ما تزال الانزلاقات بحظيرة باردو في تزايد مستمر، وهو الأمر الذي بات يهدد المشروع، الذي خصص له قرابة 400 مليار سنتيم، فيما طالب الوالي مكتب الدراسات بتقديم ضمانات أكبر للدراسة المتعلقة بوقف الانزلاق، في حين تم إلغاء مشروع حظيرة السيارات لذات المشكلة و لتكلفتها المالية الباهظة.
وتدهورت وضعية الحظيرة من الجهة السفلية المحاذية لواد الرمال بشكل كبير بفعل الإنزلاقات العميقة في التربة والتشققات التي مست المكان، كما بدأ لون الغطاء النباتي الأخضر يميل إلى الاصفرار، حيث ذكر ممثل مكتب الدراسات الجزائري إيطالي، بأن الانزلاقات في تزايد مستمر وبلغ عمقها ما بين 18 و 20 مترا، كما حدد المساحات التي مستها بخمس هكتارات، ليقترح حلولا تقنية للمشكلة، تقدر تكلفتها المالية بسبعة ملايير سنتيم، وهو الأمر الذي تحفظ عليه الوالي.
وذكر الوالي أمس الأول الخميس، في تصريح لوسائل الإعلام على هامش زيارته للمشروع، بأن الدراسة المقدمة لم تقدم الضمانات الكافية لوقف الانزلاقات المسجلة، حيث سيتم اتخاذ إجراءات مستعجلة تهدف بحسبه للحد منها والقضاء على الخطر المحدق بالحظيرة والمدرسة البيداغوجية، من خلال وضع أنظمة لتصريف المياه وتغطية الأرضية، وغيرها من الإجراءات التقنية الأخرى، في انتظار تعميق الدراسة أكثر من طرف الهيئة المكلفة، مشيرا إلى أنه وفي حال عدم نجاعة هذه الإجراءات "فنحن مجبرون" على الذهاب إلى ما اقترحه مكتب الدراسات، مهما بلغت التكلفة المالية بعد تقديمه لجميع الضمانات الكافية.
وأضاف كمال عباس، بأن المساحات الخضراء منجزة والأشغال تجري حاليا بوتيرة متوسطة في مسرح الهواء الطلق بطاقة استعابية تقدر بألف مقعد، أما في ما يخص البوابة الرئيسية فقد تم إعادة النظر فيها لتكلفتها الباهظة ولغلافها المالي الذي يتجاوز القدرات المالية للمشروع، فضلا عن الاحتمال القوي لتأثرها بالانزلاقات، حيث أنها تحتوي كما قال على حظيرة للسيارات تحت الأرض ، وهو من شأنه أن يخلق اكتظاظا على مستوى البوابة، خاصة وأنها غير مخصصة فقط للزوار، في وقت توجد فيه العديد من الأماكن الأخرى بالمدينة بحسبه التي يمكن أن تجسد فوقها حظائر لركن السيارات.
وأكد الوالي بأن الوضعيات المالية للمؤسسات المنجزة سيتم تسويتها خلال الأيام المقبلة حتى يتسنى لها استكمال بقية الأشغال، مشيرا إلى أن الغلاف الأولي للمشروع يقدر بـ 400 مليار سنتيم ، لكنه سينخفض خاصة بعد إلغاء حصة البوابة العملاقة المخصص لها حوالي مليار دينار، مؤكدا بأن الحظيرة ستفتح أبواها بجميع المرافق خلال العام المقبل. وكانت السلطات الولائية، قد قررت خلال العام الماضي، استغلال أرضية قاعدة الحياة التي كانت مخصصة للشركة المنجزة للجسر العملاق بحي باردو، لإنجاز مسرح و حظيرة سيارات تتكون من طابقين تتسع لأزيد من ألف مركبة، حيث تم تكليف مديرية الأشغال العمومية بتهيئة الأرضية المحاذية لقاعدة الحياة، علما أن مشروع حظيرة باردو قد سجل في سنة 2013 ،حيث قدرت الآجال التعاقدية للمشروع بـ18 شهرا ليكون جاهزا قبيل انطلاق تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقــــافة العربية، غير أن العراقيل التقنية لاسيما الانزلاقات وكذا المشاكل المالية، أخرت استلام المشروع.
لقمان/ق
