على الـنـقـابـات الحـذر من محـاولات الامبــريـاليـة تفكـيك الدول
نفى  ممثل المكتب الدولي للعمل مدير مكتب الجزائر السيد علي دياهي أمس، علمه بأي تغيير في موعد وصول وفد مهمة الإتصال المباشر وهي المهمة المستقلة عن المكتب الدولي للعمل، ومن المرتقب أن تتواجد بالجزائر بعد غد الإثنين، مبرزا أن هذا الوفد يتكون من خبراء مستقلين يستجيبون للطلبات المتعلقة بمدى تطبيق المعايير الدولية للممارسة النقابية.
وأوضح ممثل المكتب الدولي للعمل السيد علي دياهي أمس أثناء كلمته التي ألقاها أمام المشاركين في الإحتفالات الرسمية المزدوجة لتأسيس الإتحاد العام للعمال الجزائريين وتأميم المحروقات، أن هذه الإحتفالات تذكر بنضال العمال والنقابيين للدفاع عن الجزائر مما جعل تاريخ الإيجيتيا يرتبط بتاريخ البلاد، مضيفا أن ترقية العمل والمؤسسة، ضمان الحقوق للعمال، تعميم التأمين الإجتماعي للعمال و تشجيع الحوار الإجتماعي هي الركائز الأربع لأجندة المنظمة الدولية للعمل التي لا تفرق بين الرجل والمرأة في شروط التنمية الإقتصادية، وأوضح أن المكتب الدولي للعمل سعى خلال السنة الماضية لتحديد وضبط قائمة الإختصاصات المقاولاتية التي يمكن للمرأة إقتحامها.
مشيرا أن مشاركة المرأة في العمل في الجزائر تطورت خلال الثلاثين سنة الماضية، حيث لم تكن تتعدى 5,2 بالمائة من الفئة النشيطة مع نهاية السبعينات، لتصل إلى 20,4 بالمائة في 2016 ورغم هذا حسب المتحدث فإن البطالة في الوسط النسوي راوحت 16,5 بالمائة على مدار العشرية الماضية لتبلغ في 2016 مستوى 20 بالمائة، بينما وصلت نسبة البطالة وسط المرأة الجزائرية المتخرجة من الجامعة نسبة 24 بالمائة في 2017، مثمنا الأهمية التي توليها الجزائر للعلاقات المهنية عموما وللحوار الإجتماعي بالخصوص.
واغتنم ممثل المكتب الدولي للعمل السيد علي دياهي، ليذكر الحضور بأن المرأة الجزائرية لها تاريخ عريق في النضال النقابي، وأنه في أول ماي سنة 1919، شهدت ثلاث ولايات جزائرية وهي العاصمة وقسنطينة ووهران حركة إحتجاجية ومسيرات عمالية قادتها في العاصمة إمرأة جزائرية كانت ترتدي «الحايك»، وفي 21 فبراير 1950 بوهران خرجت 200 إمرأة رافقت 2000 عامل بالميناء في حركة إحتجاجية للمطالبة بحقوقهم.
من جهته، حذر مستشار منظمة الوحدة النقابية الإفريقية «إبدولاي ديالو»، الجزائريين من الإنسياق وراء نداءات التفرقة والتفكيك التي يختفي وراءها من أسماهم بالإمبرياليين والمستعمرين الذين يسعون لهذه التفرقة وهدم الوحدة الوطنية من أجل إستغلال والسطو على خيرات البلاد وثرواتها، وهو الوضع الذي تتخبط فيه عدة دول إفريقية حسب السيد ديالو، مصرا على ضرورة الإعتراف بالمجهودات التي قام بها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لدعم الحركات التحررية في القارة السمراء وكل المناضلين من أجل سيادة أوطانهم، قائلا أنه لا يجب أبدا أن ننسى أن بوتفليقة هو أول من طرد ممثل الأبرتايد من جلسة الأمم المتحدة، مشيدا بكل الإنجازات التي قام بها من أجل نهضة الجزائر وإستعادت أمنها وإستقرارها، ودعم صمود الإقتصاد الجزائري في عز الأزمة التي تعصف بعدة دول، مشددا على ضرورة تماسك الجزائريين ووحدتهم وتقاسم خيرات البلاد بينهم موضحا في هذا الخصوص «أنا لا ألقي خطابا، بل أتحدث من أعماق قلبي من شدة حبي للجزائر»، ووجه نداء للعمال النقابيين المشاركين في الإحتفالية، بأن النضال النقابي هو أولا الحفاظ على الوحدة الوطنية والتماسك وتغليب لغة الحوار.
بن ودان خيرة

الرجوع إلى الأعلى