أقصى أمس، العداء أمين بوعناني من الدور الأول لسباق 110 أمتار حواجز رجال، بعد أن حلّ في المركز الثامن ضمن تصفيته الرابعة بتوقيت 13.75 ثانية، ليودع المنافسة مبكرا في بطولة العالم لألعاب القوى الجارية بطوكيو اليابان (13 – 21 سبتمبر 2025).
ورغم هذا الخروج المبكر لبوعناني، جاءت الأخبار السارة للجزائريين من سباق «الماراتون»، حيث خطف عبد الرزاق شراك الأنظار في أول ظهور عالمي له بألوان الجزائر.
وأنهى شراك، الوافد الجديد على صفوف المنتخب الوطني، «الماراتون» في المركز 18 بزمن قدره 2:13:06 ساعة، مُحققا أفضل توقيت له هذا الموسم وسط نخبة عالمية ضمت 87 عداء تأهلوا بشق الأنفس إلى هذا الحدث الكبير.
ووضعت هذه النتيجة العداء الجزائري في دائرة الاهتمام، باعتبارها إنجازا مميزا، في ظل الظروف المناخية القاسية التي أجبرت أغلب المرشحين على الانسحاب.
وأنهى زميله محمد بن يطو السباق في المرتبة 47، بتوقيت 2:20:51 ساعة، مُحققا هو الآخر أفضل أرقامه هذا الموسم.
شراك، الذي نال حق تمثيل الجزائر رسميا منذ مارس الماضي، أبان عن انضباط عال وحرص كبير على التحضير المثالي، إذ فضل التنقل إلى طوكيو، قبل وصول البعثة الجزائرية بثلاثة أيام وعلى نفقته الخاصة للتأقلم المبكر مع الأجواء وفارق التوقيت، كما تكفل بمصاريف السفر والإقامة في الأيام الأولى، رغم أنه لم يحظ سوى بتربص قصير لم يتجاوز 15 يوما ولم يرافقه مدربه الشخصي.
وتجدر الإشارة إلى أن شراك يحمل أرقاما قوية في مسيرته، منها 28:22 دقيقة في سباق 10 كيلومترات على الطريق، و1:01:43 ساعة في نصف «الماراتون»، إضافة إلى 2:07:20 ساعة في سباق «الماراتون»، وهو أفضل توقيت جزائري في هذا الاختصاص، متقدما على الرقم الوطني القديم لرشيد زيار (2:09:54 ساعة منذ 2002).
ومع ختام سباقات «الماراتون»، تتجه كل الأنظار إلى مضمار 800 متر رجال، حيث يترقب الجزائريون صبيحة اليوم في حدود الساعة (11:35) دخول الثلاثي جمال سجاتي وسليمان مولا ومحمد علي قواند غمار التصفيات، وتعلق الآمال بالخصوص على سجاتي، الذي يعتبر أبرز اسم جزائري في البطولة بفضل نتائجه المبهرة في السنوات الأخيرة.
سجاتي، المولود في 3 ماي 1999 بسوقر (ولاية تيارت) تحت إشراف المدرب عمار بنيدة، مصنف ثالث عالميا حاليا، وهو وصيف بطل العالم في يوجين 2022، وصاحب برونزية أولمبياد باريس 2024، فضلا عن ذهبية ألعاب البحر الأبيض المتوسط 2022 وذهبية الألعاب العربية 2023 مع المنتخب الوطني في سباق 4×400 متر، حيث يملك الرقم القياسي الجزائري في 800 متر (1:41:46 دقيقة سجله في موناكو جويلية 2024)، ونزل ثلاث مرات تحت 1:42 دقيقة، ما يجعله خامس أسرع عداء في تاريخ السباق عالميا.
وتبقى نتائج سجاتي في 2025 مبشرة للغاية، حيث حل ثالثا في ملتقى أوسلو النرويجي (1:43:06)، وثانيا في ملتقى ستوكهولم (1:42:27)، وثالثا في موناكو (1:42:20) أفضل توقيت له هذا الموسم، ورابعا في نهائي الدوري الماسي بزيوريخ (1:42:84)، حيث تجعله هذه الأرقام بين أبرز المرشحين للمنافسة على الميدالية الذهبية، خاصة أن السباق يعرف منافسة تاريخية بوجود 15 عداء تحت 1:44 دقيقة هذا العام.
في المقابل، يدخل سليمان مولا، المصنف عاشرا عالميا، المنافسة بطموح العبور إلى النهائي على أقل تقدير.
وفاز العداء البالغ 26 سنة من ذراع بن خدة بثلاث ملتقيات في الدوري الماسي، وتأهل مرتين لنهائي البطولة العالمية، ويحمل أفضل توقيت شخصي له (1:42:77 دقيقة) حققه هذا الموسم في ستوكهولم، ما يضعه ثالث أسرع جزائري في التاريخ، بعد سجاتي وتوفيق مخلوفي.
أما محمد علي قواند، الشاب الصاعد (23 سنة)، فيسعى لتقديم مشاركة مشرفة، وتأكيد مكانته بين أفضل عدائي المستقبل في الجزائر، ويملك قواند سجلا لافتا منذ الفئات الصغرى، منها فضية أولمبياد الشباب 2018، ورقم قياسي عالمي في سباق 600 متر لأقل من 20 سنة (1:14.79 دقيقة في 2021)، إضافة إلى أفضل توقيت شخصي له هذا العام في بريشيا الإيطالية (1:43:56 دقيقة) الذي يضعه خامس أسرع جزائري في تاريخ السباق.
ويُوصف سباق 800 متر في طوكيو 2025 بأنه أحد أصعب وأقوى الاختصاصات في السنوات الأخيرة، ويتصدر قائمته الكيني إيمانويل وانيوني (1:41:44 دقيقة)، يليه العائد الأمريكي دونوفان برازير (1:42:16 دقيقة)، ثم سجاتي ثالثا (1:42:20 دقيقة)، وحامل اللقب الكندي ماركو أروب (1:42:22 دقيقة)، إضافة إلى مفاجأة البطولة الأمريكي الشاب كوبر لوتكنهاوس (1:42:27 دقيقة)، حيث أن هذا الزخم من الأسماء سيجعل التتويج في طوكيو إنجازا تاريخيا لأي عداء.
وستكون كل الأنظار مشدودة إلى جمال سجاتي، الذي قد يعيد سيناريو يوجين وأولمبياد باريس 2024، أو ربما يحقق الحلم الأكبر بخطف الذهب في سباق 800 متر، ليحفظ ماء وجه المشاركة الجزائرية، ويصنع لحظة فخر جديدة في سجل ألعاب القوى الوطنية.
سمير. ك