قال وزير الطاقة والطاقات المتجددة مراد عجال، أمس، إن النجاح في طريق مستقبل طاقوي منخفض الكربون، يعد خيارا استراتيجيا أقره رئيس الجمهورية، ويتطلب العمل معا لإطلاق مشاريع هيكلية بهدف دعم إنشاء أسواق إقليمية للطاقة، من خلال بنى تحتية لطاقة الهيدروجين وشبكات ربط طاقوية عابرة للحدود في ظل ظروف اقتصادية مواتية، وعليه تعمل الجزائر على تطوير وتعزيز البنى التحتية للطاقة من أجل ترسيخ مكانتها كمورد تاريخي موثوق ومضمون، حيث تتواصل حاليا المحادثات وفق الوزير، لتعزيز تبادل الكهرباء بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط ومشروع لنقل الهيدروجين.
وأوضح وزير الطاقة والطاقات المتجددة مراد عجال في كلمته التي ألقاها أمس في افتتاح معرض «ناباك» بوهران، أن المشهد العالمي للطاقة يعرف تطورا سريعا يتسم بالعديد من التحديات المتعلقة بأمن إمدادات الطاقة، وملف المناخ، وتوفير التمويل، واستخدام الحلول التكنولوجية الجديدة والابتكار، وجذب الاستثمار في تكنولوجيات الكربون المنخفض، و هي الفرص التي يتعين اغتنامها، وفق تأكيد المتحدث، لا سيما من خلال تعزيز المبادلات الطاقوية بين دول الجنوب وبين الضفة الشمالية والجنوبية، وتنفيذ مشاريع شراكة متوازنة ومربحة.
وأوضح أن تطوير الطاقات الجديدة والمتجددة وكفاءة استخدام الطاقة، يعد من المجالات ذات الأولوية في الاستراتيجية الوطنية للطاقة، ويتجلى ذلك من خلال الهيكلة الجديدة التي عرفها القطاع والتي ستمكن الوزارة من تركيز جهودها على تسريع تحقيق الأهداف الوطنية المتعلقة بتنويع الموارد الهامة، مع ضرورة تحقيق مزيج متوازن للطاقة يوظف جميع مصادر الطاقة المتاحة، لا سيما من خلال زيادة حصة الطاقات الجديدة والمتجددة وتحفيز الاستثمار وجذب رأس المال الخاص نحو التقنيات منخفضة الكربون.ويجري العمل حاليا، سب تأكيد الوزير، على مشاريع ومقترحات جديدة تركز على تشجيع الشراكات مع القطاع الخاص وتشجيع الاستثمار، وتطوير وتعزيز التعاون على المستويين القاري والإقليمي في مجالات التزود بالطاقة والطاقات المتجددة والهيدروجين ومشتقاته، مشيرا أنه يتعين على وزارته العمل على تطوير أسواق مستدامة ومربحة من خلال وضع أطر مالية وتنظيمية مناسبة تراعي المتطلبات الوطنية، وإقامة شراكات استراتيجية للتحكم في سلسلة قيمة الهيدروجين بأكملها، وتعزيز التكامل الوطني.مضيفا أنه في إطار تنفيذ برنامج تطوير الطاقات المتجددة الذي أقره رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، تم إطلاق مشاريع 3200 ميغاواط، ستمكن من تنفيذ هذا البرنامج إضافة إلى توفير الغاز و تحقيق تنمية صناعية على امتداد سلسلة القيمة، وبدء تطوير الهيدروجين الأخضر، وتصدير الكهرباء المنتجة من مصادر متجددة مع تقليل بصمة الكربون.كما أكد أن قطاع الطاقة من خلال شركة سونلغاز، يهدف إلى الحفاظ على مكانته الرائدة في مجال إنتاج الكهرباء، وقد استثمر بشكل كبير في تنفيذ مشاريع تطوير واسعة لاسيما تعزيز الربط بين مناطق «شمال جنوب» لضمان أمن الإمداد بالطاقة وتخفيض التكاليف، وتحسين استقرار ومرونة الشبكة فيما يتعلق بالهيدروجين ومشتقاته، مبرزا أن قطاعه سيعمل على تطوير الهيدروجين و تسهيل ودعم مشاريع صناعية رائدة، مما سيوفر فرصا هامة للنمو الاقتصادي والصناعي المستدامين وذلك في إطار تنفيذ خارطة الطريق الوطنية لتطوير الهيدروجين التي سيتم تنفيذها بالتعاون مع جميع الأطراف المعنية.
بن ودان خيرة
