منتدى الشباب بعنابة يعرض قصص نجاح لمشاريع ناشئة: حيداوي يشدد على إشراك الشباب في رسم السياسات التنموية

* واضح : اقتصاد المعرفة و المقاولاتية حجر الزاوية لبناء اقتصاد متنوع
أكد وزير الشباب المكلف بالمجلس الأعلى للشباب، مصطفى حيداوي، أمس السبت من عنابة، أن إشراك الشباب في رسم السياسات التنموية يعد «خيارا استراتيجيا» للدولة الجزائرية وينسجم مع رؤية رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون.
و قال مصطفى حيداوي في كلمته الافتتاحية لمنتدى الشباب بعنابة، تحت عنوان «الشّباب محرك التنمية وركيزة التغيير»، بدار الثقافة والفنون محمد بوضياف، أن «رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، رسخ رؤية جديدة تهتم بالشباب وقدراتهم، من خلال جعل الشباب محورا أساسيا في الديناميكية الوطنية، وبعد مرور سنوات من هذا النهج، بدأنا نقطف ثمار الكفاءات الشبانية، و العينة من منتدى الشباب بعنابة، بعرض أفكار ومشاريع إبداعية ومبتكرة، للانخراط في المسار الاقتصادي والتنموي الكبير التي تشهده الجزائر».
واعتبر المتحدث المنتدى حدثا شبابيا بامتياز تحضيرا و حضورا، هذا المشهد - حسبه- « كان غائبا في السنوات السابقة، فالشباب اليوم أمن بإرادة سلطته السياسية ومقدرات بلاده، ما يعزز التنمية وانخراطه في صناعة مسار مشرق للبلاد «.
وأفاد ذات المسؤول، بأن شباب اليوم أصبح يلبي النداء، من خلال المنتديات ومختلف الفعاليات، التي كانت في الماضي «تروج فيها لغة الخشب فهجرها»، مضيفا « الشباب الجزائري اليوم أصبح متفطنا للتحديات التي تواجهنا، فالكثير من قوى الشر تريد إغراقنا في الفوضى، وشباب اليوم أصبح متفطنا واعيا ومدركا لكل ما يحاك، منخرطا في الديناميكية التي تشهدها البلاد، فعقد العزم على أن يكون محققا لذاته وناصرا لوطنه».
من جهته، اعتبر وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، نور الدين واضح، في كلمة له بالمناسبة، أن اقتصاد المعرفة و المقاولاتية يمثلان «حجر الزاوية ضمن مشروع الدولة لبناء اقتصاد متنوع يقوده الشباب»، و أفاد بأن الجزائر عرفت منذ 2020 عديد الميكانيزمات لمرافقة الشباب وأصحاب المؤسسات الناشئة وخريجي الجامعات والمعاهد، منها المقاول الذاتي والقرض المصغر وغيرها من الصيغ، قائلا « أي شاب اليوم يريد فتح مؤسسة فله عدة خيارات، فالميكانزمات تحصيل حاصل، من واجب الدولة توفيرها ونحن من واجبنا السهر على تطبيقها، لكن التحدي الأول كيف نوصل المعلومة للشباب، لتكون الميكانيزمات متاحة وسهلة، وقابلة للتطبيق والتنفيذ حتى الكتروني.
و أضاف بأن الحرص على إبراز قصص النجاح، هي نقطة مهمة تلهم الآخرين للتعلم منها، ومن الأهم إعطاء الثقة للشباب، وتحويل مشاريعهم إلى مؤسسات اقتصادية ناجحة تساهم في الاقتصاد الوطني. ودعا واضح إلى اللامركزية في مرافقة الشباب وأصحاب المؤسسات الناشئة، والتكفل بهم محليا من خلال مختلف الهيئات والفروع المستحدثة لهذا الغرض.
و خلال المنتدى، أعلن الدكتور والأستاذ الجامعي بجامعة شيكاغو الأمريكية فؤاد بوسطوان، صاحب 50 براءة اختراع في الذكاء الاصطناعي الذي عرض قصة نجاحه رفقة أصحاب مشاريع ناشئة، عن صدور كتابه حول الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهو متوفر على منصة أمازون، يجري ترجمته للغة العربية و الفرنسية، وتوزيعه حصريا في الجزائر من قبل دار نشر.
وفي السياق، اعتبر الوزير حيداوي ، أن فؤاد بوسطوان، نموذج يحتدى به، «فهو نتاج وخريج المدرسة والجامعة الجزائرية، سطع نجمه في الخارج والآن هو يساهم في تطوير الذكاء الاصطناعي بالجزائر» .
كما جرت نقاشات حوارية تناولت عدداً من الموضوعات، المتصلة بتطوير المنشآت الشبابية و الرياضية، وتوسيع قاعدة المشاركة في الأنشطة والمبادرات، ودور الكيانات الشبابية في بناء الوعي الوطني، بالإضافة إلى الحديث عن فرص التدريب والتأهيل لسوق العمل، و تفعيل العمل التطوعي والمجتمعي.
و قد اطلع الوزيران على معرض المؤسسات المصغّرة والناشئة التي أسّسها شباب الولاية، و التى تم خلالها الاستماع لانشغالات الشباب وأصحاب المشاريع ، حيث تم بالمناسبة تقديم التوجيهات اللازمة لدعم نجاح، والاستماع إلى آرائهم ومقترحاتهم حول القضايا المختلفة التي تمس واقعهم وطموحاتهم.
كما أشرف الوزيران على افتتاح الطبعة السابعة من المبادرة، التي تُنظّمها جمعية النساء الجزائريات المقاولات رؤساء المؤسسات، و قد سمح اللقاء بتحديد محاور التعاون، منها المقاولاتية النسائية، كما تم توقيع اتفاقية إطار بين قطاع الشباب وجمعية النساء المقاولات الجزائريات، تهدف إلى تعزيز فرص المرأة الجزائرية للاندماج بشكل أكبر في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، خاصة في مجال المقاولاتية. حسين دريدح