نظمت مصالح أمن ولاية قسنطينة، أمس، عمليات شرطية لوضع حد لظاهرة التجارة الفوضوية واحتلال الأرصفة التي تفشت مؤخرا في المقاطعة الإدارية علي منجلي، حيث حجزت ألبسة وأحذية ولوحات إشهارية ومستلزمات استعملت بغرض ربح مساحة إضافية ولمنع سائقي السيارات من الركن بمحاذاة المحلات التجارية.
العملية التي حضرتها النصر، بدأت من الوحدة الجوارية 6، وتحديدا بحي 400 مسكن، حيث تمت مداهمة محل للإطعام السريع مقابل مركز التكوين المهني، حيث كان يضع طاولة حديدية من الحجم الكبير تستغل في شوي اللحوم والدجاج، وسط الرصيف، ما يصعب من عبور المارة ويضطرهم للسير وسط الطريق.
صناديق بلاستيكية لمنع المواطنين من الركن!
وقام رجال الشرطة بحجز تلك الطاولة، و وضعها بشاحنة مؤسسة التسيير الحضري للمدينة الجديدة علي منجلي «إيغيفام»، حيث وفرتها المصالح البلدية من أجل نقل المحجوزات.
وتواصلت العملية في الوحدة المذكورة التي تقع وسط مدينة علي منجلي، لتصل عناصر الشرطة للمحلات الواقعة في الطريق المؤدي إلى المركز التجاري رتاج 1، حيث لفت انتباههما استغلال أصحاب المحلات لمساحات شاسعة وسط الطريق، من أجل منع سائقي السيارات من الركن بمحاذاتها.
وتوقف موكب الشرطة أمام تلك المحلات، وبدأ عمليات الحجز بداية من كشك متعدد الخدمات يضع طاولات حديدية يبيع عليها الجرائد، إضافة إلى محل لبيع المواد الغذائية العامة، والذي قام صاحبه بوضع صناديق بلاستيكية و أوان مملوءة بالمياه لحجز المساحة المحاذية له، إضافة إلى متجر لبيع الهواتف الذكية ثبّت لافتة اشهارية من الحجم الكبير على الرصيف.
وعلى بعد عشرات الأمتار، توقف الوفد الشرطي أمام محل لبيع الأحذية، حيث كان يضع علبا كرتونية وسط الطريق، كما علق بعض السلع على الرصيف، ليتم حجز كل تلك السلع، كما وقفت الشرطة على رمي بعض التجار لأكياس القمامة على الرصيف وبالطريق، بالقرب من تلك المحلات.
تجار «يجهلون» أن عرض السلع وسط الطرقات ممنوع!
تحولنا إلى الوحدة الجوارية 5 مع فريق شرطي آخر تدخل ضمن مجال اختصاصه، والبداية كانت بالطريق المؤدي من جامعة صالح بوبنيدر إلى منطقة النشاطات بعلي منجلي، حيث تم حجز لوحة إشهارية خاصة ببيع مواد الدهن والطلاء، وعلى بعد أمتار تم حجز طاولة حديدية من الحجم الكبير تستغل في تنشيف الزرابي، وضعت وسط الرصيف من طرف أصحاب محل غسل السيارات.
بعدها تم التوجه إلى محلات بيع الأواني والمستلزمات المنزلية، حيث كان صاحب أحدها يستغل مساحات شاسعة محاذية له، حيث طلبت منه الشرطة عرض رخصة لاستغلال الفضاء، ليؤكد أنه لا يعلم بهذا الإجراء، وقد تمت مطالبة التاجر بإعادة تلك المواد إلى داخل المحل، وهو نفس الإجراء المعمول بمطعم.
وتواصلت عمليات المراقبة التي مست المحلات الواقعة في الطريق المؤدي إلى منطقة النشاطات، ليتوقف الوفد بمحل لبيع المستلزمات و الأفرشة الصيفية، والذي كان صاحبه يستغل مساحة في بيع الكراسي والطاولات، حيث أكد أنه لا يحوز على ترخيص ولا يعلم بوجوب أن يتوفر عليه من أجل عرض تلك السلع خارج متجره، ليسارع إلى إدخالها.
