تحظى أطقم النزهة باهتمام تعكسه تلك الموديلات والألوان التي تنتشر بالأسواق وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، مطلقة العنان لمشاريع مصغرة شكلت فاصلا في حياة الكثيرين وساهمت في إنعاش حرف تقليدية كما زينت خرجات الأسر والأصدقاء، وتعتبرها سيدات من المشاريع الرائجة التي تحترفها الكثير من الشابات.
أضحت أطقم النزهة بتلك الوسائد المتشابهة والبساط المرسوم بمربعات الأبيض والأحمر أو حتى الوردي وألوان أخرى، إلى جانب سلة كبيرة مصنوعة من الخيزران أو من سعف النخيل على الطريقة الكلاسيكية، علامة أساسية لخرجات المتنزهين سواء كانوا أسرا أو أصدقاء، لتشكل جزءا لا يتجزء من برنامج يتم التحضير له مسبقا من خلال التركيز على جميع التفاصيل ليكتمل المشهد ويكون يوما يبقى في الذاكرة عبر صور تخلده ويتم تبادلها فيما بين الأصدقاء أو حتى نشرها على نطاق أوسع.
مشاريع تنتعش مع زهور الربيع
فبعد أن سيطرت لسنوات المنتوجات الصناعية البلاستيكية كالزرابي البلاستيكية والسلال، تقول أم تسنيم المختصة في صناعة هذا النوع من الأطقم أن الجزائريين أصبحوا يبحثون عن موديلات ترتبط أكثر مع الطبيعة بداية بالقماش وكذا السلال المصنوعة من مواد طبيعية، وهي الأشياء التي أكدت أنها تلقى إقبالا كبيرا خاصة من الشابات وربات البيوت بداية من فصل الربيع أين تنطلق الأسر لبرمجة خرجات ترفيهية لا تكتمل حسبها إلى بديكور بهيج تضفيه تلك القطع التي يجلس عليها وتحفظ الطعام.
ومع بداية فصل الربيع، كثيرة هي تلك الموديلات التي تصادفنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي لأطقم النزهة بألوان مختلفة وحتى خامات وقطع مختلفة، إلا أنها تتقاطع في كونها أصبحت جزءا مهما في الخرجات، تقول السيدة سارة أنها اقتنت واحدة العام الماضي باللونين الأحمر والأبيض، مع سلة لحفظ الطعام مصنوعة من الخيزران والتي تم تزيينها من نفس القماش الذي صنعت منه الوسائد واللحاف، وهو ما أضافت أنه يضفي بهجة في كل خرجة خاصة خلال فصل الربيع أين يقصدون الغابات والمناطق الجبلية.
جامعيات يقتحمن المجال
وتقول السيدة مونيا مختصة أخرى في صناعة موديلات أطقم النزهة وما شابه، أنها أصبحت من المشاريع الرائجة التي تحترفها الكثير من السيدات والشابات على حد سواء، ويبدعن فيها من خلال تصاميم مبتكرة ولمسات فنية خاصة تلك التي توضع على السلال، وعن الأسعار قالت أن لكل طقم سعره الخاص الذي تتحكم فيه الخامات التي تطلبها الزبونة، فنوعية القماش بحسبها تفرض السعر، كما أن عدد القطع قد يزيده أيضا، إلا أن أسعارها تبقى معقولة وتتراوح بين 1500 دينار مثلا لـ4 وسادات ولحاف للجلوس، بينما قد تصل إلى 2800 دينار عند استعمال قماش أفضل وهذا يختلف أيضا بحسب التي تقوم بالعمل.شبيلة خريجة الجامعة التي اتخذت من صناعة الأطقم مشروعا لها، تؤكد أن شغفها بالصناعات اليدوية جعلها تقتحم هذا المجال، وتبحث فيه بشكل أكبر من أجل ضمان تقديم منتج متميز وفريد من نوعه، كما تحرص على استخدام أجود أنواع القماش وتوفير سلال مزينة مع الطقم المتكامل، وهو ما يجعل من منتوجاتها دائما محل طلب واهتمام خاصة في هذه الفترة، وتضيف الشابة أنه وإلى جانب عملية البيع، تقوم بكراء هذه الأطقم أيضا خاصة للشابات من الجامعات أو صديقات في العمل اللائي يحرصن على أن تكون الخرجة متكاملة لا تكتمل حسبها إلى بمثل هذه التفاصيل الصغيرة.
مشاريع جديدة تنقذ صناعات قديمة
من جانب آخر، وبالإضافة لكون هذه الأغراض ساهمت في خلق مشاريع مصغرة للعديد من السيدات، فإنها شكلت في المقابل عودة قوية لبعض الصناعات التقليدية، خاصة صناعة سلال الخيزران التي انتعشت بفضل هذه الأطقم وكذا السلال المصنوعة من الدوم، بحسب ما أكده لنا بائع لها بمنطقة بودواو، بحيث قال أن الإقبال عليها أضحى كبيرا سواء من الخياطات اللواتي يدخلن عليها تعديلات وديكورات جميلة، أو لربات البيوت اللائي يشترينها بشكل مستمر، وهذا ما ساهم حسبه في انتعاش هذه الحرفة لمن يمارسونها بأعالي جبال ولاية تيزي وزو.أما بمدينة القليعة مهد صناعة الخيزران بالجزائر، كشفت لنا جولة بين بعض المحلات في قلب المدينة عن عودة الإقبال على اقتناء سلال النزهات التي كانت تنتشر بأحجام وأشكال وموديلات مختلفة تغري كل داخل للمحل، وهو ما يفسر اختلاف الأسعار أيضا، وأكد لنا أحد الحرفيين الباعة الذي كان يصنع السلال في نفس المحل أن هذه الفترة من السنة وإلى غاية فصل الصيف يلحظ انتعاشا كبيرا لتجارة السلال سواء من طرف زبائن فرديين أو أولئك الذين يقتنون مجموعة لتزيينها من أجل الأطقم، وهو ما ساهم حسبه في إعادة بعث هذه الحرفة بشكل أكبر. إ زياري