سجلت مصالح الاستعجالات الجراحية بمستشفى، ابن رشد الجامعي، بعنابة، خلال شهر رمضان، استقبال عشرات الحالات من ضحايا حوادث الدراجات النارية، منها إصابات بليغة ووفيات، أغلبها تصل في توقيت واحد قبيل وبعد الإفطار.
ووقفت النصر بمصالح الاستعجالات الجراحية على اكتظاظ وتوافد كبير للمصابين، لإجراء الكشوف والفحوص الطبية، ما خلف ضغطا على الطواقم الطبية، نظرا للعدد الكبير، كما عززت مصالح الشرطة تواجدها بمدخل الاستعجالات بين أعوان وضباط، للتصدي لأي انحرافات أو اعتداء على الطواقم الطبية، خاصة وأن أغلب الحالات التي تصل لشباب طائش يقومون بتصرفات غير مسؤولة، مع وجود شبهات تعاطي المخدرات أثناء السياقة، يمارسون ضغطا على الأطباء المناوبين للنظر في حالاتهم دون احترام الدور.
كما رصدت النصر وسط الازدحام، عدم ارتداء بعض الأطباء للباس الطبي والاكتفاء بتوجيه الأطباء المقيمين حفاظا على سلامتهم وخوفا من تعرضهم للاعتداء، من قبل المرضى المحولين القادمين مع مجموعات شباب يتعاملون بخشونة زائدة.
وحسب المصالح الطبية على مستوى الاستعجالات، فإنها تستقبل أزيد من 60 حالة دفعة واحدة في الليلة، أغلبها إصابات حوادث المرور التي تقع بالطرقات الوطنية بعنابة والولايات المجاورة، حيث تتصدر إصابات حوادث الدراجات النارية القائمة وتتعلق الإصابات بكسور في مختلف أنحاء الجسم وكدمات، كما تم تحويل حالات حرجة إلى قاعات العمليات والعناية المركزة.
وقال لنا أحد الضحايا، بأنه سقط رفقة صديقه من الدراجة أثناء محاولة شخصين آخرين كانا على متن دراجتهما النارية، اعتراض طريقهما وحاولا الاعتداء عليهما وبعد دقائق من المناورات، انحرفت بهما الدراجة النارية عن الطريق.
من جهتها تابعت مصالح الأمن الولائي بعنابة في الفترة الأخيرة، النشاط الكبير لأصحاب الدراجات النارية، ما استدعى تحرك مختلف الوحدات لمراقبتها، بعد تسببها في عدة حوادث مرورية لمخالفة الأنظمة واللوائح المعمول بها، بالإضافة إلى استخدامها الدرجات في عمليات الاعتداء على الأشخاص بالطرقات وكذا ترويج المخدرات والسرقة.
واستنادا لخلية الاتصال بأمن ولاية عنابة، فقد سجلت مصالح الشرطة، في إطار مراقبة سير حركة الدراجات النارية ومحاربة ظاهرة الأمن المروري خلال الفترة الممتدة من 1 مارس إلى غاية 23 مارس من السنة الجارية، مراقبة 1236 دراجة نارية، مع وضع 423 دراجة في المحشر، نتيجة لعدم احترام الأنظمة واللوائح المعمول بها .
وفي ذات السياق، تواصل مصالح أمن ولاية عنابة حملاتها التحسيسية الرامية إلى تذكير سواق الدراجات النارية بالشروط والضوابط العامة التي تنظم استغلال هذا الصنف من المركبات. وتشهد عنابة في السنوات الأخيرة، زيادة في عدد مستخدمي الدراجات النارية بشكل غير مسبوق، حيث ساعدت صيغة البيع بالتقسيط في شراء هذا النوع من وسائل النقل الفردي وزيادة عدد قاعات العرض، مع اختلاف الاستخدامات، فبعضها يوظف في المجال التجاري لتوصيل المنتجات مع تطور نشاط التجارة الالكترونية والبعض الآخر للنقل الشخصي وفئة واسعة تستخدمها في الأعمال المشبوهة وهو ما تكشفه أرقام الشرطة والدرك خلال عمليات التوقيفات، إضافة إلى عدم حيازة أصحابها على الوثائق .
ويقوم بعض أفراد العصابات، حسب مصادرنا، بالسطو والاعتداء على المواطنين والمحلات التجارية، باستخدام دراجات لتسهيل الفرار والاختباء.
واستنادا لمصدر أمني، فقد سُجل ارتفاع مقلق لاستخدام الدراجات النارية في عملية السطو والاعتداء، ما استدعى تكثيف مصالح الشرطة والدرك لدورياتهما ونصب الحواجز للتفتيش والمراقبة وتهدف حملة مصالح الشرطة، حسب مصادرنا، إلى حجز جميع الدرجات النارية التي يسير أصحابها دون وثائق وتحويلهم للفحص والتأكد من هوياتهم، لتوقيف المطلوبين لدى العدالة ومحل الشكاوى من قبل المواطنين.
واستنادا لمصالح الأمن، فإن القيام بالعمليات الشرطية يهدف للقضاء على العصابات التي تستخدم الدراجات النارية في عملية السرقة والاعتداء على المارة، سواء بوسط المدينة أو الأحياء الراقية والساحلية، قبل هروب أفرادها وسلك طرقات فرعية لا توجد بها تغطية بكاميرات المراقب.
وبحلول موسم الربيع، يزيد استخدام الدراجات النارية لاعتدال الطقس، كما يدخل القرار الولائي المتعلق بمنع سير الدراجات النارية عبر إقليم بلدية عنابة خلال الموسم الصيفي، حيز التطبيق، حيث ينص على منع سير الدراجات النارية ابتداء من الساعة الرابعة مساء إلى غاية السابعة صباحا، بوسط المدينة والمواقع السياحية، لتسببها في إزعاج المواطنين خاصة ليلا.
حسين دريدح
