نقص في الحاصدات يثير مخاوف الفلاحين بالطارف
يشتكي منتجو الحبوب ببلديات الجهة الشرقية لولاية الطارف ، على غرار عين العسل ، عين الكركة وبوحجار، من نقص في الحاصدات، وهي المشكلة التي عادة ما تطفو للسطح كل سنة مع انطلاق حملة الحصاد و الدرس، رغم الشكاوى الموجهة للجهات المعنية لإيجاد الحلول للمشكلة.
و ذكر بعض المنتجين، أن نقص الحاصدات بات يرهن تحقيق الأهداف المرجوة من الحملة، أمام تأخر جني محصولهم من الحبوب الذي بات عرضة للتلف و تتهدده الحرائق ، مشيرين إلى أن نضج مساحات الحبوب منذ عدة أيام و تأخر حصادها، كبد بعضهم خسائر بعد أن أتلفت الرياح الأخيرة كميات من السنابل، ناهيك عن إتلاف مساحات أخرى بفعل المواشي.
و أضاف هؤلاء الفلاحون، بأن أسعار كراء الحاصدات من الخواص قفزت إلى مستويات قياسية تجاوزت 10 آلاف دينار أمام تزايد الطلب و ما زاد حسبهم في المشكلة، هو تأخر وصول حاصدات الولايات الداخلية التي اعتاد المنتجون الاستنجاد بها لحصاد محصولهم أمام وفرة الإنتاج هذه السنة بالولايات المجاورة.
و ناشد الفلاحون السلطات المختصة التدخل لدعمهم بالحاصدات لإنقاذ موسمهم، بما فيها مساعدتهم على الاستفادة من دعم الدولة لاقتناء حاصدات لإنهاء المشكلة وتجنب متاعب حصد محصولهم كل موسم. إلى جانب ذلك، قال المنتجون بأن التعاونية تستقبل محصولهم بأقل من سعره المحدد، بحجة اختلاطه بالأعشاب الضارة و الشوائب.
في حين قالت مصادر مسؤولة ، بمديرية الفلاحة ، بأنه تم تجنيد أكثر من 100حاصدة لجني محصول حبوب الفلاحين ، مشيرة إلى أن أغلب الحاصدات تعكف على حصد الحبوب بمناطق الجهة الغربية ، على أن تنتقل فور الانتهاء من عملها إلى المناطق الشرقية و الحدودية لحصد المساحات المتبقية.
 كما تم اللجوء إلى كراء مستودعات خاصة بسعة 700 ألف قنطار لتقريب و تسهيل دفع المنتجين لمحصولهم ، إضافة إلى نقاط الجمع الـ5 التابعة لتعاونية الحبوب و البقول الجافة بسعة 300الف قنطار ، و أفادت مصادرنا بأن التقلبات المناخية الأخيرة باتت تثير القلق بخصوص نوعية محصول الحبوب هذه السنة بعد ظهور الشوائب والأعشاب الضارة بالحقول ، ما قد يؤثر سلبا على نوعية الإنتاج و سعر دفع المحصول لدى التعاونية.
و من أجل تدارك المشكلة، تم عقد جلسة عمل مع الهيئات المعنية لإيجاد الحلول لكل المشاكل، بما فيها السعر المحدد لدفع الحبوب.
و قد أعطى والي الطارف منتصف الأسبوع الفارط إشارة انطلاق حملة الحصاد والدرس من بلدية الشط ، وسط توقعات بتحقيق أزيد من 513 ألفا و 170 قنطارا من الحبوب، أي ما يزيد عن نصف مليون قنطار ،بمعدل 20قنطارا في الهكتار على مساحة إجمالية تقدر بـ 26 ألفا و 755 هكتارا ، بزيادة 95هكتارا عن السنة الفارطة ، أين يتوقع هذه السنة إنتاج 446 ألفا و 760 قنطارا من القمح الصلب على مساحة 22 ألفا و 338 هكتارا بمعدل 20ق/الهكتار ، قمح لين 15الف قنطار على مساحة ألف هكتار بمعدل 15ق/الهكتار  والشعير 51 ألفا و 405 قناطير على مساحة 3417هكتارا بمعدل 15قنطار /الهكتار.
من جهة ثانية توقعت مصالح الفلاحية تحقيق إنتاج قياسي ضمن برنامج تكثيف إنتاج الحبوب، بمردود يتجاوز 75ق/الهكتار على مساحة 880هكتارا، وهذا بعد أن استفاد 251فلاحا من قرض الرفيق  لتطوير شعبة الحبوب بغلاف مالي قارب 18مليار سنتيم.
و قد خصصت المصالح المعنية 5نقاط لتخزين الحبوب بكل من بلديات البسباس ، بوحجار ، شبيطة مختار ، البسباس وبن مهيدي ، إضافة إلى توفير أزيد من 100 ألف من الأكياس للمنتجين لجمع الحبوب و نقلها نحو المخازن، كما تم تسخير 48حاصدة لحصد مساحات الحبوب بالولاية، منها 13حاصدة مخصصة من قبل تعاونية الحبوب والبقول الجافة بعنابة ، 31حاصدة ملك لمنتجي الحبوب و 4حاصدات تم اقتناؤها من قبل فلاحين، في إطار الدعم الفلاحي.
فضلا عن تخصيص شباك وحيد لتمكين المنتجين من دفع محصولهم و تسديد مستحقاتهم في ظروف حسنة، و إنشاء لجنة ولائية لمتابعة حملة الصاد و الدرس و التدخل لإيجاد الحلول للمشاكل عند أي طارئ.
نوري.ح

الرجوع إلى الأعلى