استشهد ما لا يقل عن 52 فلسطينيا بينهم أطفال وأصيب أكثر من  2410 آخرين، برصاص الاحتلال الاسرائيلي على الشريط الحدودي لقطاع غزة ، وذلك خلال مشاركتهم في الذكرى الـ70 لنكبة الشعب الفلسطيني، وتنديدهم ورفضهم لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
وشارك آلاف الفلسطينيين، أمس،  في مسيرات سلمية بدأت منذ ساعات الصباح في المناطق الحدودية، تزامناً مع نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، وإحياءً للذكرى السبعين للنكبة ، وقد أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي الرصاص الحي، وقنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين على الشريط الحدودي شرق قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد 52 فلسطينيا وإصابة  أكثر من 2410 آخرين، بينهم حالات حرجة جدا ، وأوضحت وزارة الصحة أن من بين المصابين، مسعف وأحد عشر صحفيا، وقال وزير الصحة الفلسطيني جواد وعواد، أن سلطات الاحتلال ارتكبت مجزرة بحق المتظاهرين الفلسطينيين شرق قطاع غزة، حسبما ذكرته مصادر فلسطينية.
وذكرت وكالة «معا» الفلسطينية ، أن طائرات حربية إسرائيلية قصفت موقعا فلسطينيا شمال قطاع غزة بثلاثة صواريخ، واستهدفت قوات أخرى مجموعة من الشبان حاولوا اجتياز السياج شمال بيت حانون بقذيفتين مدفعيتين، كما قصفت القوات نقطة رصد للمقاومة شرق جباليا شمال القطاع بقذيفتين،  كما ألقت قوات إسرائيلية مواد حارقة قرب خيام العودة في خان يونس صباح أمس، تسببت في اشتعال إطارات، في محاولة منها لإبعاد المتظاهرين، وتوغلت أربع آليات عسكرية إسرائيلية في أطراف بلدة خزاعة شرقي خان يونس جنوب قطاع غزة وشرعت بتسوية وتجريف الأراضي في المنطقة.
مسيرة أطلق عليها اسم «مليونية العودة «
وشارك في قطاع غزة صباح،  أمس، آلاف الفلسطينيين، في مسيرة أطلق عليها اسم «مليونية العودة»، إحياء لذكرى النكبة الفلسطينية، واحتجاجا على افتتاح واشنطن لسفارتها في القدس، وفي الضفة انطلقت مسيرة العودة إحياء للنكبة ورفض نقل السفارة الأميركية بالقدس .
واتهمت الحكومة الفلسطينية، أمس، إسرائيل بارتكاب «مجزرة رهيبة» في قطاع غزة، بعد مقتل عشرات الفلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي وطالبت بتدخل دولي عاجل لوقفها.
وكانت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار، قد دعت الجماهير الفلسطينية للمشاركة الواسعة والفاعلة في مليونية العودة لإحياء الذكرى الـ70 لنكبة فلسطين وللتنديد بنقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدس المحتلة.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية ، أمس، أن منظمة التحرير الفلسطينية دعت إلى إضراب عام في الضفة الغربية وقطاع غزة  اليوم الثلاثاء ردا على مقتل عشرات الفلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية .
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن ما جرى في القدس ، أمس، هو افتتاح لبؤرة استيطانية أمريكية وليست سفارة وأعلن في كلمته بمستهل اجتماع طارئ في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، عن تنكيس الأعلام،  اليوم لمدة ثلاثة أيام حدادا على أرواح الشهداء، و الإضراب بمناسبة ذكرى النكبة.
وأكد محمود عباس، أن الشعب الفلسطيني لن يتوقف عن نضاله السلمي حتى النصر بإقامة الدولة وعاصمتها القدس، مشددا على أن أميركا لم تعد وسيطا في الشرق الأوسط.
وقال إن «إزاحة القدس واللاجئين عن المفاوضات يعني أن هناك صفعة أميركية»، مضيفا «أننا لن نقبل إلا وساطة دولية متعددة تأتي من خلال مؤتمر دولي».وقال أن «اجتماع القيادة الطارئ سيناقش تنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي».
و افتتحت الولايات المتحدة ، أمس، رسميا سفارتها بالقدس وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في رسالة مسجلة  «أن إسرائيل دولة مستقلة ويحق لها مثل أي دولة في العالم أن تحدد عاصمتها والقدس عاصمة حقيقية لإسرائيل» ، مؤكدا أن واشنطن ملتزمة تماما باتفاق السلام.
الجامعة العربية تطالب بتدخل المجتمع الدولي
ومن جهتها طالبت جامعة الدول العربية المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لإنفاذ قراراته خاصة في توفير الحماية للمقدسات الإسلامية والمسيحية وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني في أرضه و مقدساته، مؤكدة أن القدس الشرقية هي عاصمة دولة فلسطين، وهي جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967 .
وطالبت الجامعة العربية، في بيان صادر عن قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بمناسبة الذكرى 70 لنكبة الشعب الفلسطيني، المجتمع الدولي وجميع دول العالم المحبة للسلام بالضغط على الكيان الاسرائيلي (القوة القائمة بالاحتلال) بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة والعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام 1967، ووقف انتهاكاتها ضد أبناء الشعب الفلسطيني المتمثلة في عمليات الاستيطان ومصادرة الأراضي، وتهويد المقدسات الإسلامية والمسيحية.
وأضاف البيان أنه تزامنا مع هذه الذكرى تقوم الولايات المتحدة بافتتاح سفارتها في القدس المحتلة في خطوة استفزازية واعتداء صارخ على مشاعر العرب والمسلمين في انتهاك جسيم لقواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وقطع للطريق أمام أي جهود دولية رامية لخلق فرصة مواتية للسلام مما يؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.
ونددت منظمات دولية و دول، بالمجزرة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد  الفلسطينيين في غزة، وأكدت منظمة العفو الدولية، أمس، أن سفك الدماء على الحدود بين غزة وإسرائيل هو «انتهاك مشين» لحقوق الإنسان، عقب مقتل العشرات وجرح الآلاف من الفلسطينيين وقالت المنظمة التي مقرها لندن على تويتر، «نحن نشهد انتهاكاً مشيناً للقانون الدولي وحقوق الإنسان في غزة.. يجب وقف ذلك فوراً».
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش ، عن «قلقه العميق» إزاء الوضع في غزة، ودعا مندوبو فلسطين والكويت والسعودية إلى جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الأوضاع الملتهبة في فلسطين وأوضح رياض منصور، مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة أن مجلس الأمن الدولي قد يعقد جلسة طارئة خلال 24 ساعة لمناقشة التطورات في فلسطين.                                                     
م - ح

الرجوع إلى الأعلى