلك الإجراءات البيروقراطية، والتي من دونها لن تتمكن سوناطراك من تحقيق الأهداف المسطرة.
وأبدى ولد قدور ارتياحه بعد نجاح سوناطراك في تسوية الخلافات التي كانت قائمة مع عديد الشركات الأجنبية، على غرار «ايني» الايطالية و «توتال» الفرنسية وكذا «ريبسول» الاسبانية، موضحا أن سوناطراك قامت بتسوية 11 من نزاعاتها مع الشركات العالمية من أصل 12، فيما سيتم تسوية النزاع الأخير مع شركة لبنانية خلال الأسابيع القادمة.
وبخصوص إنتاج الغاز الطبيعي المسال، أوضح ولد قدور، بأن الجزائر لديها إمكانات «مهمة» للغاز الطبيعي المسال، مشيرا إلى أن الحديث عن المرونة في هذا المجال يتعلق أساسا بالنقل والشق اللوجستي، واعترف بوجود بعض الصعوبات والتي وصفها بـ»الصغيرة» ويتعلق الأمر أساسا بعدم وجود الأرصفة المناسبة لشحن ناقلات الغاز الطبيعي المسال الكبيرة. موضحا انه بفضل تلك السفن الكبرى تمكنت سوناطراك من تصدير الغاز المسال إلى دول مثل الهند والصين.
وفيما يخص التوظيف كشف رئيس مجمع سوناطراك أن مؤسسته تشغل 200 ألف عامل عبر كل فروعها. وأوضح في السياق ذاته، أن جميع مراكز التكوين التابعة للمجموعة على غرار المعهد الجزائري للبترول ستكون تحت الإشراف المباشر للمديرية العامة للشركة، ونفى ولد قدور ما تردد عن نية الشركة التخلص من بعض الفروع التابعة لها، وقال إن إعادة تنظيم فروع الشركة البالغ عددها 150 فرعا لا يعني حلها، بل يتعلق الأمر بجعلها أكثر تنافسية.                      ع سمير

الرجوع إلى الأعلى