يشرع المنتخب الوطني غدا الاثنين، في تربص مغلق استعدادا للجولتين المقبلتين من تصفيات كأس العالم 2026، المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، حيث سيعرف المعسكر حضور كل التعداد من أول يوم، استجابة لتعليمات الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش، المعروف بصرامته الكبيرة، وحرصه على انضباط المجموعة، وعدم قبوله لأي أعذار، خاصة وأن موعد المباراة الأولى يقترب بشدة، حيث يلتقي الخضر مع بوتسوانا يوم 4 سبتمبر المقبل بملعب حسين آيت حمد بتيزي وزو، قبل شد الرحال إلى الدار البيضاء لمواجهة غينيا في الثامن من الشهر ذاته، في لقاء قد يكون مفتاح التأهل المبكر إلى مونديال 2026.
ويدرك بيتكوفيتش أن الظرف حساس، لذلك جهز خططه وسيناريوهاته مبكرا، مُتسلحا بنتائجه الجيدة خارج الديار، منذ توليه العارضة الفنية، رغم أن آخر رحلة إلى المغرب لملاقاة بوركينا فاسو تحت إشراف الناخب السابق جمال بلماضي في تصفيات مونديال 2022 بقطر لم تكن بالجيدة، بعد أن اكتفى الخضر بالتعادل.
ويستعد مدرب الخضر كما جرت عليه العادة لاعتماد استراتيجية مزدوجة بإشراك مزيج من الأساسيين والاحتياطيين أمام بوتسوانا، تحسبا لإراحة بعض الركائز، ثم الاعتماد على التشكيلة الأساسية كاملة أمام غينيا، التي قد تحدد بشكل كبير مصير بطاقة التأهل المبكر.
سيناريو مثالي يضع الخضر في المونديال قبل جولتين من النهاية
يواصل المنتخب الوطني هذا الشهر حملة التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2026، وهو في موقع مريح على رأس المجموعة السابعة ب15 نقطة، مُتقدما بثلاث خطوات على موزمبيق (12 نقطة).
ومع تبقي أربع جولات فقط، يقترب الخضر من معانقة حلم العودة إلى كأس العالم بعد غياب دام 11 سنة، ورغم محاولته التخفيف من الضغوط في تصريحاته الأخيرة، حين شدد على أن مواجهتي سبتمبر ليستا حاسمتين، إلا أن الحسابات الرياضية تؤكد إمكانية حسم الأمور هذا الشهر، حيث يحتاج الخضر إلى علامة كاملة في هذا الموعد المزدوج، ما يرفع رصيدهم إلى 21 نقطة، ولكن ذلك وحده لا يكفي لحسم التأهل رسميا، إذ يتعين أيضا أن يتعثر موزمبيق بالخسارة أمام أوغندا، على أن يواصل هذا الأخير نزيف النقاط بتعادل أو خسارة أمام الصومال، وفي هذه الحالة فقط، يضمن المنتخب الوطني بطاقة العبور دون انتظار الجولتين الأخيرتين.
وحتى في حال وصول موزمبيق إلى النقطة 21، ومساواته للخضر، تبقى الأفضلية بوضوح في صالح الخضر، فحسب لوائح «الفيفا»، يتم الاحتكام أولا إلى المواجهات المباشرة بين المنتخبين، وقد حسمها أشبال بيتكوفيتش ذهابا وإيابا (2-1 في مابوتو و5-1 في تيزي وزو)، وهو ما يعني أن أي تعادل في عدد النقاط سيكون لصالح رفقاء رياض محرز.
ومما لا شك فيه هو أن إصرار بيتكوفيتش على التقليل من حدة المباراتين قد يُقرأ كمحاولة لإبعاد الضغط عن لاعبيه، خاصة وأن الحسابات تمنحهم أفضلية كبيرة، لكنه يدرك جيدا أن حصد 6 نقاط في سبتمبر سيختصر الطريق نحو الهدف، ويمنح الخضر تذكرة المونديال للمرة الخامسة في التاريخ.
غوارديولا يزُفّ خبر سارا للناخب الوطني
وإذا كان بيتكوفيتش يخطط على الورق لكيفية إدارة المباراتين، فقد جاءته أمس الأول هدية ثمينة من إنجلترا، فقد أعلن مدرب مانشستر سيتي بيب غوارديولا في ندوة صحفية أن الظهير الأيسر ريان آيت نوري تعافى من إصابته التي تعرض لها في الكاحل، خلال الجولة الثانية من «البريميرليغ» أمام توتنهام هوتسبير، وسيكون مُتاحا لمباراة فريقه أمام برايتون اليوم الأحد، في خبر أسعد المدرب الوطني، الذي كان يخشى غيابه عن مباراة بوتسوانا، فقد أكد بيتكوفيتش نفسه أن آيت نوري خضع للفحوص الطبية اللازمة، وتبيّن أن إصابته غير خطيرة، وهو ما سيضمن له العودة مباشرة إلى أجواء المنافسة قبل الالتحاق بالتربص.
أجواء حماسية قبل الموقعتين وتفاؤل حذر
وتوحي كل المؤشرات أن أجواء التربص ستكون حماسية، خصوصا مع اقتراب موعد المواجهات الحاسمة، واللاعبون يدركون جيدا أن كل فوز يُقربهم أكثر من حلم العودة إلى المونديال، صحيح أن بيتكوفيتش يحاول تخفيف الضغط عن عناصره بالتقليل من أهمية لقاءي سبتمبر، لكن الحقيقة أن الانتصار على بوتسوانا ثم غينيا سيضع الجزائر على أبواب المونديال دون انتظار الجولات الأخيرة، وعليه يدخل رفقاء الحارس ألكسيس قندوز هذه المرحلة الحاسمة بروح قتالية وعزيمة، واضعين نصب أعينهم هدفا واحدا، وهو إعادة المنتخب الوطني إلى الساحة العالمية، في مشهد اشتاقت إليه الجماهير منذ مونديال البرازيل 2014.
سمير. ك