حجز محمد الطاهر ياسر تريكي أمس، مقعدا في نهائي الوثب الثلاثي، ضمن بطولة العالم لألعاب القوى طوكيو 2025، بعد أن تصدر تصفيات المجموعة الأولى بوثبة قدرها 17.26 مترا من أول محاولة، ليضمن عبوره المبكر إلى الدور الختامي.
ويُتيح نظام التأهل، الذي يشترط تحقيق وثبة لا تقل عن 17.10 أمتار أو التواجد ضمن «التوب 12» في المجموعتين الصعود المباشر للنهائي، وهو ما حققه البطل الجزائري دون عناء.
ويعقد الجمهور الجزائري آمالا كبيرة على تريكي لمعانقة الذهب العالمي، وهو صاحب الرقم القياسي الجزائري في الوثب الثلاثي ب 17.43 مترا الذي حققه في طوكيو أيضا سنة 2021، وكان قد احتل المركز الخامس في أولمبياد طوكيو 2020 بالقفز لنفس المسافة تقريبا.
وعرفت التصفيات انسحاب البطل الأولمبي الإسباني، جوردن دياز فورتين، بعد إصابة مفاجئة، كما انسحب الفرنسي، ملفين رافين، (17.52)، قبل انطلاق المنافسة، في حين أقصي الصيني وو (17.68)، بعد تحقيقه 16.74 مترا فقط، والألماني ماكس هيس (17.43)، الذي فشل في تجاوز 16.08 أمتار.
ويطمح تريكي إلى كتابة التاريخ في نهائي الغد (19 سبتمبر)، خصوصا أنه أحرز هذا العام برونزية الدوري الماسي بزيوريخ بـ17.42 مترا، ثاني أفضل رقم في مسيرته، ويظل مرشحا بقوة للصعود على منصة التتويج، رغم صعوبة المهمة في وجود أبطال متميزين، على غرار البرتغالي، بيدرو بيتشاردو، صاحب فضية أولمبياد باريس 2024 بقفزة 17.84 مترا، والإيطالي، أندري دياز هيرنانديز، صاحب 17.64 مترا، فضلا عن الجمايكي، جوردن سكوت، الذي تخطى حاجز 17.10 أمس إلى جانب تريكي، بالإضافة إلى البوركينابي فابريس زانغو، الذي سبق أن تفوق على الجزائري في عدة تظاهرات.
ويُعتبر تريكي من أبرز الأسماء في ألعاب القوى الجزائرية، حيث يُصنف سادسا عالميا في الوثب الثلاثي، ويحمل أيضا ثاني أفضل رقم وطني في القفز الطويل بـ8.09 أمتار، وتوّج بالبطولة الأمريكية NCAA عام 2018، وذهبية الألعاب الإفريقية 2019، وذهبية ألعاب البحر الأبيض المتوسط 2022 بوهران، وذهبيتين في الألعاب العربية 2023، إضافة إلى تتويجه سبع مرات بلقب البطولة الوطنية.
سجاتي يُطارد المجد في طوكيو
وفي سباق 800 متر رجال، تتجه الأنظار اليوم إلى نصف النهائي الذي يعرف مشاركة الجزائريين جمال سجاتي وسليمان مولا، حيث يأمل الجزائريون أن ينجح سجاتي في اقتطاع بطاقة العبور للنهائي بأقل مجهود، على غرار ما فعله في الدور السابق، رغم أن الأمور ستكون أكثر صعوبة هذه المرة في مواجهة أبطال أكثر تميزا.
سجاتي وقع في التصفية الأولى، إلى جانب البريطاني القوي بين باتيسون، والبولندي ماسيياج فيديركا، والبوتسواني كيتوبوجيل هانغورا، والكندي البطل العالمي ماركو أروب، والأيرلندي مارك أنجليش، والجمايكي تيريس تايلور، والكيني نيكولاس كيبيني.
