أكدت وزارة التجارة الداخلية وضبط السوق الوطنية، أمس، مواصلة الحملة الرقابية بوتيرة تصاعدية خلال موسم الصيف، مع توسيع نطاقها زمانيا ومكانيا طيلة هذه الفترة للحفاظ على الصحة العامة، داعية التجار للانخراط في المسعى لضمان صيف آمن خال من التسممات الغذائية.
وحثت وزارة التجارة الداخلية وضبط السوق الوطنية في بيان لها التجار للالتزام الصارم بشروط الصحة والسلامة الغذائية، كما دعت المواطنين لممارسة دورهم في الرقابة التشاركية، عبر التبليغ الفوري عن أي تجاوزات، دعما لمسار الشفافية وتعزيزا لثقافة "استهلاك آمن ومسؤول".
وأكدت ذات الهيئة الشروع في تشديد إجراءات الرقابة على الفضاءات التجارية المختلفة حفاظا على صحة المستهلكين منذ بدء موسم الصيف الحالي، من خلال الجهود المضاعفة التي تقوم بها مصالح الرقابة التجارية وقمع الغش، والخرجات الميدانية المكثفة عبر مختلف الولايات.
وأضاف البيان بأن حملات الرقابة على المساحات التجارية والمطاعم، تمتد إلى الفترات الليلية وعطلة نهاية الأسبوع، نظرا لما تشهده هذه الفضاءات من تزايد في النشاط التجاري، وارتفاع في الطلب على المواد الغذائية والمأكولات الجاهزة، بفعل الحركية التي تشهدها المناطق السياحية، سيما الولايات الساحلية، جراء توافد عدد كبير من السياح عليها لقضاء العطلة الصيفية.
وتهدف هذه التدخلات بحسب ذات المصادر، إلى تعزيز اليقظة الوقائية، والحد من المخاطر المرتبطة بعدم احترام شروط الصحة والسلامة، وذلك عبر تكثيف الرقابة على الأنشطة التي ترتبط مباشرة بصحة المستهلك، على غرار محلات بيع المرطبات والحلويات والمساحات التجارية الكبرى والمطاعم ونقاط البيع المباشر.
كما شملت مهام أعوان الرقابة وقمع الغش معاينة مدى التزام التجار بمعايير النظافة والصحة، ومراقبة ظروف العرض والتبريد والتخزين، فضلا عن التأكد من صلاحية المواد الغذائية المعروضة، ولقي هذا الحضور الميداني وفق بيان وزارة التجارة الداخلية، سيما خلال الفترات الليلية، تفاعلا إيجابيا من قبل المواطنين، باعتباره عنصرا داعما لتعزيز الانضباط التجاري، والحد من التجاوزات المحتملة.
ويقوم أعوان الرقابة على مستوى كافة مديريات التجارة بخرجات ميدانية يومية لمراقبة المحلات التجارية ومدى التزام أصحابها بشروط النظافة الصحية، وسلامة المواد الغذائية وشروط عرضها، وكذا مدى احترام سلسلة التبريد، كما يتم استدعاء التجار المخالفين قصد اتخاذ الإجراءات القانونية. وتزامنا مع تكثيف حملات الرقابة، تتواصل الحملات التحسيسية للوقاية من التسممات الغذائية التي تستهدف التجار والمستهلكين، إذ شمل العمل الميداني لأعوان وزارة التجارة، الشواطئ لتوعية العائلات والمصطافين بمخاطر اقتناء المأكولات التي تباع تحت أشعة الشمس.
وتعد المواد الغذائية واسعة الاستهلاك ضمن قائمة المنتجات التي تحرص المصالح المعنية على عرضها في ظروف ملائمة، مع ضرورة احترام سلسلة التبريد سيما فيما يخص مادة الحليب، في ظل الارتفاع المحسوس لدرجات الحرارة. وشكلت بدورها الفنادق التي تستقطب سياحا من داخل وخارج الوطن محطات هامة لأعوان الرقابة وقمع الغش، بهدف توعية القائمين على هذه المرافق بضرورة الالتزام بالتعليمات المتعلقة بحماية المستهلك من مخاطر التسممات الغذائية والغش التجاري.
وأطلقت وزارة التجارة الداخلية مع بدء فصل الصيف حملة تحسيسية ضد التسممات الغذائية تحت شعار "معا لصيف آمن دون تسممات غذائية"، شملت مختلف المتعاملين الاقتصاديين الناشطين في مجال خدمات المقاهي والحلويات والمرطبات، فضلا عن الوحدات الإنتاجية في مجال المواد الغذائية، من بينها المواد سريعة التلف، إلى جانب المياه المعدنية ومياه المنبع.
وطالت الحملة التحسيسية ضد التسممات الغذائية قاعات الحفلات والأفراح التي يتضاعف نشاطها في الصيف، من خلال التوجيهات التي يقدمها أعوان الرقابة للقائمين على هذه الفضاءات فيما يخص احترام شروط النظافة وسلسلة التبريد لضمان السلامة الغذائية أثناء التجمعات العائلية، سيما وأن النسبة الأهم من التسممات تحدث في الأعراس والمناسبات العائلية بسبب عدم التقيد بقواعد الصحة والنظافة التي تحمي صحة الأفراد وتقيهم من التسممات الغذائية والمضاعفات الصحية الناجمة عنها.
وتستعد من جهتها المنظمة الوطنية لحماية المستهلكين لإطلاق منصة "أشكي" لفائدة المستهلكين، التي يمكن الولوج إليها من قبل المتعاملين لمعالجة الشكاوى التي يرفعها المواطنون تحت إشراف المنظمة، التي تلقت لحد الآن نحو 18 ألف إخطار سيتم إدراجه في المنصة الجديدة، بحسب ما أكده "للنصر" ممثل المنظمة فادي تميم.
لطيفة بلحاج