غينيا – الجزائر ( اليوم سا 17)
يخوض المنتخب الوطني عشية اليوم، بداية من الساعة الخامسة مساء، مواجهة نارية أمام منتخب غينيا بملعب الدار البيضاء، لحساب الجولة الثامنة من التصفيات الإفريقية المؤهلة لمونديال 2026، في لقاء سيكون بمثابة الامتحان الأصعب للخضر، وفرصة مواتية لوضع القدم الأولى في العرس العالمي، بما أن الفوز قد يكون كافيا لضمان التأهل المبكر، في حال تعثر المنافسين المباشرين أوغندا وموزمبيق، ورغم تصدر أشبال بيتكوفيتش المجموعة السابعة بـ18 نقطة، إلا أن الأنظار ستكون مشدودة إلى كيفية تعاملهم مع موقعة اليوم، خاصة وأن الغينيين كانوا الوحيدين الذين ألحقوا بالمنتخب الوطني هزيمة في هذه التصفيات، وهو ما يمنح للموعد طابعا ثأريا مضاعف الأهمية.
ويكتسي هذا الموعد أهمية قصوى، إذ قد تكون نقاطه الثلاث كافية لرفقاء عمورة لحسم بطاقة التأهل مبكرا، في حال تعثر المنافسين المباشرين أوغندا وموزمبيق، ويحتاج الخضر حسابيا لأربع نقاط فقط من أصل المباريات الثلاث المتبقية، غير أن الفوز اليوم قد يحسم المعادلة ضمنيا، بالنظر إلى الفارق المريح في الأهداف (+ 12)، مقارنة بأوغندا (+ 3) وموزمبيق (- 5).
ويولي الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش أهمية مضاعفة لهذه المواجهة، لاعتبارات عدة، أبرزها أن الخسارة الوحيدة للخضر في التصفيات كانت أمام نفس المنتخب الغيني (2-1) بالجزائر في أول ظهور رسمي له، ومنذ ذلك الإخفاق نجح المدرب البوسني في إعادة قطار الخضر إلى السكة، بتحقيق خمسة انتصارات متتالية آخرها أمام بوتسوانا (3-1) الخميس الماضي، غير أن الأداء لم يُرض الجماهير، التي تطالب بمزيد من الجرأة والاعتماد على العناصر الشابة مثل أنيس حاج موسى وإبراهيم مازة.
وسيكون بيتكوفيتش مضطرا لإجراء تغييرات على تشكيلته، بفعل غياب رامي بن سبعيني وبغداد بونجاح بداعي العقوبة، حيث سيعتمد في خط الدفاع على الثنائي عيسى ماندي ومحمد أمين توغاي، مع عودة جوان حجام لشغل الجهة اليسرى، فيما يحتفظ يوسف عطال بمكانته في الرواق الأيمن أما في الوسط، فيرتقب أن يشارك فارس شايبي أساسيا، إلى جانب نبيل بن طالب وهشام بوداوي، فيما يظل الهجوم مرهونا بفعالية بلايلي وعمورة، مع احتمال إشراك سعيد بن رحمة أو حاج موسى.
وفي الجهة المقابلة، يعيش المنتخب الغيني مرحلة انتقالية، منذ تعيين المدرب البرتغالي باولو دوارتي في 11 أوت الماضي، ولم يحظ دوارتي، العارف بكرة القدم الإفريقية، بالوقت الكافي لترك بصمته، غير أنه حاول منذ البداية فرض الانضباط، مؤكدا في أول خرجة إعلامية أن النجومية للمنتخب وليس للأفراد، غير أن هذا الطرح يكشف عن حساسية الأجواء داخل غرفة تغيير الملابس، حيث لا تزال بعض الاستدعاءات تثير الجدل بين المتابعين المحليين.
وشدد المدرب البرتغالي على استقلالية قراراته وقال في آخر تصريحاته: «لا أريد أن تُملى عليّ اختياراتي من الصحافة أو الرئيس»، وهو ما يعكس التوتر الذي يطبع محيط المنتخب، ورغم امتلاك الغينيين أسماء لامعة، على غرار سيرهو غيراسي مهاجم بوروسيا دورتموند، إلا أن الأداء الجماعي ظل متذبذبا، ففوزهم المفاجئ على الجزائر في 2023 (0-1) تلته سلسلة من النتائج المتذبذبة، قبل أن يحققوا فوزا معنويا بثلاثية نظيفة على الصومال في الجولة السابقة، أوصلهم للنقطة العاشرة، وأعاد آمالهم في المنافسة على المركز الثاني المؤهل للملحق.
ويعود الخضر إلى ملعب الدار البيضاء بذكريات خاصة، إذ سبق وأن واجه المنتخب هناك نظيره البوركينابي في تصفيات مونديال قطر 2022، واكتفى آنذاك بالتعادل (2-2) الذي كان أشبه بالخسارة، ويدرك بيتكوفيتش أن أي تعثر اليوم قد يُعقد الحسابات، وهو الذي يبحث عن رد الاعتبار أمام المنتخب الغيني الذي كبده هزيمته الرسمية الوحيدة.
وحذر المدرب لاعبيه من قوة الكرات الثابتة عند المنافس، بعدما سجل الغينيون ثلاثة أهداف كاملة من هذه الوضعية أمام الصومال، بالمقابل، يُعوّل على فعالية عمورة، نجم التصفيات حتى الآن بالأرقام، وعلى انسجام خط الوسط لاستثمار أي فرصة مبكرة تضع المنتخب في مأمن من المفاجآت.
وضمن ذات الجولة، يستضيف منتخب أوغندا ( سا 17 )، وصيف المجموعة بـ12 نقطة وفارق أهداف (+ 3)، منتخب الصومال، في لقاء يبدو سهلا على الورق، غير أن المدرب بول بوت يدرك صعوبة اللحاق بالخضر، بفارق ست نقاط و12 هدفا، خاصة وأنه سينهي التصفيات بمواجهة الخضر بالجزائر، أما موزمبيق، الذي تلقى خسارتين ثقيلتين أمام الجزائر وأوغندا، فسيحاول التدارك حين يستضيف بوتسوانا، بداية من الساعة الثانية ظهرا، ولن تكون مهمة موزمبيق سهلة أمام منافس أظهر شجاعة كبيرة أمام الخضر، ويريد بدوره البقاء في سباق الملحق وهو الذي يملك 9 نقاط.
جدير ذكره، أن المنتخب الوطني وصل أمس إلى الدار البيضاء عبر رحلة جوية مباشرة، بحضور رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم وليد صادي، الذي أراد الوقوف على آخر تحضيرات اللاعبين عن قرب، حيث توحي الأجواء داخل معسكر الخضر بتركيز كبير، في وقت يتطلع فيه الأنصار إلى رؤية نسخة أكثر إقناعا من تلك التي ظهرت أمام منتخب بوتسوانا.
سمير. ك