شعر: عبد القادر رابحي

1-

كَمَأةُ الريح العمياء..
المدفونةُ تحت تراب الغفلة..
ذاتَ ربيعٍ مُمطر..
لم تعدْ تنظر إلاّ لعورتها..
ربّما بَالغتُ..
هلْ للكمأةِ عيونٌ أصلاً.. !!
عفوا..
هل للكمأةِ عورة..؟؟

2-

مغلّفةٌ برائحة الفقراء..
شوارعُ الأمس المتعبة
تجرّ أذيالها المقصوصة
إلى غدٍ متخم بالمواعيد

3-

قدَرُ البطّيخَة
أن تصيرَ حمراء
تحتَ وطأة السّيف الذّابح..
أمّا قبل..
فلم يدرِ أحدْ..

4-

لاَ أتذكّرُ تلك القصائد الملقاة..على عاتق الخيبة..لا أتذكّر تلك المسافات المرميّة ليلاً.. في درب العصافير..لا أتذكّرُ ما ردّدته الأنهارُ في مواعيد الشّتاء الغائبة..هلمّوا جميعًا...إلى رحْل الأخ المثقوب..حيثُ يقبع الدّليلُ القاطع..على هروب الفراشات ..من قلبِ الشّاعر الأصمّ..يتعين علينا جميعا..أنْ نأسرَ الفراغ النّابتَ..في ضلوع اللّيل الزرقاء..ثمّة قصيدةٌ للتقشير..يتزاحمُ حولها الشّعراء..كأنما ولادةٌ عسيرةٌ..في بيتِ الذّئب الجائع..

5-

كيفَ يمكن للربيع الطّلق
أنْ يأتي باسمًا
إلى موائد الفقراء..

6-

هل للفقراء موائد.؟
هلْ للفقراء روضةٌ
في قصائد النّثر المجنونة.؟
هلْ لهم بيتٌ صغيرٌ..
يبيتونَ فيه..
في انتظار حفلة قطف الأنهار
من بغتةِ القمر المسروق.؟
لاَ أقولُ بيتٌ بيتْ..
مكانٌ فقط..
لا بأسَ إن كان ضيّقا..
يختلي فيه الفقراء
بحبيباتهم المتطلّعات إلى احتضان فقيرٍ صغير..
يستأنسون بهِ..
و لوْ للحظة..

7-

كلّما تذكّرتها
تناستني..
هلْ للأمر تفسير..
لعلّها الحياة.. !!

8-

تتسابقُ باقاتُ الورد
إلى حيث النّوايا المزروعة في حقولِ المسارات..
كأنما كلّ باقةٍ
و نصيبُها..

9-

ليتني كنتُ مثلك..
أيّتها المرآة
أعكِسُ وجوهَ المحدّقين
دون أن يراني أحد..

10-

أنظمةٌ تصعدُ..
و أخرى تسقطُ
على ظهور الفقراء..
الفقراءُ مصاعدُ الطّامحين
في السّقوط..

11-

لم آخذْ من هذه الحياة شيئاً
وليكنْ..
لنْ يراني أحد ..
إنْ أنا غادرت
في وحشة اللّيل الأسود..

12-

للبقاءِ شروطٌ
تضعُها الحبيبةُ..
لاَ حبيبةَ لي..
لاَ حلّ..

13-

كيفَ تستوي اليرقاتُ..على ظهر سفينة الوقت الضيّق؟..لا مكانَ للتوضؤ.. بفيوضات القمر النّائم في بهجة التحليق..كلّما ركبتُ الفُلكَ..أحْسَستُ بدوّارٍ عنيف..تنتابني الحسراتُ..بين الحين و الآخر..على ما كان من حال اليرقات..المستويات على ظهر السفينة..

14-

الفقرُ كذلك..
يتفتّح في موسم الربيع..
و يفخرُ بألوانه البهية
تماما كما عبّاد الشّمس
في حقول التلّ الجرداء..
- هل تعرفون الفقر الأزرق..؟
- الفقرُ الأزرقُ أنْ يأتيك أحدُ الأتراب
لَمْ ترَهُ منذ زفافه المشهود..
قبل عشرين ربيعا
من ابنة الحبّ الجارف
و يطلبُ منك ورقةً زرقاء
لشراء خبزٍ طريِّ
لأبنائه اليابسين من الجوع..

15-

غيّرتْهُ الحياة..
بسرعةٍ شديدةٍ..
كأنّه بريدٌ عاجل
يريدُ الوصولَ قبل الجميع..
إلى ما لا يحبّ..

16-

رأيتهُ بأمّ حَرْفي
يهُشّ على سحائبِ الغيم
بعصا من رعاف..
هلْ كان يهذي؟
هلْ كان يجرّب المفاتيح..؟

17-

المفاتيحُ
عند الحرس..
الحرسُ
محروسون بمفاتيح السلطان..
السلطانُ
مفتاحُ مَنْ لا مفتاح له..

18-

صباحُ الخير عليك
أيّها الوطنُ الرائع..
أيّها العادلُ حتّى الظلم
بين أبنائه..

19-

القصيدةُ شائكةٌ أصلاً..
لا توجدُ قصائدُ من حريرٍ
أنْ تجرحك القصيدةُ..
فثمّة حريرٌ ملطّخٌ بدَم البهاءات..

20-

لا تغتني القصيدةُ
من الكتابة عن الفقر..
لا رصيدَ للفقر
غيرُ ما يدسّهُ من همّ
في جيبِ القصيدة..

21-

أيّها النّائم في حِبر المسرّات
هلاّ استيقظت..!!
ثمّة  جنازةٌ في القصر..
هي أشبه بالعرس
بالنسبة للفقراء..

22-

لاَ قصيدةَ
بدون
هَمّ..

سعيدة في 08/03/2015

الرجوع إلى الأعلى