تتجه الأنظار مساء اليوم، إلى ملعب «ستروبيري أرينا» بالعاصمة السويدية ستوكهولم، حيث سيكون المنتخب الوطني على موعد مع مواجهة قوية أمام نظيره السويدي، في لقاء ودي لكنه بمثابة اختبار جدي، قبل المواعيد الرسمية المقبلة، سواء في تصفيات المونديال أو كأس إفريقيا 2025. ورغم أن السويد ستخوض هذه المواجهة منقوصة من خمسة من أبرز لاعبيها، إلا أن الحذر يبقى ضروريا، بل واجبا على المدرب فلاديمير بيتكوفيتش ولاعبيه، لأن الغيابات لا تعني بالضرورة تراجع قوة المنافس، بل على العكس تماما، قد تعني فتح الباب أمام لاعبين شبان متعطشين للبروز، وقد يكون ذلك أخطر من وجود النجوم المعتادين. وسيكون المنتخب السويدي محروما من خدمات خمسة أسماء بارزة، يتقدمهم ألكسندر إسحاق، مهاجم نادي نيوكاستل الإنجليزي، وأفضل هدافي السويد حاليا ب16 هدفا دوليا، وصاحب الموسم الاستثنائي في «البريميرليغ»، بعد أن حلّ وصيفا للنجم المصري محمد صلاح، ما رفع قيمته التسويقية إلى 100 مليون أورو، كما يغيب أيضا الهداف الخطير فيكتور جيوغوريس، نجم سبورتينغ لشبونة، الذي أنهى الموسم كأفضل هداف في أوروبا ب54 هدفا في مختلف المسابقات، ويمتلك 15 هدفا في 26 مباراة دولية، وهو مطلوب من أندية النخبة، على غرار مانشستر يونايتد ونابولي وبرشلونة، بقيمة سوقية تبلغ 70 مليون أورو. إلى جانب ذلك، سيفتقد السويد للجناح الطائر ديان كولوسيفسكي، نجم توتنهام وأحد أعمدة المنتخب، والذي كانت له تجربة ناجحة مع جوفنتوس الإيطالي، وصولا إلى نهائي الدوري الأوروبي، كما سيغيب زميله في «السبيرز» لوكاس بيرغفال، ولاعب كلوب بروج البلجيكي غوستاف نيلسون. ورغم هذه الغيابات الثقيلة، يبقى المنتخب السويدي منافسا عنيدا، يمتلك بدائل على قدر كبير من الجاهزية والموهبة، يأتي في مقدمتهم أنطوني إيلانغا جناح نوتنغهام فوريست، المرشح بقوة للانضمام إلى نيوكاستل، إلى جانب هوغو لارسون، متوسط ميدان إنتراخت فرانكفورت، الذي أثبت نفسه كصانع ألعاب متميز بقدرته على توزيع الكرات في العمق، كما تعززت الخيارات الهجومية للمدرب جون دال توماسون، بالأداء القوي لبنيامين نايغرن، الذي تألق بشكل لافت في ودية المجر، وكان وراء أحد هدفي اللقاء، إضافة إلى حضوره القوي أمام أيرلندا الشمالية، بينما يُنتظر الكثير من جوردان لارسون، هداف نادي كوبنهاغن الدانماركي ب11 هدفا الموسم الماضي، وألكسندر برناردسون، ورقة المدرب الرابحة في الشوط الثاني، والذي ينشط في صفوف هولشتاين كيل الألماني. من جهته، يعاني المنتخب الوطني بدوره من بعض الغيابات المؤثرة، حيث يتخلف عن هذا الموعد كل من توغاي وبلايلي، إلى جانب غياب المهاجم عمورة، بسبب الإصابة التي تعرض لها خلال مواجهة رواندا، والتي أثبتت الفحوصات عدم قدرته على تجاوزها، حيث ستجعل هذه الغيابات من مهمة بيتكوفيتش أكثر تعقيدا، خاصة أن اللقاء سيقام خارج الديار، وأمام منافس يريد استعادة هيبته الدولية بعد غيابه عن البطولات الكبرى مؤخرا.
وستكون المقابلة، رغم طابعها الودي، بمثابة اختبار حقيقي لتعداد المنتخب الوطني، وفرصة لقياس مدى تطور الأداء تحت قيادة المدرب بيتكوفيتش، كما أنها مناسبة لبعض الوجوه الشابة لكسب الثقة مع تجريب بعض الحلول التكتيكية، خاصة في ظل الغيابات، ولكن الأهم من كل ذلك، هو تفادي الوقوع في فخ الاستهانة بالمنافس، فرغم الغيابات البارزة، يبقى السويد منتخبا أوروبيا قويا، يملك لاعبين ينشطون في أكبر الأندية، ولا يترددون في استغلال أنصاف الفرص لقلب المعطيات.
سمير. ك