أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن 10 بالمئـــة من سكان غزة بين شهيد وجريح ومفقود منذ بداية العدوان الذي يشنه الاحتلال الصهيوني على القطاع في أكتوبر 2023، فيما يواجه جل سكان القطاع انعدام الأمن الغذائي مع تفشي المجاعة التي تتفاقم يومًا بعد يوم، في ظل غياب تدخل دولي فعّال لوقف حرب الإبادة الجماعية وكسر المجاعة.
وأوضح تقرير للمرصد الأورومتوسطي نشر أمس أن عدد الشهداء في القطاع تجاوز 70300 شهيد، ويشمل هذا الرقم المفقودين الذين لا يزالون تحت الأنقاض، ويُعتقد أنهم استشهدوا، مشيرًا إلى أن من بين الشهداء 20415 طفلًا و14667 امرأة، كما أحصى نفس المصدر 150 ألف جريح، عدد كبير منهم تعرضوا لبتر الأطراف أو لإعاقة دائمة، وأكثر من 10 آلاف طفل فقدوا ساقًا واحدة على الأقل، كما رصد نفس المصدر استشهاد 234 صحفيًا و117 من عناصر الدفاع المدني، مسجلا في نفس الوقت 4700 معتقل قسريًا.
ووفق تقديرات المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، فإن ما لا يقل عن 1200 طفل في غزة استشهدوا بسبب المجاعة ونقص الرعاية الصحية منذ بداية عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، كما تحدث عن وفاة المئات من كبار السن لأسباب تتعلق بحرب الإبادة والحصار دون أن يتم تسجيلهم في قوائم الضحايا.
وفي السياق ذاته، كشفت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن تسجيل 7 حالات وفاة جديدة بسبب المجاعة وسوء التغذية خلال 24 ساعة الأخيرة، ليرتفع بذلك عدد شهداء المجاعة إلى 154 شهيدًا، منهم 89 طفلً، وأكدت وزارة الصحة في بيان أمس أن كل المحاولات اليائسة لنفي حقيقة المجاعة تعريها أعداد المتقاطرين إلى أقسام الطوارئ، وأعداد الوفيات التي طالما حذرت من حدوثها، وجددت دعوتها إلى المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والطبية من أجل التدخل الفوري والعاجل لوقف العدوان، وتأمين الحماية للمدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية والطبية إلى القطاع.
وفي الإطار ذاته، أكدت وكالة الأونروا في تقرير حديث نشرته أمس حول الأوضاع الإنسانية في غزة أن الخبراء العالميين يؤكدون أن أسوأ سيناريو للمجاعة يحدث الآن في غزة، وقالت إن هذه المجاعة من صنع الإنسان، وأكدت أن الطريقة الوحيدة لوقف هذه الكارثة هي إغراق غزة بكميات هائلة من المساعدات.
وبخصوص المساعدات التي تصل إلى القطاع، أوضح أمس المكتب الإعلامي الحكومي أن عدد الشاحنات التي دخلت بلغ 109 شاحنات، تعرضت غالبيتها للنهب بعد أن أجبرها الاحتلال على المرور عبر طرقات ينتشر فيها اللصوص، وذلك من أجل تكريس متعمد للفوضى والتجويع، كما أكد نفس المصدر أنه تم إحصاء 6 عمليات إنزال جوي للمساعدات، منها 4 سقطت في مناطق خاضعة لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي أو في أحياء سبق أن أمر المواطنين بإخلائها، وذكر المكتب الإعلامي الحكومي أن القطاع بحاجة إلى 600 شاحنة مساعدات يوميًا لكسر المجاعة.
من جانب آخر، يتصاعد الحراك الشعبي العالمي المطالب بوقف حرب الإبادة الجماعية في غزة، وتشهد عدة دول غربية مسيرات شعبية منددة بالعدوان، وتطالب حكوماتها بوقف كل أشكال الدعم والتعاون مع الكيان الصهيوني، وشهدت أمس العاصمة البريطانية لندن احتجاجات أمام مقر الحكومة للمطالبة بإنهاء الدعم السياسي والعسكري للاحتلال الإسرائيلي والاعتراف بدولة فلسطين، وفي السياق ذاته، أعلنت عدة دول عزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وكانت فرنسا أعلنت منذ أيام أنها ستعترف بدولة فلسطين في سبتمبر القادم، كما أكدت كندا أنها تخطط قريبًا للاعتراف الرسمي بدولة فلسطين في إطار التزامها بحل الدولتين، وعرفت العلاقات بين كندا والكيان الصهيوني توترًا متصاعدًا منذ بداية العدوان على غزة، وتحدثت أمس مصادر إعلامية عن نية 14 دولة الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وفي الإطار نفسه، كانت المكسيك قد دعت في وقت سابق إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، كما أعلنت كل من إسبانيا والنرويج وأيرلندا اعترافها بدولة فلسطين العام الماضي، وفي نفس الوقت أدرجت هولندا منذ أيام الكيان الصهيوني ضمن الدول التي تشكل تهديدًا للبلاد، كما أعلنت منظمات حقوقية ملاحقة قادة وجنود الاحتلال في الدول الغربية قضائيًا بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة، وكانت الشرطة البلجيكية قد أوقفت منذ يومين جنديين صهيونيين لاستجوابهما بتهم ارتكاب جرائم حرب بعد شكوى تقدمت بها منظمة حقوقية.
نورالدين ع