ثمنت رئيسة لجنة تطوير رياضة كرة الماء، نادية بن عبدون، المستوى العام للبطولة الوطنية لذات الرياضة، التي جرت قبل أيام بمدينة قسنطينة، مؤكدة في حوار مع النصر، أن الرهان كان كبيرا لإنجاح هذه الطبعة، رغم الصعوبات والمطبات التي اعترضت التنظيم، واصفة هذه النسخة بالاستثنائية وغير المسبوقة، كونها شهدت منافسات أربعة أصناف كاملة منها فئة «الأكابر»، التي أعيدت بعث بطولتها بعد توقف عقد كامل.
وقالت أيضا بن عبدون التي تشغل عضوية المكتب الفيدرالي للاتحادية الجزائرية للألعاب المائية، إن مشاركة مختلف الفئات يعكس العمل القاعدي المنجز على مستوى النوادي ويؤكّد أن مستقبل كرة الماء الجزائرية واعد، كما لم تنس التطرق لنتائج نادي سباحي قسنطينة، الفريق الذي رافقت زوجها المرحوم نبيل روابح في تأسيسه عام 2004، وتعتبره مفخرة ومثالا، وجب الاقتداء به والسير على نهجه على أمل استعادة مستوى هذه الرياضة، التي تلهم الكثيرين من شباب الجزائر.
*بداية، كيف تقيمين مستوى الحدث الأبرز ضمن نشاطات اتحادية الألعاب المائية، ونعني به البطولة الوطنية لكرة الماء التي احتضنتها مدينة قسنطينة قبل أيام؟
نحمد الله ونشكره على توفيقه في مهمة تنظيم هذه النسخة من البطولة الوطنية، التي عرفت مستوى تنافسيا كبيرا، وكانت فريدة من نوعها ومتكاملة، كونها ضمت منافسات 4 أصناف سنية (فئات أقل من 13 سنة وأقل من 16 سنة وأقل من 20 سنة والأكابر)، وهي سابقة في تاريخ نشاطات الاتحاد، ونتمنى مستقبلا أن نواصل على هذا المنوال ونتمكن من تطوير هذه الشعبة من الرياضات المائية، وبلوغ الأهداف المسطرة من قبل مكتب الهيئة الفيدرالية، التي تجتهد لتنفيذ برنامج مرتكز على عدة محاور، أهمها تشجيع العمل القاعدي والتكوين وتعزيز التنافسية بين الأندية وبناء نواة نخبة وطنية واعدة.
وُفقنا في بعث منافسات الأكابر بعد انقطاع عقد كامل
*كانت سابقة، ربما كونها شهدت تنظيم بطولة لأربعة أصناف عمرية، ولأنها أيضا شهدت عودة منافسات صنف الأكابر، أليس كذلك؟
بالتأكيد، لقد كانت فرحتنا كبيرة، لأننا نجحنا في رهان تنظيم البطولة الوطنية، التي كانت مميزة هذا العام، بمشاركة تسعة فرق يمثلون 5 ولايات، حيث تجاوز عدد الرياضيين المسجلين في هذه التظاهرة 350 رياضيا، وهو رقم مشجع، غير أن السعادة الكبرى هي إعادة بعث بطولة صنف الأكابر بعد توقف لقرابة عقد من الزمن، حتى وان كان التنافس قد اقتصر على 3 فرق في هذا الصنف، غير أننا نعتبر هذا بمثابة بداية على أمل تطوير المنافسة الموسم المقبل، خاصة وأننا سطرنا برنامجا طموحا، غذته نتائج عمل السنوات الماضية.
