المجلس الإسلامي الأعلى يؤكد حرمة التعدي على الصحابة وأمهات المؤمنين
شدد المجلس الإسلامي الأعلى أمس على حرمة التعرض للصحابة وأمهات المؤمنين، واعتبر كل مخالفة لذلك اعتداء صارخا على حضرة النبي الكريم ومخالفة للإيمان، مشيدا بالفتوى الأخيرة الصادرة عن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية التي حرمت أيضا سب الصحابة والنيل من أمهات المؤمنين.
وأكد المجلس الإسلامي الأعلى في بيان صدر عنه أمس حرمة التعرض لصحابة رسول الإسلام محمد بن عبد الله وحرمة أمهات المؤمنين، واعتبر كل إساءة تصدر في حق الصحابة وزوجات النبي اعتداء صارخا على حضرة النبي الكريم ومخالفا للإيمان، كما أشاد المجلس الإسلامي الأعلى بالفتوى الأخيرة الصادرة عن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية «أية الله خامنائي» بتحريم التعرض للصحابة رضوان الله عليهم، والإساءة لهم بالسب والشتم، باعتبارهم حواريو رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتأكيد على حرمة النيل من نسائه أمهات المؤمنين.
وأعرب المجلس الإسلامي الأعلى الذي يعد أعلى مؤسسة دينية في الجزائر، عن تأييده  للفتوى الصادرة عن المرجع الأسمى للشيعة، كما بارك هذا المسعى الرامي حسبه إلى توحيد الأمة الإسلامية وجمع كلماتها ولم شعثها، في مواجهة «هذا السلوك المشين من سباب وشتم ولعن وطعن لسلفها الصالح»، مشددا على أن الفتنة هي أشد من القتل.
وبحسب الدكتور محمد بغداد مدير التوثيق والإعلام بذات الهيئة فإن المغزى من إصدار هذا البيان في هذا الظرف بالذات، يتمثل في توحيد صفوف المسلمين، بالنظر إلى المشكل الكبير المطروح ما بين السنة والشيعة في عديد البلدان المشرقية خلافا لمنطقة المغرب العربي، موضحا في تصريح «للنصر» بأن البيان جاء مساندا لفتوى المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية «آية الله خامنائي» التي حرم من خلالها على الشيعة سب صحابة النبي وزوجاته، المجلس الإسلامي الأعلى قام بدراسة هذه الفتوى، ورآها بأنها تساهم في القضاء على الخلاف والتوتر ما بين السنة والشيعة، وأسلوبا فعالا للحد من الاقتتال ما بين أتباع المذهبين في بعض الدول التي تعاني من مشاكل طائفية.
 وأضاف المصدر بأن العالم الإسلامي يعيش حالة من التفكك، وأن مساهمة المجلس الإسلامي الأعلى في تحقيق الوحدة ما بين المسلمين هي مبادرة مهمة جدا يجب تثمينها، بالنظر إلى المشاكل التي تعيشها بعض بلدان المشرق العربي بسبب الخلاف القائم ما بين السنيين والشيعة، مؤكدا بأن دول المغربي العربي لا تعاني من هذه الأزمة، لكونها تلتقي جميعها عند المذهب المالكي السني.
ومن جهته اعتبر رئيس نقابة الأئمة وموظفي قطاع الشؤون الدينية «جلول حجيمي» بأن تحرك المجلس الإسلامي الأعلى في هذا الظرف بالذات يحمل خلفيات عدة، من بينها ظهور مخاوف من المد الطائفي في الجزائر، التي تعتبر بأن المرجعية الدينية الوطنية تعد عنصرا أساسيا من بين عناصر هويتها ومصدر وحدتها، سيما في ظل محاولة البعض استغلال مواقع التواصل الاجتماعي لزرع الفتنة وتقسيم صفوف الشباب وإثارة النعرات الطائفية، لذلك عمدت هذه الهيئة وفق تقديره إلى التحذير من أن ينجر عامة الناس وخاصة الشباب وراء المساس بالمقدسات، من بينها الصحابة وأمهات المؤمنين.
ووفق تقدير الأستاذ حجيمي فإن المجلس الإسلامي الأعلى يكون قد شعر بالمخاطر التي تهدد المرجعية الدينية الوطنية، لذلك انضم إلى مبادرة الأزهر الذي أصدر منذ فترة بيانا مماثلا أثار حينها ردود أفعال كثيرة عبر العالم، ثم تلاه بعد ذلك بيان قائد الثورة الإسلامية الإيرانية، وأشاد المتحدث بهذا التقارب ما بين السنة والشيعة، وكذا بمساعي المجلس الإسلامي الأعلى الرامية إلى الحفاظ على المرجعية الدينية، وكذا لعدم الإساءة إلى الرموز والمقدسات الإسلامية.
ووفق ممثل نقابة الأئمة فإن اتساع استعمال الوسائط الاجتماعية وتفاقم تأثيرها على تفكير الأفراد، أضحى يتطلب مزيدا من اليقظة والحذر، وهو ما لمسه المجلس الإسلامي الأعلى الذي ارتأى التنبيه إلى ذلك بأسلوب حضاري.
 لطيفة/ب 

الرجوع إلى الأعلى