ابتكره جامعيّان بتكنوبول قسنطينة: جهاز ذكي يكشف التسربات المائية عن بعد

ابتكر جامعيان بتكنوبول هضبة قسنطينة، جهازا ذكيا ينبه إلى وجود تسربات مائية عن بعد، ويحد من الاستعمال المفرط للمياه، حيث يطمحون لعرضه على شركة «سياكو»، خاصة مع انطلاق الحملة الوطنية للقضاء على التسربات.

وذكرت غراب سلافة، صاحبة المشروع بهضبة تكنوبول قسنطينة، والمهندسة في تخصص إلكترو تقني، أنها ابتكرت الجهاز رفقة زميلها بالمشروع عبد الرحمان بوسماط، موضحة أنه عبارة عن صمام مبرمج لمراقبة تدفق وتسرب المياه، كما يساعد على الاقتصاد في الاستهلاك وفق ما يحتاجه الفرد.
ويمكن لمستعمل الجهاز أن يتحكم فيه عن طريق آلة تحكم سواء يدويا أو عن بعد، على أن تكون الآلة مبرمجة وموصولة بتطبيق على الهاتف أو جهاز الحاسوب عبر شبكة موحدة، لمراقبة التسربات أو درجة استعمال المياه وحتى إن كان المستعمِل خارج الولاية أو الوطن.
ويعمل الجهاز حسب المتحدثة، على تنبيه صاحبه من خلال إرسال إشارة إلى الهاتف تُحذر بوجود تسربات مائية، وعند عدم الاستجابة يرن هاتف المعني، مضيفة أن استخدام التطبيق سهل جدا وفي متناول أي شخص، إذ تكفي مراقبة ضوء يظهر على شاشة الهاتف، حيث يكون لونه أخضر في الحالات العادية، ليتحول إلى البرتقالي في حالة وجود تسرب صغير، ثم إلى اللون الأحمر في التسرب الكبير، ويتم التنبيه بضرورة الإسراع في غلق الحنفية أو التدخل الفوري على مستوى مكان التسرب.
وأضافت المهندسة، أن فكرة المشروع راودتها عند حدوث تسربات مائية على مستوى أحد مرافق الجامعة، وتسببت المياه حينها في إتلاف وثائق مهمة تتمثل في دروس ومحاضرات خاصة بالطلبة، فقررت التفكير في حل والذي يتمثل في هذا الابتكار.
وتطمح المبتكرة رفقة زميلها، إلى استعمال هذا الجهاز من طرف شركة الجزائرية للمياه بقسنطينة «سياكو»، للحد من التسربات وسط الطرق والإدارات أو التي تحدث بمختلف المرافق دون التفطن لها. وبالنسبة للاستعمال المنزلي، يتم وضع الجهاز على مستوى قنوات دورة المياه أو في المطبخ، وبفضل خاصية الاستشعار، يغطي كل مساحة المطبخ أو الحمام للتنبيه إلى وجود تسرب أو تبذير، خاصة وأن الجهاز قابل للتعديل وتثبيته على استهلاك كمية محددة من المياه.
وأكدت غراب سلافة، أن الابتكار هو عبارة حاليا عن نموذج أولي جاهز للاستعمال، إلا أنها وزميلها يعملان على وضع الروتوشات الأخيرة على النموذج النهائي قبل الشروع في تسويقه، مضيفة أنها تطمح لأن تلتقي بوالي قسنطينة من أجل تعريفه بالابتكار، متمنية أن تتبنى المشروع مؤسسة «سياكو»، خاصة أنه يساهم في اقتصاد استعمال المياه، في ظل الجفاف الذي تعاني منه عدة مناطق عبر الوطن.
وأوضحت المتحدثة، أن كمية الأجهزة المصنعة تتوقف على حجم الطلب في السوق، فيما يمكن توسيع أفراد الفريق العامل والاستعانة بمتخرجين جامعيين في اختصاصات أخرى، في حال توفرت الإمكانيات مستقبلا.
وذكرت المهندسة، أن هذا الجهاز هو الأول من نوعه على المستوى الوطني، منبهة إلى أن أصحاب الشركات يقومون باستيراده من الخارج بالعملة الصعبة وبمبالغ مالية كبيرة، رغم أن النوعية تكون غالبا أقل جودة ونوعية، موضحة أن هضبة تكنوبول قسنطينة، ساعدتها في الترويج للابتكار من خلال تمكينها من المشاركة في عدد من الصالونات والمعارض، وفي أيام دراسية متعلقة بالمياه.
وأضافت المتحدثة أنها وزميلها يطمحان لتطوير الابتكار في القريب العاجل، وتحويله لجهاز يكشف تسربات كل المواد السائلة، على غرار البنزين والبترول وغيرها من المواد الثمينة والمهمة، وبالتالي تمكين الشركات من توفير مبالغ مالية كبيرة.
وجاء ابتكار الشابة سلافة وزميلها عبد الرحمان، ليتزامن مع مساعي الدولة في استرجاع المياه الضائعة، حيث انطلقت قبل يومين الحملة الوطنية التضامنية الكبرى لإصلاح التسربات المائية على مستوى ولاية قسنطينة بمشاركة فرق الجزائرية للمياه للولايات المجاورة، وسخرت شركة «سياكو» لتنفيذ هذه الحملة جميع الوسائل المادية والبشرية مع تعزيزها بمشاركة خاصة لعدة وحدات من مختلف ولايات الوطن بهدف إعطاء الدعم اللازم لإنجاحها.
حاتم/ ب