أفضت جلسة العمل التي عقدها سهرة أول أمس، المكتب المسير لنادي التلاغمة إلى اتخاذ قرار يقضي بالاستقالة الجماعية، مع تحديد نهاية الأسبوع القادم موعدا لعقد الجمعية العامة العادية، والتي ستكون محطة لتحديد مستقبل الفريق، خاصة من الناحية الإدارية.
هذا ما كشف عنه للنصر رئيس النادي بوضياف، والذي أوضح في معرض حديثه بأن قرار الانسحاب أملته الظروف الصعبة التي يعيش على وقعها الفريق، والتي وضعت مستقبله في مفترق الطرق، لأننا ـ كما قال ـ « لم نعد قادرين على تحمل مسؤولية تسيير فريق ينشط في الرابطة الثانية، بسبب الأزمة المالية الخانقة، وهذا الوضع لا يمكن أن نلقي بالمسؤولية فيه على عاتق أي طرف، لأن غياب ثقافة «السبونسور» أبقى إعانات السلطات العمومية غير كافية لتغطية مصاريف النادي بمختلف أصنافه، كما أن تراكمات عدة مواسم أدت إلى بلوغ مؤشر الديون العالقة أعلى المستويات، مما أدى إلى دق ناقوس الخطر، لأن الوضعية الراهنة من الصعب التعامل معها».
وأشار بوضياف في سياق متصل، إلى أن نجاح نادي التلاغمة في المحافظة على مقعده في الرابطة الثانية للموسم السادس تواليا لم يكن سهلا، بل أننا ـ على حد تصريحه ـ «عشنا تحت تأثير ضغط رهيب، خاصة منذ انطلاق مرحلة الإياب، بعد توالي التعادلات، خاصة منها داخل الديار، كما أن رزنامة فريقنا في العودة كانت في غاية الصعوبة، لكن ومع ذلك فإننا نجحنا في الخروج من العديد من المنعرجات الحاسمة بسلام، فكانت ثمرة ذلك ضمان البقاء قبل 3 جولات من نهاية الموسم، رغم الصعوبات الكثيرة التي اعترضت مشوارنا، سيما منها ما يتعلق بالشق المالي، ومستحقات اللاعبين». من هذا المنطلق، أوضح محدثنا بأن الأزمة التي يعيشها نادي التلاغمة انعكست بصورة مباشرة على نتائجه، لأننا ـ حسب قوله ـ «اعتدنا على لعب الأدوار الأولى، لكننا خرجنا عن المألوف خلال الموسم المنقضي، بفقدان الفريق لهيبته المعتادة في ملعب خبازة، حيث ضيعنا نقاطا كثيرة، وذلك بسبب محدودية التعداد، لكننا سطرنا هدفا يبقى في حدود ضمان البقاء في الوطني الثاني لموسم آخر، وقد كان ذلك بمثابة واحد من التحديات التي رفعناها، لأننا لم نكن نتوفر على الامكانيات المادية التي تسمح لنا بتغطية مصاريف موسم في الرابطة الثانية، ومع ذلك فإن الإصرار على إنقاذ الفريق من شبح السقوط، ساهم بشكل كبير في خلق جو استثنائي داخل المجموعة، ولو أن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها أن ارتفاع مؤشر الديون إلى عتبة 4,5 مليار سنتيم، يبقى السبب الرئيسي الذي دفع بنا إلى اتخاذ قرار رمي المنشفة، مع الإلقاء بالمسؤولية على عاتق أعضاء الجمعية العامة لتقرير مصير الفريق، وانسحابنا في منتصف جوان يبقى المغزى منه منح الوقت الكافي، لكل من يرغب في تولي رئاسة النادي لضبط الأمور وترتيب البيت مبكرا».
ص / فرطاس