لليلِ أمنحُ الرأس
حين ينكمشُ العمرُ ويصيرُ أغنية.
يرددهاَ الشارعُ الخلفي
كلما ضاق خاطرهُ
صرختي.
إنهُ الجرحُ يتعالىَ
رافعاً معهُ الحسرةَ
مبتكراً من الخطواتِ
ما يُقنُعُ المسافةَ
أنَّ الطريقَ خيبةٌ.
أن الشعرَ أكبر مسودةِ للصمتِ .
أن الحب ضربةُ حزنٍ
اُريدَ بها الإنسان.
لليُتْمِ أمنحُ وجهَ الحقيقةِ
كانَ بإمكاني الهرب من تجاعيدِ الشِعرِ مبكراً.
إلاّ أنَّ الفرحَ استمرَ في النزول بعيداً
كنتُ طفلاً أقتفي أثرَ عربتي
وعلى ركبتيّ تحطُ وطأةُ الزمن.
لليُتمِ أشربُ كؤوسَ الغائبينَ
وعلى النوافذِ أمسكُ حزنيِ الخفيض
لئلا أسقط
وحدهم السكارىَ يملكونَ
تصوراً للمشية المثالية
وأنا الطريقُ الذي يقطعُ المسافرينَ بعينيهِ
كذلكَ اللغةُ التي لا تقولني
تمسكُ أطيافهاً
حينَ على كتفِ الحيرةِ تسقطُ رصاصةُ
أصابها العصفورُ في القلب
يرعبني الجمالُ
ولستُ يتيماً بما يكفي لأبكي
وألمسُ هالتهُ في خيال الكتابة.

رمزي نايلي

الرجوع إلى الأعلى