نسعى إلى حماية الأماكن الأثرية دون إعاقة التنمية الوطنية
قال وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، أمس الأحد ببسكرة بأن دائرته الوزارية تعتمد على رؤية جديدة حول الأماكن الأثرية تتيح حمايتها دون أن تكون عائقا أمام التنمية الوطنية
وأضاف الوزير لدى معاينته موقع تهودة الأثري (24 كلم شرق بسكرة) خلال زيارة عمل إلى ولاية بسكرة، بأن هذه الرؤية ترتكز حول العمل وإجراء مزيد من البحث لأجل وضع خريطة وطنية مبنية على أساس مسح علمي للأماكن الأثرية فقط بغية تفادي تسييج فضاءات ليست بأماكن أثرية.
وقال السيد ميهوبي في نفس السياق «دخلنا في مرحلة أخرى وهي أن لا نكون عائقا في وجه التنمية الوطنية» مشيرا إلى أن المسح يجب أن يتم كاملا ويسمح بمعرفة بالضبط الأماكن التي توجد بها آثار وتلك التي ليست بها آثار.
وأضاف "قد نأخذ مكانا هو في حقيقة الأمر منطقة بها آثار على مساحة 100 متر مربع ونحن نقوم بتسييج 10 آلاف متر مربع وبعد ذلك تجد بلدية معينة أو قطاع معين نفسه عرضة للعجز في تحقيق بعض المشاريع الإنمائية على غرار شق طريق أو تشييد مستشفى."
و تابع "لقد حان الوقت أن نساعد على التنمية من خلال حلول علمية بعيدا عن عمليات المسح التي تكون بصورة ارتجالية تنتهي بوضع سياج وكل من يأتي لتجسيد مشروع بالمكان يتم رفع في وجهه فيتو بعدم المساس بالموقع".
و كشف الوزير من جانب آخر، أنه تم ضبط القائمة النهائية للمهرجانات التي ركزت وحافظت على توازنات الحركة الثقافية بالجزائر في ظل الإجراء الخاص المتعلق بمراجعة الأعباء المالية لكافة المهرجانات التي تحتضنها البلاد كل سنة، بهدف ترشيد الإنفاق
و تخفيض الأعباء المالية الكبيرة المترتبة عن هذه المهرجانات.  
و أوضح أن بعض المهرجانات سيتم تنظيمها سنة بعد سنة في إطار المراجعة المادية لمختلف الفعاليات، التي ستخضع لعمليات تقييمية قبل مراجعة الكلفة المادية لكل مهرجان خاصة تلك التي لم تحقق الأهداف المنشودة والمنفعة الثقافية في إطار البحث عن الجودة و النوعية والعمل الأفضل.  وصولا إلى الحفاظ على الذاكرة و التراث  الوطني ، مشيرا إلى أنه تمت المحافظة على أهم المهرجانات التي تحافظ على التنوع الثقافي مع تجنب التكرار. كما أكد على أهمية خضوع بعض المهرجانات لدفاتر شروط مسبقة للتأكد من مدى أهميتها ومصداقيتها على أرض الواقع ، وأبرز ميهوبي في كلمته أنه يتم العمل بسرعة كبيرة في سبيل وضع تصور أو إستراتيجية جديدة لتنظيم المهرجانات من خلال العمل على تشجيع الأفضل.
و تفقد الوزير عددا من المرافق التابعة لقطاعه بعاصمة الولاية، فببلدية القنطرة زار الجسر الروماني بفج المدينة الذي يعد معلما أثريا ضاربا في التاريخ كما تلقى عرضا وافيا حول الدشرة الحمراء لينتقل بعدها إلى زاوية العثمانية بمدينة طولقة وهي أحد المعالم الدينية العتيقة وبها تلقى شروحات حول تاريخ هذه الزاوية ، كما إطلع على مجموعة من المخطوطات المحفوظة بالزاوية وهي موروث تاريخي وحضاري يتطلب الحفاظ عليه وجعله في متناول الباحثين،  ليعود بعدها إلى عاصمة الولاية أين التقى الوزير  بمثقفي ومبدعي الولاية ، حيث إستمع لإنشغالاتهم. كما أشاد بمستواهم الراقي الذي مكنهم من التألق على المستويين المحلي والوطني.
ع/ بوسنة

الرجوع إلى الأعلى