شعر/ عادل بلغيث
أنتَ لا تستطيعُ قَولَ كُلّ شَيءٍ عَنِ الحُبّ
بِالكادِ تَدُقُّ عَلى قطرة ندى برأس خنصرك
لكنّها لا تَفْتَحُ لكَ بَابَها
***
إلبَسْ هَذا الشّفَقَ الأحْمَرَ
الّذي مَا انفكَّ يَنْزِلُ عَلىَ ثَوبِ حَبيِبَتكَ، كُلّ مَسَاءْ
أنتَ لَا تَعْلَمُ مَنْ كان يَرْتَديهْ
فاحلُمْ أنْ يَنْتَسِبَ إلى جَسَدِكْ
***
احبِسْ هَذَا القَلْبَ عَن الرّكْضِ إلىَ الّلغَة
كــ شَاَدنٍ صغيرٍ صوبَ الظّبْيَة الأمّْ
عَلّمْهُ كيفَ يَتْبَعُ النّسيمَ وَيَفُكُّ مِرْسَاة خطاهْ
مَرّرْهُ علَى كُلّ دُرُوبِ يَدِ الإنْسَاِن
وَلا تَقْرأْ كَفّهْ
***
أنتَ لا تَسْتَطيعُ تَرْجَمَة السّماءِ عَلى وَرَقَتكَ
إلّا إذَا رَقنْتَ الرّيحَ كَمَا تَفْعلُ الطّيُورْ
فاسْبَحْ في العَلاءِ، لَنْ تكونَ إلّا أنتْ
لا تَتْركِ الحَياةَ تَسبقكَ بِيَومٍ وَاحدْ
كُنْ مَعهَا واشبكْ يدكَ بيدِها وأنتَ عَلى مُنْحَدَراتٍ
تُشْبِهُ أحزَانَ نَايِ “الدُّودُوكْ”
***
الحُبُّ طِفلُكَ الّذي يَنتظرِكْ
فتَدرّبْ عَلى حَمْلِ نَجْمَة الشَّمالِ
كيْ تتمكّن من حملِ لعبتِهِ الثّقيلةِ التّي اسمها الخيالْ
***
الحُبُّ ضَوْؤكَ الذّاتِيُّ، حِينَ لا تَجِدُ
كوكبًا واحدًا يَنْعكِسُ على عَينَيْكْ.
سَيجعَلُكَ تَعيشُ كقَناديلِ البَحرْ
وتسبح في الظلامِ دُونَ خَوفْ
ستكونُ -مِثلَها- العَيْنَ الّتي يَرى بِها البَحْرُ نفسَهُ
والضّوءَ الوَحيدَ الذّي بإمكانِه أنْ يشغَلَ بالَ الغَريقِ عَنِ المَوتْ
حتّى وهو يَسيرُ إليْهْ.

الرجوع إلى الأعلى