التعـاقد مع مهندسيـن متخصصين و فرض دفاتر شروط صارمة لتنظيم عملية بناء المساجد
كشف مدير الشؤون الثقافية بوزارة الشؤون الدينية و الأوقاف، بومدين بوزيد، أمس الاثنين بقسنطينة، بأن الوصاية تعتزم تنظيم عملية بناء المساجد على مستوى الأحياء بالمدن، من قبل متطوعين و جمعيات مستقلة، وذلك من خلال فرض دفاتر شروط صارمة تحدد الطبيعة العمرانية و الهندسية و دراسة الجدوى بالنسبة للبناءات المراد
تشييدها مستقبلا.
و خلال إشرافه على افتتاح فعاليات ملتقى دولي  حول العمارة الإسلامية بكلية الهندسة بجامعة قسنطينة 3، بمشاركة باحثين و خبراء من دول عربية و أوروبية، أوضح  المسؤول بالوزارة، بأن هذه الإجراءات تأتي لضبط  النشاط العشوائي لبناء المساجد و التحكم في تسييرها بشكل أفضل، خصوصا وأننا نواجه كما قال: “فوضى حقيقية باتت تمس مختلف جوانب الحياة الاجتماعية سواء ما تعلق  بالفتاوي التي تروج لها القنوات التهريجية” على حد وصفه، أو في الهندام و إبراز الانتماء الديني و المذهبي، وكذا الفوضى في العمارة و البناء، وهو ما أثّر حسبه، على ثقافة المواطن و توازنه.
و أضاف المتحدث، بأن فوضى البناء و العمران أفرزت نماذج عشوائية لأزيد من 17ألف مسجد تحصيها الجزائر، لا تحتكم جميعها لمعاير الهندسة و العمران، و هو الوضع الذي لن يتكرر مستقبلا ـ كما قال ـ لأن بناء أي مسجد لن يتوقف فقط على الحصول على ترخيص من البلدية، بل سيتعين على الجهة الراغبة في بنائه سواء كانت جمعيات أحياء أو غير ذلك، الالتزام بتطبيق توجيهات دفتر شروط خاص. و أشار المسؤول في هذا الإطار، إلى أنه سيتم التعاقد مع مهندسين معماريين ومكاتب دراسات متخصصين في فن العمارة الإسلامية وذلك على مستوى مديريات الشؤون الدينية بالولايات لمراقبة عمليات بناء المساجد، و المؤسسات ذات الطابع الديني كالمعاهد و المدارس القرآنية، مع الحرص على احترامها للنسق المعماري الإسلامي المتجدد، الذي سيتم الفصل في خصائصه قريبا، بالتنسيق مع مختصين وباحثين في التاريخ و العمارة الإسلامية و علم الاجتماع و الهندسة. وقال المسؤول بأن هذا الإجراء يعد خطوة تمهيدية في طريق إقرار نموذج جزائري موحد في مختلف المجالات، يكون بمثابة بصمة وطنية، ستتجلى أيضا من خلال اللباس الخاص بمرشدي بعثات الحج و موظفي المساجد.
إلى ذلك، سيتم خلال الأسابيع القليلة القادمة، تزويد مختلف الجامعات و المكتبات في قسنطينة بالكتب التي تم طبعها في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، و تنصب في مجملها في مجالات العمارة الإسلامية و الفقه و الشريعة و الإعلام و الشخصيات.
نور الهدى طابي 

الرجوع إلى الأعلى