ترأس رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، أمس الإثنين، اجتماع عمل خاص بالتحضيرات لمراسم افتتاح الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية 2025، حسب بيان لرئاسة الجمهورية.
وقد حضر هذا الاجتماع الوزير الأول بالنيابة، سيفي غريب، وعدد من أعضاء الحكومة، ومدير الديوان برئاسة الجمهورية، وممثلو الأسلاك الأمنية و الهيئات والمؤسسات والمتدخلين والشركاء الآخرين ذوي الصلة بتنظيم هذه التظاهرة الاقتصادية الهامة.
ويأتي هذا الاجتماع الذي أشرف عليه رئيس الجمهورية، قبل يومين فقط عن افتتاح الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية بقصر المعارض بالصنوبر البحري، المقرر بعد غد الخميس، وهو المعرض الذي تحتضنه الجزائر لأول مرة. كما يعكس اجتماع العمل هذا وقوف ومتابعة رئيس الجمهورية بنفسه لأدق تفاصيل التحضير لهذا المعرض الاقتصادي الهام الذي يعد الأكبر على مستوى القارة الإفريقية والذي سيشهد مشاركة العديد من المنظمات الدولية أيضا. ومن المنتظر حضور رؤساء دول و حكومات من القارة الإفريقية مراسم افتتاح هذه الطبعة الخميس القادم، وهي الدورة التي سخرت لها الجزائر كل الإمكانيات المادية و البشرية و اللوجيتسية والتنظيمية من أجل إنجاحها، حيث شرعت في التحضير لها منذ عدة شهور، وتعول عليها من أجل خلق فرصة مواتية وفضاء مناسب لكل المتعاملين والشركاء الاقتصاديين في القارة السمراء للتلاقي وتدارس مختلف الفرص الاستثمارية والاقتصادية المتاحة، وتطوير التجارة البينية بين الدول الإفريقية، والعمل على تحقيق التكامل والاندماج الاقتصادي الذي تنشده شعوب القارة.
و خلال اجتماع مجلس الوزراء المنعقد بتاريخ 20 أفريل الماضي، أمر رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بوضع كل التسهيلات للشركاء الأفارقة للمشاركة في هذا المعرض الذي يكتسي أهمية خاصة لتشجيع التبادل الإفريقي-الإفريقي، واتخاذ كل الإجراءات والتدابير لإنجاحه لفائدة الاقتصاد الوطني والإفريقي. كما أمر رئيس الجمهورية بتنسيق وتضافر الجهود لضمان النجاح الكامل للمعرض الإفريقي للتجارة البينية، بالنظر لخبرة الجزائر ودورها الريادي إفريقيا ودوليا».
وقد حظيت التحضيرات التي باشرتها الجزائر لإنجاح هذا الحدث أكثر من مرة بإشادة من قبل الشركاء المنظمين.
وفي هذا الصدد، عبر رئيس المجلس الاستشاري للمعرض التجاري الإفريقي البيني، الرئيس النيجيري الأسبق، أولوسيجون أوباسانجو، عن ثقته، خلال فعالية ترويجية نظمت بالجزائر العاصمة مطلع شهر جويلية الماضي، في نجاح هذا الحدث البارز، مؤكدا أن هذه التظاهرة «التي تحظى باهتمام و رعاية كبيرين من طرف السلطات الجزائرية وعلى رأسها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون»، ستكون خطوة جديدة في مسار «التحرر الاقتصادي» للقارة الافريقية.
ومعرض التجارة البينية الإفريقية هذا سيجعل من الجزائر «عاصمة اقتصادية» حقيقية للقارة الإفريقية على مدار أسبوع كامل، حيث من المنتظر حسب تصريح وزير التجارة الخارجية وترقية الصادرات كمال رزيق، التوقيع على هامش المعرض على اتفاقيات تجارية و تعاون وشراكة واستثمار بين المشاركين من مختلف البلدان الإفريقية بقيمة 44 مليار دولار، تعود فيها حصة الأسد للجزائر، حيث توجد الآن 28 اتفاقية جاهزة للتوقيع بين كبريات الشركات الجزائرية مع نظيراتها من دول القارة، وبالنسبة للجزائر فإن إقامة هذا المعرض التجاري الكبير فوق أرضها يعبر عن «الثقة الكبيرة» التي تحظى بها بين الدول الإفريقية، ولم يكن ذلك ممكنا لولا التطور والتوسع و التنوع الذي يعرفه الاقتصاد الوطني منذ سنوات والذي جعل منه يحتل المرتبة الثالثة حاليا في القارة.
كما يعبر أيضا عن «التزام الجزائر الراسخ والجدي» بالعمل على تحقيق التعاون والتكامل والاندماج الاقتصادي في القارة الإفريقية انطلاقا من التزامها الكامل والواسع بالدفاع عن حقوق شعوب القارة السمراء بكل أشكالها الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية والثقافية، وهي العقيدة التي سارت عليها الجزائر منذ الاستقلال وإلى اليوم.
كما سيعطي المعرض الإفريقي للتجارة البينية فرصة أكبر للشركات والمتعاملين الاقتصاديين الجزائريين للقاء نظرائهم الأفارقة وممثلي الهيئات والمؤسسات الاقتصادية والمالية الدولية، من أجل ربط علاقات وبناء شراكات على قاعدة رابح- رابح وتوسيع نشاطاتهم في كل الدول الإفريقية خاصة بعد التسهيلات والمزايا التي وضعتها الدولة في متناولهم لاقتحام المزيد من الأسواق الإفريقية في السنوات الأخيرة، على غرار فتح فروع لبنوك جزائرية في بعض الدول الإفريقية، و فتح خطوط بحرية تجارية لنقل السلع وتشجيع التصدير نحو هذه البلدان.
فالمعرض الإفريقي للتجارة البينية الذي سيفتتح بعد يومين ، سيجعل من الجزائر “بوابة” حقيقية للقارة الإفريقية على دول العالم، وفرصة واقعية للدول الإفريقية من أجل بناء تكتلات اقتصادية تستطيع من خلالها مجابهة التحولات والصراع الاقتصادي الحاد الذي يعرفه العالم في الوقت الراهن.
إلياس -ب