ويُعد هذا المزيج من الأسماء بمثابة اختبار حقيقي لسجاتي، خصوصا في ظل وجود أروب، حامل لقب العالم، وصاحب فضية أولمبياد باريس 2024، والمفاجأة البريطانية باتيسون، الذي يُعد أحد أسرع عدائي الموسم الحالي.
ويُصنف سجاتي ثالثا عالميا، وهو وصيف بطل العالم في يوجين 2022 وصاحب برونزية أولمبياد باريس 2024، إضافة إلى ذهبية ألعاب البحر الأبيض المتوسط 2022 وذهبية الألعاب العربية 2023 مع المنتخب الوطني في سباق 4 × 400 متر، كما يملك الرقم القياسي الجزائري في 800 متر بـ 1:41.46 سجله في موناكو جويلية 2024، ونزل ثلاث مرات تحت 1:42 دقيقة ليصبح خامس أسرع عداء في تاريخ السباق عالميًا.
نتائج سجاتي في 2025 جاءت مبشرة، إذ حل ثالثًا في ملتقى أوسلو النرويجي بـ1:43.06، وثانيا في ستوكهولم بـ1:42.27، وثالثا في موناكو بـ1:42.20، ورابعا في نهائي الدوري الماسي بزيوريخ بـ1:42.84، ما يجعله بين أبرز المرشحين للمنافسة على الذهبية في طوكيو في سباق تاريخي يضم عدة عدائين تحت 1:44 دقيقة هذا العام.
تفادى الكبار بعد تعديل المجموعات
طرأ تغيير طفيف على مجموعات نصف نهائي 800 متر، إذ قررت اللجنة المنظمة تحويل البطل الأولمبي الكيني إيمانويل وانيوني، إلى التصفية الثالثة مع مولا، وإدراج مواطنه نيكولاس كيبيني في التصفية الأولى رفقة سجاتي، وجاء هذا التغيير، بعد الجدل الذي أثير حول عدم منطقية جمع المصنفين الثلاثة الأوائل عالميا في سباق واحد.
وتُظهر هذه الخطوة أن اللجنة المنظمة قامت بتصحيح سهو أو خطأ بسيط، بعدما كان هدفها منذ البداية وضع كيبيني مع سجاتي وأروب التزاما باللوائح التي تمنع جمع الثلاثي المصنف أول عالميا في مجموعة واحدة.
مولا أمام تحد صعب لتكرار سيناريو يوجين
أما سليمان مولا، فسيخوض التصفية الثالثة، إلى جانب الإيطالي فرانسيسكو بيرينيسي، والأيرلندي سيان فيليبس، والإسباني دافيد باروسو، والكيني البطل الأولمبي إيمانويل وانيوني، والأمريكي بطل العالم السابق دونافان برازير، والبريطاني ماكس بورغن، والفرنسي غابريال توال، في مجموعة توصف بالصعبة جدا، حيث تضم أسماء تملك أرقاما مميزة وخبرة كبيرة، على غرار وانيوني وبرازير.
وتجعل هذه الوضعية مأمورية مولا صعبة، غير أنه يحدوه الطموح لتكرار سيناريو بطولة يوجين، عندما بلغ مع سجاتي النهائي، ويدرك أن كل جزئية مهمة في هذا الدور ستحدد مصيره في السباق على إحدى الميداليات العالمية.
وكما هو معلوم يتأهل أصحاب المرتبتين الأولى والثانية عن كل مجموعة، ويُرافقهم أفضل رقمين ضمن المجموعات الثلاث ليكتمل عدد المتأهلين إلى النهائي (8 عدائين).
وتعلق آمال الجزائر على تريكي في الوثب الثلاثي، وسجاتي في 800 متر، بينما يسعى مولا بدوره لتجاوز نصف النهائي وتعزيز فرصه في المنافسة على إحدى الميداليات، في بطولة عالمية تُعد من الأقوى في
التاريخ. سمير. ك