شن الكيان الصهيوني، ليلة الخميس إلى الجمعة، هجمات على العاصمة الإيرانية طهران، تسبب في ارتقاء عدد من القادة العسكريين البارزين، وعلماء نووين، فيما توعدت طهران برد كبير.
شن الكيان الصهيوني، ليلة الخميس إلى الجمعة، هجمات على العاصمة الإيرانية طهران، تسبب في ارتقاء عدد من القادة العسكريين البارزين، وعلماء نووين، فيما توعدت طهران برد كبير.
وقصف الكيان الصهيوني ليلة الخميس إلى الجمعة، العاصمة الإيرانية طهران، وتحديدا بمنطقة الشهيد محلاتي شمال شرق البلاد، استهدف عددا من القادة البارزين في الحرس الثوري، بينهم القائد العام للحرس الثوري اللواء حسين سلامي، والفريق محمد باقري رئيس أركان الجيش الإيراني، إلى جانب سقوط مدنيين وعلماء نووين.
وأكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في منشور على صفحته الشخصية عبر شبكة التواصل الاجتماعي، أنه بمجرد وقوع الهجوم تولى فريق الحكومة إدارة الأحداث ومتابعتها، وتم عقد اجتماع خاص لمجلس الحكومة في هذا الصدد، كما توعد بزشكيان، الكيان الصهيوني بـ"الندم على أفعاله اليوم".
وقالت الخارجية الإيرانية في وقت لاحق، إن الرد على عدوان الكيان الصهيوني حق مشروع وفقا لميثاق الأمم المتحدة وجاء في البيان "إن هجمات الكيان الصهيوني على إيران تمثل انتهاكا للمادة الرابعة، الفقرة الثانية، من ميثاق الأمم المتحدة، وعدوانا سافرا على الجمهورية الإسلامية الإيرانية.. ولإيران حق قانوني وشرعي في الرد على هذا العدوان وفقا للمادة الحادية والخمسين من ميثاق الأمم المتحدة، ولن تتردد القوات المسلحة الإيرانية في الدفاع عن الشعب الإيراني بكل ما أوتيت من قوة وبالطريقة التي تحددها".
وتابعت الخارجية في البيان: إن جمهورية إيران الإسلامية، بصفتها عضوا مؤسسا في الأمم المتحدة، قد أكدت على مهمة مجلس الأمن التابع للمنظمة باتخاذ إجراء عاجل لمواجهة انتهاكات السلم والأمن الدوليين من خلال العدوان الصريح للكيان الصهيوني على إيران..كما تذكر وزارة الخارجية بواجبات الأمين العام للأمم المتحدة وفقا لميثاق الأمم المتحدة، وتدعوه إلى اتخاذ إجراء فوري في هذا الصدد".
وبالمقابل أعلنت الحكومة الإيرانية، اليوم الجمعة، عن بدء اتخاذ إجراءات دفاعية وسياسية وقانونية للرد على هجوم الكيان الصهيوني الأخير الذي استهدف أراضيها، حسبما أوردته وكالة الأنباء الإيرانية، ونقلت الوكالة بيانا صادرا عن الحكومة، جاء فيه أن هجوم الكيان الصهيوني على إيران، والذي وخلف عددا من الشهداء من بينهم مدنيين وقادة عسكريين وعلماء، يمثل انتهاكا صارخا لسيادة إيران، مشددة على أن الرد "سيكون قويا".
وأشار البيان إلى أن طهران لن تنتظر قرارات مجلس الأمن الدولي، إلا أنها دعته إلى "التحرك للحفاظ على مكانته في ظل انهيار النظام الدولي".
وعقب ذلك أعلنت إيران عن تعيين قيادات جديدة في مناصب عليا بالجيش، عقب استهداف عدد من القادة العسكريين البارزين، حيث تم تعيين القائد السابق للجيش عبد الرحيم موسوي، رئيسا جديدا لأركان القوات المسلحة الإيرانية، بدلا عن محمد حسين باقري، وكذا تعيين القائد السابق للقوات البرية للحرس الثوري الإيراني محمد باكبور، قائدا جديدا للحرس الثوري، بدلا عن حسين سلامي.
كما تم تعيين علي شدماني، قائدا جديدا لمقر خاتم الأنبياء المركزي، بدلا عن غلام علي رشيد.
وخلف العدوان الصهيوني على إيران موجة استنكار دولية شديدة، حيث أعربت الجزائر عن إدانتها للعدوان الإسرائيلي السافر على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، داعية مجلس الأمن الأممي إلى تحمل مسؤولياته في وضع حد لسياسات الاحتلال الإسرائيلي التي تقوض أمن واستقرار المنطقة، حسب ما أورده بيان لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية.
وجاء في البيان: "تعرب الجزائر عن إدانتها واستنكارها للعدوان الإسرائيلي السافر على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهو العدوان الذي ما كان ليكون لولا اللامحاسبة واللامعاقبة واللامساءلة التي يحظى بها المعتدي".
