أعلنت الدوليتان الجزائريتان، نعيمة بوهني ولينا خليفي، اعتزالهما اللعب دوليا، لتطويان صفحة مشرقة من تاريخ كرة القدم النسوية الجزائرية، حيث جاء هذا القرار المؤثر مباشرة بعد الإقصاء المرير للمنتخب الوطني النسوي، من ربع نهائي كأس أمم إفريقيا 2024 أمام المنتخب الغاني، عقب تعادل سلبي وركلات ترجيح انتهت لصالح الغانيات ( 2-4(.
وشكلت نعيمة بوهني، البالغة من العمر 39 سنة، علامة فارقة في تشكيلة سيدات الخضر لأكثر من عقدين، حيث أعلنت نهاية مسيرتها الدولية، بعد مشوار استثنائي مليء بالعطاء والألقاب.
وبدأت ابنة مدينة وهران، مشوارها مع نادي انتصار وهران سنة 1998، قبل أن تتألق مع آفاق غليزان وتخوض تجارب احترافية ناجحة في لبنان والأردن وفرنسا، وخلال مسيرتها الحافلة، تُوّجت بوهني بتسعة ألقاب في الدوري الجزائري، وسبع كؤوس وطنية، إلى جانب مشاركتها في خمس نسخ من كأس الأمم الإفريقية (دون احتساب كان 2024 التي لم تشارك فيها للإصابة)، مُسجلة 36 هدفا في 61 مباراة دولية، ورغم حرمانها من المشاركة في النسخة الأخيرة بسبب إصابة في الركبة، إلا أن مكانتها بقيت راسخة، وقالت في رسالة وداعية مؤثرة:» أنا حزينة قليلا لمغادرة الملاعب، لكنها سنة الحياة، وأعتقد أنني قدمت كل ما بوسعي، من أجل بلدي طيلة هذه السنوات، وكنت أتمنى المشاركة في «كان» 2024، لكن القدر لم يسمح بذلك، وأعتبر نفسي محظوظة لمسيرتي الطويلة، ولكل الألقاب التي حققتها مع الأندية التي لعبت لها».
أما لينا خليفي، ذات 28 عاما، فقد قررت هي الأخرى إنهاء مشوارها مع المنتخب الوطني، بعد سبع سنوات من العطاء المتواصل.
والتحقت اللاعبة المتخرجة من مدرسة أولمبيك ليون الفرنسية، بالمنتخب سنة 2018، وسرعان ما فرضت نفسها كركيزة أساسية، بفضل موهبتها وروحها القتالية، وشاركت في نسختي 2018 و2024 من كأس أمم إفريقيا، وكانت ضمن التشكيلة الأساسية في اللقاء القوي أمام منتخب نيجيريا، حيث ساهمت في الأداء البطولي لسيدات الخضر.
وفي تدوينة عبر حساباتها الرسمية، عبرت خليفي عن اعتزازها بمشوارها قائلة:» فخورة بارتداء القميص الوطني طيلة سبع سنوات، وعشت لحظات رائعة مع زميلاتي، وإنهاء مسيرتي بمشاركة في كأس إفريقيا هو أمر أعتز به، رغم أنني كنت أطمح للذهاب أبعد في المنافسة. الدفاع عن ألوان بلدي تجربة لا تُنسى».
وفي لفتة تقديرية رمزية، كرمت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، اللاعبتين بمنحهما قميصين للمنتخب الوطني موقعين من جميع أفراد المنتخب، عرفانا لما قدمتاه من تضحيات وجهود جسدت روح الوفاء والعطاء.
سمير. ك