اقترب المنتخب الوطني من معانقة حلم المونديال مجددا، بعد مُخلفات الجولة السابعة من التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، حيث بات بحاجة حسابيا إلى أربع نقاط فقط من أصل تسع ممكنة في المباريات الثلاث المتبقية لضمان التأهل، غير أن ثلاث نقاط قد تكفي عمليا، بالنظر إلى فارق الأهداف المريح الذي يتمتع به الخضر، مقارنة بمنافسيه المباشرين أوغندا وموزمبيق.
ويخوض أشبال المدرب فلاديمير بيتكوفيتش مواجهة حاسمة غدا الاثنين أمام منتخب غينيا بملعب محمد الخامس بالدار البيضاء المغربية، وهي المباراة التي قد تمنحهم بطاقة التأهل رسميا في حال فوزهم وتعثر أوغندا على ملعبها أمام الصومال، إلى جانب تعثر الموزمبيق في مباراته أمام بوتسوانا، ورغم أن هذه الفرضية تبدو معقدة حسابيا، إلا أن الانتصار على غينيا سيضع المنتخب الوطني بنسبة كبيرة جدا في المونديال المقبل، إذ سيجعل زملاء القائد رياض محرز في مأمن، بفضل فارق الأهداف الذي يبلغ ( + 12 ) مقابل ( + 3 ) لأوغندا و(- 5) لموزمبيق.
أوغندا تتحول إلى المنافس المباشر
وقلب انتصار أوغندا الكاسح على الموزمبيق (4-0) الموازين في المجموعة السابعة، حيث خطف أشبال بول بوت المركز الثاني بفارق الأهداف، وأصبحوا أكبر المهددين لصدارة الخضر.
ورفع المنتخب الأوغندي رصيده إلى 12 نقطة، ليتساوى مع الموزمبيق، ويتقدم عليها بفارق الأهداف، مستفيدا من المواجهات المباشرة، وبذلك باتت أوغندا المنافس الأخطر على الجزائر، خصوصا وأنها ستستقبل الصومال في الجولة المقبلة، قبل أن تتنقل إلى بوتسوانا، ثم تحل ضيفة على الخضر في الجولة الختامية.
ورغم هذا التنافس، تبقى كفة الخضر أرجح، لأن أوغندا مطالبة بالفوز في مبارياتها الثلاث المقبلة، بينها مواجهة مباشرة بالجزائر، إلى جانب ضرورة تجاوز فارق الأهداف الكبير (+ 12) الذي تتمتع به الجزائر، وهو سيناريو يبدو بعيدا عن أرض الواقع.
أما منتخب غينيا، فقد جدد آماله الضئيلة في بلوغ الملحق، بعد فوزه على الصومال بثلاثية نظيفة، لكنه لا يزال بعيدا عن التأهل المباشر، حيث جمع 10 نقاط فقط بفارق 8 نقاط عن الجزائر، وبذلك تقلصت حظوظه إلى 1 % تقريبا وفق الحسابات، غير أنه سيظل ينافس على المركز الثاني مع أوغندا والموزمبيق، ما يجعله منافسا شرسا للخضر في لقاء الاثنين.
نظام الفصل بالأهداف يخدم الجزائر ويُصعب مهمة المنافسين
حسابيا، إذا فاز المنتخب الوطني على غينيا، وحققت أوغندا انتصارا متوقعا على الصومال، فسيتأجل الحسم إلى الجولتين الأخيرتين، حيث يواجه الخضر الصومال في أكتوبر ثم يستقبلون أوغندا بالجزائر، بالمقابل يكفي المنتخب الوطني تحقيق ثلاث نقاط فقط من المباراتين المقبلتين، إذا تعثرت أوغندا أمام بوتسوانا، أو الموزمبيق في إحدى مواجهتيها أمام بوتسوانا وغينيا.
وتكشف لوائح الاتحاد الإفريقي لكرة القدم عن أن معيار الفصل الأول في حال التساوي بالنقاط هو فارق الأهداف، ثم عدد الأهداف المسجلة، ثم المواجهات المباشرة، وهو ما يصب في مصلحة الجزائر التي تتفوق بفارق مريح على جميع منافسيها، ما يجعل فرصتهم في تجاوز الخضر ضئيلة جدا.
بيتكوفيتش يخطط للحسم المبكر
ويأمل المدرب فلاديمير بيتكوفيتش في حسم بطاقة التأهل مبكرا، خلال هذا الشهر، حتى يُحول لقاءي أكتوبر أمام الصومال وأوغندا إلى محطة تحضيرية لنهائيات كأس أمم أفريقيا المقبلة، حيث يريد التقني البوسني استغلال هذا الامتياز، من أجل تجربة بعض الأسماء الجديدة، ومنح الفرصة لخيارات إضافية، قصد رفع شدة المنافسة داخل التشكيلة، والبحث عن حلول بديلة لبعض المناصب التي باتت تشكل له إزعاجا.
ورغم الغيابات المؤثرة، على غرار بن سبعيني وبونجاح بداعي العقوبة، يثق بيتكوفيتش في قدرات لاعبيه الذين أبانوا عن قوة كبيرة خارج الديار، حيث لم يخسر المنتخب الوطني معه في خمس مباريات رسمية بعيدا عن الأراضي الجزائرية، مُحققا أربع انتصارات وتعادلا واحدا.
وكان المنتخب الوطني قد واصل سلسلة نتائجه الإيجابية في التصفيات بفوزه على بوتسوانا (3-1) في الجولة السابعة، ليرفع رصيده إلى 18 نقطة في صدارة المجموعة السابعة، بفارق 6 نقاط كاملة عن أوغندا، وجاء فوز غينيا على الصومال وخسارة الموزمبيق الثقيلة أمام أوغندا ليعزز وضعية الخضر أكثر، حيث أصبحوا في أفضل موقع ممكن لحسم التأهل بعد غياب عن آخر نسختين من المونديال (روسيا 2018 وقطر 2022).
الجماهير تنتظر العودة للمونديال بعد 12 عاما
وتتطلع جماهير المنتخب الوطني بشغف إلى رؤية الخضر في العرس العالمي من جديد، بعد غياب دام 12 عاما، منذ المشاركة التاريخية في مونديال البرازيل 2014، ورغم الحذر من الحسابات المعقدة التي تفرضها القوانين، إلا أن المؤشرات الفنية والرياضية تؤكد أن رفقاء محرز يملكون مصيرهم بين أيديهم، وبإمكانهم إنهاء المهمة، بداية من لقاء غينيا، إذا ما واصلوا على نفس النسق.
ومما لا شك فيه هو أن الجزائر اليوم أقرب من أي وقت مضى إلى المونديال الخامس في تاريخها، فالمعادلة واضحة، الفوز على غينيا يُساوي وضع القدم الثانية في أمريكا، بينما أي تعثر سيؤجل الاحتفالات إلى أكتوبر، ومع ذلك تبقى كل الحسابات في صالح الخضر، بفضل فارق الأهداف الكبير، وميزة استضافة المباراة الختامية أمام المنافس المباشر أوغندا، وهو ما يجعل حلم الجماهير الجزائرية أقرب إلى التحقق.
سمير. ك