تدخلت مصالح حفظ الصحة بولاية الطارف، أمس، لإتلاف حوالي 5 هكتارات من المحاصيل الزراعية في منطقتي "قرقور" و"عين اخيار"، بعد التأكد من سقيها بمياه ملوثة. وتم على إثر ذلك تحرير محاضر متابعة قضائية ضد 3 أشخاص، مع مصادرة المعدات المستعملة في عمليات السقي، في وقت تم فيه تفعيل شرطة المياه للقيام بدوريات فجائية عبر "النقاط السوداء"، بهدف ردع المخالفين وحماية الصحة العمومية، خاصة في هذا الفصل الذي يكثر فيه انتشار الأمراض والأوبئة المعدية.
وكشفت مصادر مسؤولة في تصريح لـ"النصر" عن تكثيف المصالح المعنية لحملاتها الميدانية، بالتنسيق مع الجهات الأمنية المختصة، عبر بلديات عدة، منها: شبيطة مختار، الشط، البسباس، زريزر، الذرعان وعصفور، لمحاربة ظاهرة سقي المحاصيل من مصادر مائية ملوثة، خاصة المجاري ومصبات الصرف الصحي التي تُعد بؤرا خطيرة لانتقال الأمراض المتنقلة عن طريق المياه.
وسجلت المصالح ذاتها لجوء عدد من الفلاحين لسقي محاصيلهم خفية، باستخدام مضخات ومد قنوات أرضية مغطاة بالتراب، ما يشكل تهديدًا حقيقيًا للصحة العمومية. وتم خلال عمليات التفتيش حجز مضخات ومعدات السقي غير الشرعي، إضافة إلى كميات كبيرة من الأنابيب البلاستيكية التي كانت مدفونة تحت الأرض لمسافات طويلة باتجاه الأراضي الزراعية.
كما تم الكشف عن تخريب شبكات الري الرسمية في محيط "بوناموسة"، نتيجة توقيف استفادة بعض الفلاحين من مياه السقي بسبب تراكم ديونهم لدى ديوان السقي، رغم التحفيزات والجدولة التي تم تقديمها لتسوية وضعياتهم. وذكرت المصادر أن بعض الفلاحين حولوا صنابير المياه إلى مسابح أو أحواض، ما دفع بالديوان إلى تقديم شكاوى أمام العدالة وتشكيل فرق متنقلة لرصد الأضرار والمخالفين.
وفي سياق متصل، سمحت الحملة التي شنّها الديوان الوطني للسقي وصرف المياه، رفقة مصالح الموارد المائية، بتحويل ملفات 20 فلاحًا إلى العدالة بسبب السقي غير الشرعي، إضافة إلى 50 ملفًا آخر لتحصيل ديون السقي التي فاقت 3 ملايير سنتيم.
من جهة أخرى، حذّرت مصالح الوقاية من خطورة استخدام مياه وادي ناموسة وسيبوس لسقي المحاصيل، بسبب تلوثهما بمياه الصرف والنفايات الصناعية وجثث الحيوانات النافقة، مؤكدة ضرورة تكثيف التحسيس والدوريات للحد من هذه الظاهرة.
نوري-ح