كما أدانت عدد من الدول والهيئات الهجمات التي تعرضت إليها طهران، مطالبة مجلس الأمن بالقيام بدوره ووضع حد للاعتداءات الصهيونية التي ستدخل المنطقة في دوامة صراع جديدة.
وأعربت المملكة العربية السعودية عن إدانتها واستنكارها الشديد للاعتداءات الإسرائيلية تجاه إيران، واعتبرت الهجوم يمس بسيادة وأمن طهران ويمثل انتهاكًا ومخالفةً صريحة للقوانين والأعراف الدولية، مؤكدة المسؤولية الكبيرة للمجتمع الدولي ومجلس الأمن لوقف العدوان بشكل فوري.
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بـ"شدة" العدوان الصهيوني، فيما وصفته جامعة الدول العربية بـ"الانتهاك الصارخ للقانون الدولي"، وطالبت بـ"تدخل حاسم وفوري" من قبل المجتمع الدولي لوقف عدوان الاحتلال الذي يهدد بإشعال المنطقة، فيما أدان البرلمان العربي بدوره هذا العدوان الذي يشكل "خطرا بالغا" و"تصعيدا خطيرا" و"انتهاكا صارخا للقانون الدولي"، أما منظمة التعاون الإسلامي، فقالت أنه يشكل "انتهاكا سافرا لسيادة إيران وأمنها".
كما أعربت قطر عن إدانتها الشديدة واستنكارها البالغ للهجوم الذي شنه الكيان الصهيوني واستهدف أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وقالت وكالة الأنباء القطرية "قنا"، إن دولة قطر تدين بـ"شدة" استهداف الكيان الصهيوني لإيران، مؤكدة أنه "انتهاك صارخ لسيادة إيران وأمنها، وخرق واضح لقواعد ومبادئ القانون الدولي".
بدورها أدانت منظمة التعاون الإسلامي، العبارات العدوان الصهيوني على إيران، واعتبرته "انتهاكا سافرا لسيادة إيران وأمنها".
وشددت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، في بيان لها، على أن عدوان الكيان الصهيوني "مخالفة صريحة للقوانين والأعراف الدولية وانتهاك سافر لسيادة إيران وأمنها"، مؤكدة أن "هذا التصعيد يشكل تهديدا خطيرا للسلم والأمن والاستقرار في المنطقة".
ودعت المنظمة المجتمع الدولي لاسيما مجلس الأمن الدولي، إلى تحمل مسؤولياته القانونية والسياسية إزاء هذا العدوان، والتحرك العاجل والحازم لوقفه.
وأدانت أيضا جامعة الدول العربية، اليوم الجمعة، هجوم الكيان الصهيوني على الأراضي الإيرانية، مؤكدة أن الأمر انتهاك صارخ للقانون الدولي.
وطالبت الأمانة العامة للجامعة العربية، في بيان لها، بـ"تدخل حاسم وفوري" من قبل المجتمع الدولي لوقف عدوان الكيان الصهيوني الذي يهدد بإشعال المنطقة، مشددة على ضرورة عدم ترك الأمور تخرج عن السيطرة.
وأعربت روسيا عن قلقها البالغ إزاء هذه التطورات، والتصعيد الحاد للتوترات بين الكيان الصهيوني وإيران، فيما وصف وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، الظرف الحالي "بالخطير"، مشددا على أن الاستقرار في الشرق الأوسط يعد "ضروريا" للأمن العالمي، أما رئيس الوزراء النيوزيلندي كريستوفر لوكسون، فقال أن الهجمات الصهيونية على إيران ا تعد "تطورا غير مرحب به على الإطلاق في الشرق الأوسط"، وأنه ينظر إلى المفاوضات النووية الأمريكية - الإيرانية التي كان من المقرر إجراؤها بعد غد الأحد في عمان على أنها "الطريق الأفضل للمضي قدما".
وبالمقابل أعلنت الإدارة الأمريكية، انحيازها لإسرائيل، وعلمها المسبق بالمخطط.
ويُنتظر أن يعقد مجلس الأمن الدولي مساء اليوم الجمعة، اجتماعا طارئا، وذلك على إثر العدوان الصهيوني على إيران، حسب ما أعلنت عنه غويانا التي تتولى رئاسة مجلس الأمن للشهر الجاري.
وكانت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة دعت في وقت سابق اليوم إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي.
وأكدت البعثة الدائمة لإيران لدى الأمم المتحدة - في رسالة إلى رئاسة مجلس الأمن للشهر الجاري - أن إيران لها الحق المشروع في الدفاع عن نفسها والرد على العدوان، وذلك بعد عدوان الكيان الصهيوني الذي طال أهدافا عسكرية ونووية ومدنية في إيران.