*فيما يكمن هذا البرنامج؟
تنظيم النسخة الأخيرة من منافسات البطولة الوطنية لكرة الماء، التي سيطر عليها نادي سباحي قسنطينة بحصده اللقب في الأصناف الأربعة، حتى وإن حقق نجاحا كبيرا، غير أن ثمة عراقيل ومطبات واجهتنا قبل موعد الطبعة، ومنها مشاكل إيواء الوفود والنقل، وكنا نمني النفس بمشاركة أكبر، لكن ومع هذا فحضور 9 نوادي، يجعلنا نتطلع للمزيد العام المقبل، وعلى هذا الأساس فقد سطرنا برنامجا أصفه من موقعي كمسؤولة لجنة تطوير رياضة كرة الماء بالطموح، وسيوسع دائرة المنافسة ويرفع عدد الفرق، وحتى أكون صريحة، فالأماني مرتكزة على تعديلات على نمط المنافسة وبلوغ حد كبير من الاحترافية، حيث ننوي التخلي على النمط الحالي للمنافسة، بإجراء تظاهرة في نهاية الموسم تحدد أبطالا في كل الأصناف، وتحويل النمط إلى بطولة بصيغة الذهاب والإياب، على شاكلة ما هو متبع في مختلف الرياضات الجماعية.
حلمي بعث بطولة نسوية في فئة الكبريات واجتهد لذلك
*الحديث معك كمسؤولة في الاتحادية ورئيسة لجنة كرة الماء، لا يمنع من التطرق إلى نادي سباحي قسنطينة، المسيطر على المنافسات، ما هو أول انطباع بخصوص النتائج المحققة؟
فريق نادي سباحي قسنطينة، الذي أتشرف بمنصب الرئيسة الشرفية الممنوح لشخصي، اعتبره مثالا للعمل القاعدي الجاد وعنوانا للنجاح، ليس لأنني كنت رفقة المرحوم زوجي نبيل روابح من مؤسسيه أو لأنني تقلدت منصب رئاسته، ولكن للنجاحات المسجلة، فالسيطرة على بطولات الأصناف الشبانية وإتباعها بلقب فئة الأكابر، يستحق التوقف عنده، وأعتقد أن ما ينجز من عمل على مستوى هذا النادي منذ عقدين من الزمن يستوجب الإشادة والثناء، وبخصوص جوهر السؤال المتعلق بالنتائج، فيمكن تلخيصها ببساطة في العمل والاجتهاد من قبل الرياضيين ومؤطريهم، بداية بالرئيس الحالي روابح محمد والمشرف العام ياسين بن قارة أو المدربين عبد الرحمان العيدوني ووليد مريني وبقية الطواقم والمرافقين.
سطرنا برنامجا طموحا وسنُغيّر نمط المسابقة
*بعيدا عن الاتحادية وعملك المركزي، ما هي مشاريع النادي المستقبلية؟
أكيد يبقى مواصلة العمل القاعدي والتكوين بما يخدم هذا الرياضة والمنتخب الوطني، ولا تنسوا أن نواة الفريق الوطني يشكلها رياضيو فريقنا وحتى الناخب ياسين بن قارة ينتمي لأسرة نادينا، البطولة الأخيرة شكلت له فرصة لاكتشاف الكثير من المواهب التي ضمتها الفرق التسعة المشاركة، وبالنسبة للمشاريع المستقبلية، فالبداية ستكون بعد حوالي شهرين، عندما يشارك الفريق البطولة العربية للأندية الأبطال كونه بطل الجزائر، إذ من المتوقع أن تنظم بالكويت بداية شهر سبتمبر، لذا سيكون الرياضيون ملزمين بفترة راحة قصيرة، قبل العودة للتدريبات الجادة، لأن الأمر يتعلق بتشريف الراية الوطنية.
نادي سباحي قسنطينة مفخرة ومثال في التكوين القاعدي
* كلمة أخيرة..
أشكر كل من ساهم في إنجاح الطبعة الأخيرة من البطولة، كما أتمنى أن نوفق في تنفيذ برنامجنا الطموح، للرقي بهذه الشعبة واستعادة أمجادها، ومنها شق خاص أحلم به وهو بعث بطولة نسوية، حيث شكلنا في نادي سباحي قسنطينة تشكيلة من الفتيات، لكن غياب المنافسين حرمنا من المنافسة، لذا أتمنى أن نتمكن مستقبلا من خلق بطولة وطنية نسوية، والكرة في مرمى النوادي من أجل المساهمة في هذا المشروع.
حاورها : كريم كريد