كما استولي التاجر على مساحة مقابل محله، بوضع حواجز اسمنتية بها أعمدة حديدية تحول دون ركن المركبات، ليتم رفعها و وضعها بالشاحنة، مع بذل عمال مؤسسة «إيغيفام» ورجال الشرطة مجهودات مضاعفة من أجل حملها خاصة وأنها من الوزن الثقيل، وقد شمل الإجراء بعض أصحاب السكنات الفردية الذين كانوا يضعون حواجز أمام منازلهم.
ونحن في طريقنا إلى الجهة الغربية للوحدة الجوارية 5، وتحديدا قبل الوصول إلى مركز التكوين المهني، صادفنا مساحة معتبرة بها حفر وكأنها عبارة عن منشأة تم تهديمها، لنعلم من مسؤول بالشرطة، أن مصالحه تدخلت لتهديم القاعدة والأعمدة التي قام بانجازها مواطن لا يحوز على رخصة بناء وتم إعداد ملف ضده وتقديمه للعدالة.
وتوجه بعدها أفراد الشرطة، إلى محل لبيع الصوف الذي كان يضع جزءا صغيرا منه وسط الرصيف لتتم إعادته إلى داخل المحل، كما وضع كشك متعدد الخدمات بالونات ولعب أطفال وسط الرصيف ليبادر لإعادتها مباشرة بعد لفته الوفد الشرطي، وتم التوقف أمام حلاق وضع طاولة حديدية بها مناشف خارج متجره حيث تمت مصادرتها مباشرة.
كما توقفت عناصر الشرطة بمحاذاة محل لبيع الدراجات الهوائية، كان يستغل مساحة كبيرة في عملية البيع، ليؤكد أنه لا يعلم بأن القانون يمنع هذا الأمر.
ألبسة ودراجات تباع وسط الأرصفة
وعلى بعد أمتار قام صاحب محل لبيع الألبسة بعرض كميات كبيرة وسط الرصيف، ليتم حجزها كاملة من طرف رجال الشرطة، فيما انتشرت أكياس قمامة منزلية وسط طريق غير بعيد، وقد اتضح أن بعض التجار وضعوا الحاويات الحديدية خارج الأرصفة لربح بعض الأمتار.
توجهنا بعدها إلى الوحدة الجوارية 14، أين صادف الوفد صاحب محل لبيع المواد الحديدية والترصيص، يضع بعض المواد خارجا، حيث ذكر بأنه يمارس نشاطه منذ 15 يوما فقط ولا زال يجهل القوانين، لتتم مطالبته بإعادتها إلى الداخل، كما لاحظنا أن بائعي الخضر والفواكه يستغلون الأرصفة في عمليات البيع من خلال وضعهم لصناديق معبأة بالسلع، فيما كانت المساحات داخل محلاتهم شاغرة تماما.
وقد تمت مصادرة لوحة حديدية إشهارية لمحل للإطعام السريع كان يضعها صاحبها وسط الرصيف، إضافة إلى علب كرتونية وضعها التجار بمحاذاة محلاتهم لمنع السائقين من ركن السيارات وتم رفعها أيضا، كما تم حجز طاولات تستعمل في البيع الفوضوي في المساء.
وأكد الملازم أول للشرطة زلاقي فارس، وهو إطار في خلية الإعلام والاتصال والعلاقات العامة بأمن ولاية قسنطينة، أنه وفي إطار مساعي محاربة كل الظواهر السلبية، وخاصة ما يتعلق بظاهرة احتلال الأرصفة من قبل بعض التجار والباعة الفوضويين، تمت برمجت هذه العملية واسعة النطاق، بحيث ستستمر خلال الأيام القادمة، والغرض منها هو القضاء على الظاهرة وإتاحة حرية المرور للمواطنين وتحسيس التجار بضرورة الالتزام بالقوانين.
حاتم بن كحول