رغم الخسارة القاسية التي مُني بها أمس، المنتخب الوطني أمام نظيره السويدي بنتيجة (4-3)، إلا أن المواجهة الودية التي احتضنتها مدينة ستوكهولم، حملت في طياتها العديد من الدروس والمكاسب، خاصة على مستوى الأداء الجماعي ورد الفعل القوي خلال الشوط الثاني، بعدما كان الخضر متأخرين برباعية كاملة.ودخل المنتخب الوطني اللقاء بتشكيلة شبه أساسية، غير أن البداية كانت كارثية على مستوى التمركز الدفاعي وسوء التغطية، وهو ما أدى إلى تلقي أربعة أهداف كاملة في أقل من ساعة لعب، ولكن بيتكوفيتش لم يتأخر في التدخل، حيث أجرى تغييرات موفقة مباشرة بعد الهدف الرابع، قلبت مجرى المباراة بالكامل، ومنحت الخضر نفسا جديدا في خطي الوسط والهجوم.
وكانت الاستفاقة سريعة وقوية، وتمكن المنتخب من تقليص الفارق بثلاثة أهداف متتالية، بفضل نبيل بن طالب الذي سجل هدفا وقدم تمريرة حاسمة، إضافة إلى البديل الآخر ياسين بن زية صاحب الهدف الثاني، فيما كان دخول بغداد بونجاح علامة فارقة، حيث أرهق دفاع السويد، وفتح المساحات أمام غويري، الذي تحصل على ركلة جزاء سجل منها بن طالب.
ورغم الفرص الثلاث الواضحة التي أهدرها بونجاح، إلا أن الأداء الجماعي تحسن بشكل ملحوظ، وظهر الانسجام بين الخطوط، خاصة في الربع ساعة الأخيرة، وهو ما يؤكد أن المدرب البوسني بدأ يتلمس ملامح التشكيلة الأساسية، وإن كانت لا تزال بحاجة للضبط.
وأنصفت الإحصائيات أيضًا المنتخب الوطني، حيث بلغت نسبة الاستحواذ في المرحلة الثانية 66 بالمئة، مع 230 تمريرة ناجحة و12 تسديدة، تسع منها بين الخشبات الثلاث، ما يعكس فعالية هجومية واضحة رغم البداية المتعثرة.
وتبقى نتيجة هذه الودية على قساوتها، محطة تحضيرية مهمة، قبل نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، التي لم تعد تفصلنا عنها سوى أشهر قليلة، خاصة أن المباراة أظهرت بأن الخضر يملكون بدلاء قادرين على صنع الفارق، وأن الروح القتالية لا تزال حاضرة، حتى أمام منافس قوي مثل السويد وعلى أرضه.
وخرج بيتكوفيتش بالكثير من الملاحظات، سواء على مستوى الخيارات أو النهج التكتيكي، وسيسعى دون شك لتصحيح الأخطاء قبل دخول المعترك القاري.
سمير. ك
